ياعزيزي.. كلنا لصوص!

ياعزيزي.. كلنا لصوص!

ونحن في حالة إنشغال بخطة العمل في الصحيفة التي نعمل بها خارج الوطن ، عقب، توقيف 11أميرا و4 وزراء حاليين وعشرات من الوزراء السابقين على ذمة قضايا فساد ، في السعودية ، طافت بذهني عديد من الصور التي تجسد الفساد في بلادنا، وكيفية محاربتها قبل أن يصبح الفساد فعل لا يستحق “الخجل” .
صحيح أن كثير من الاتهامات التي توجه للبعض في بلادنا قد لا ترتكز على أدلة بموجبها يمكن أن يقدم” زيد من الناس” الى المحاكمة ، غير أن الحقائق التي يعيشها الناس في أحيان كثيرة قد لا تحتاج لأدلة ،” مكتوبة” فقط إعمال قانون ” من أين لك هذا” سيكشف الكثير المثير الخطر!.
يجب أن لا يكون الحديث عن الفساد “مقلق” لأي جهة حكومية أو أهلية ، طالما التزم الأمر ببسط العدالة ، ومحاسبة من “سرق” ، بإعمال قانون من أين لك هذا ؟.. مثلا .. سيسأل أحدهم وهو كان ينتشي “لصحن فول بزيت السمسم” ، وخلال سنوات قليلة تطاول في البنيان ، وزاد عدد “النسوان”..من أين لك هذا .. ببساطة سيسأل موظف راتبه معلوم ، كيف تضخمت أرصدته ، واخر في الريف البعيد ، أمتلك المزارع والسيارات ،وأصبحت له تجارة رائجة في الخرطوم ،كيف كان السبيل ؟.. وهناك ثالث ورابع الخ.. وجميعهم لم يستنشق غبار صحراء الذهب ، ولم يذهب مغتربا في أرض النفط .. هذه نماذج صغيرة لحالات كثيرة .. واجب الحكومة محاسبتها ومن قبلها محاسبة الكبار.
أحيانا قد يسرق أحدهم ، ويعتقد أنه يمارس حياته بكل نزاهة ، فاذا أوكل عمل ما.. لاحدهم تكلفته 100 مليون جنيه ، وانخرط في المشروع واتمه بأقل من نصف المبلغ ، ربما تسيطر عليه حالة من الزهو والفخر بأنه أنجز عملا كبيرا ، ومن حقه أن ينتفع بما تبقى ، وهو يتناسى تماما أمر “المواصفات والمقاييس” التي كان يجب أن تتبع قبل تسليم المشروع ، لذلك نجد طرق تسكنها الحفر ، وجسور تتشقق ، وتمضي القصة بلا محاسبة ، مما يغري غيره بالسير في ذات الطريق ،وهي قصة لن تتوقف مالم يتم التعامل بصرامة مع كل شبهت فساد.
وعلى الدولة رفع شعار لا كبير على المحاسبة .. ويبقى المزاج الشعبي مفتون بتحقيق النزاهة والشفافية .
في السعودية لم يك يتخيل أحدهم أن يساق أمير الى حيث المحاسبة على مخالفات أرتكبها ، الان يحصل وعلى رأس القائمة الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز ، والامير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز ، وقائمة طويله من الوزراء السابقين والحالين ،في مقدمتهم وزير المالية السابق أبراهيم العساف .. ، نحن في السودان نحلم بأن يساق كبيرا الى حيث العدالة ، ليس تشفيا ، بل لأنه مذنب ، ويجب أن لا يكون “كبش فداء لتبرير سرقات غيره” ، بل فقط تحقيقا للعدالة.. بكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية ، رئيس مجلس الوزراء القومي يتحدث بقوة عن محاربة الفساد ، ننظر ربما نرى غدا مفهوم مختلف لمحاربة الفساد في بلادنا ، حتى لايتباهي أحدهم وهو يردد عنوان الفلم المصري القديم ” ياعزيزي كلنا لصوص” الذي قدمه للسينما الأديب الراحل احسان عبد القدوس .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..