الشيء بالشيء يذكر

ما كان لي أن أرد على كل “الترهات”، خاصة تلك التي تعبر عن ضيق وتبرم إزاء النقد الذي نوجهه بموضوعية ومسؤولية لأداء السلطة الحاكمة وممارسات بعض منسوبيها، لكن بالطبع سيكون الرد مطلوباً جداً عندما نرى من يحاول عبثاً طمس الحقائق التي لا تقبل الجدال والمراء بأي وجه من الأوجه خاصة إذا كانت هذه الحقائق لا يعلمها أحد أكثر منا، بل وتتعلق بنا على وجه الخصوص…
بالأمس هاتفني شخص لا أعرفه وقدم نفسه كقاريء متابع باهتمام كل ما أكتب وما حدث أن فاته مقال واحد مما كتبت كما يقول، بدأ كلامه بالثناء عليَّ وانتهى بعدم الرضا عما نكتب، وزعم أننا نكتب بهذه الحدة لتسويق أنفسنا في البلاد الديمقراطية بحثاً عن الهناء، هكذا زعم ذلك “المجهول”!!!..
ما سأذكره واقعة حدثت لي قبل خمسة عشر عاماً، ليس من باب تزكية النفس ولا من باب الإطراء على تلك الأمارة بالسوء ولكن من أجل الحقيقة التي تحب أن تمشي عارية دون الحاجة إلى ثياب الرياء والزينة، ووالله الذي يعلم ما تكن نفسي ويخفيه صدري ما كتبت يوماً عن هذه الواقعة لأني لم أكن بحاجة إلى ذكرها إلا في هذا الموضع…
في مطلع الألفية الثالثة طلبت القائمة بالأعمال الأمريكية (مارغريتا) مقابلتي ومعها مسؤول آخر بالسفارة وهو سوداني، وبعد نقاش طويل ذكرت فيما ذكرت أنهم ظلوا يتابعون كل ما أكتب وبناء على ذلك تأكد لهم أني أدعم الديمقراطية والحريات، ولذلك لابد من أجد منهم كل المساعدات التي تعينني والمعلومات والتأهيل اللازم وأن أبدأ معهم على خيرة الله بـ”كورس” تأهيلي هنا في الخرطوم استعداداً للسفر إلى أرض الأحلام، وكل ذلك لأنهم دعاة وأنصار للديمقراطية والحريات أو هكذا قالوا، ولم يكن في الأمر عمل سياسي أو تخابر أو هكذا فهمت منهم، وأعطتني المسؤولة الأمريكية “كرتا” للتواصل… لكني والله على ما أقول شهيد لم أفكر لحظة في كل العروض والمغريات ونسيت الموضوع من “أساسو”، ولم أحدّث نفسي بكل الاهتمام الذي أبدته الأخت الحبيبة “مارغريتا” بشخصي الضعيف إلا في حدود أنفتي وكبريائي اللتين لن يكسرهما أحد ترهيباً ولن يغريهما أحد ترغيباً ما دام هناك “نبض” ينبض بالحياة.. وقد ذهب غيري كثيرون إلى أرض الأحلام بذات النحو ورتبت لهم الزيارات واستكملت لهم دورات التأهيل وكانوا سعداء بذلك، وكنا سعداء جداً بموقفنا وتخلفنا عن ذلك الركب، ولا نأخذ عليهم ولا نعيب على أحد ما ارتضى فلكل وجهة هو موليها، وكل حر فيما يرتضي، ولكن ما أردته هنا أن يكون ردي عملياً على ذلك الذي يدعي أننا نكتب لنسوق لأنفسنا لنجد موطئ قدم في بلاد الديمقراطية والأحلام طلباً للجوء، ولو أردنا لفعلنا ويكفي لذلك تهديد المسؤول الذي قال في حوار منشور لا نستحق الحياة، ويكفي لذلك الملاحقات بمواد عقوبتها الإعدام في نيابة أمن الدولة… اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة
صدقتَ!
يا أستاذ عيبك الوحيد انك تكتب بصحيفة يملكها رجل جاهل وعنصري لدرجة . كتاباتك مكانها جريدة التيار او الجريدة لابجوار الطيب مصطفي
صدقتَ!
يا أستاذ عيبك الوحيد انك تكتب بصحيفة يملكها رجل جاهل وعنصري لدرجة . كتاباتك مكانها جريدة التيار او الجريدة لابجوار الطيب مصطفي