المشروع الحضاري : بهاء الحلم فجيعة السقوط 1

يالهفه المأموم , صلي فرضه قبل الوضوء
حجى جابر “سمراويت”
كل أنواع الطموح مشروعة خلا تلك التي توصل إلي الأهداف المنشودة علي بؤس الإنسانية وإذلالها .
جوزيف كونراد
التمكين الممنهج :- إقصاء , ترغيب وترهيب
من أجل التمكين السياسي قامت الإنقاذ بتسييس الخدمة المدنية والعسكرية فرفعت شعار الإحالة للصالح العام وكانت معايير الإحلال والإبدال هي الولاء القائم علي الجهويه والمحسوبية والمحاباة, دون ادني مراعاة للكفاءة الخبرة .
في مقاله الايديولجيا والسلطة في باب ” بقعة ضوء ” بجريدة الخرطوم يكتب أمير بابكر عبد الله قائلاً ” هل يعتقد أحد ما أن الإنقاذ لم تضع في اعتبارها وهي تصوغ ايديولوجيتها وتعيد تركيب أجهزة الدولة بعد السيطرة عليها , الحراك الجماهيري , المؤسسات العامة والمنظمات المدنية التي يمكن عبرها أن تتم المقاومة , لهذا صاغت قوانينها ودساتيرها لتحكم وتتحكم في تلك الجماهير من أجل خدمة مصالحها فقط وذلك باستخدام العنف بمقدار “ترهيباً ” والإغراء بإسراف ” ترغيباً ” .
فالترغيب والترهيب شكلان من أشكال العنف يهدفان في النهاية الي السيطرة ويستطرد قائلاً بدم بارد , قامت الانقاذ بتصفية مؤسسات الدولة من كل البؤر والأوكار التي يمكن أن تضع فيها المعارضة أعشاشاً لها لتفرغ من الطير ما يقض مضاجع الانقاذ ويشغلها بمعارك جانبية عن تنفيذ خطتها في ادلجة الدولة .
بدم بارد جداً , اجهزت الانقاذ علي مؤسسات المجتمع المدني من أحزاب ونقابات واتحادات واحتلت دورها وهياكلها , أرجلها وأذرعها لتجعلها كسيحة إلا من فعل مؤيد لسياساتها معضداً لايديولوجيتها متفاعلاً مع أهدافها .
بدم بارد جداً تمدد اخطبوطها الاقتصادي ليعتصر من لا يواليها ويخرجه مرغماً من دورة المال والانتاج ليصبح حكراً عليها دون غيرها .
لقد جاء في تقارير ويكيليكس الكثير عن تفاصيل الشركات الخاصة ويمضي التقرير قائلاً بأن رجال أعمال ومسئولون حكوميون و مستشارون أمريكيون ذكروا بأن الاقتصاد السوداني مهيمن عليه من قبل الشركات شبه الحكومية ” الشركات الرمادية ” ذات الصله بالنخبه الحاكمة و الي وجود أكثر من 413 شركة شبه حكومية تسيطر علي الاقتصاد السوداني وان بنية الاقتصاد السوداني قد تم صرفها تماماً لصالح الموالين للحكومة فكافأت الموالين لها في الجيش والشرطة والأمن بمنحهم الهيمنة علي الشركات شبه الخاصة وتخص هذه الشركات الرمادية بالعقود والتسهيلات .
ولقد ذكر عبد الله مسار عضو المجلس الوطني أن هنالك شركة رأسمالها حوالي 600 مليون دولار إستولى عليها ثلاثة أشخاص وذلك حسب ما ورد في الصحف اليومية .
تلك السيطرة الممنهجة صاغته الانقاذ مراسيم دستورية ودساتير وقوانين شرعتها لادارة مصالحها لا لمصالح غير ها , مؤسسة لدولتها وممكنة لسلطتها ومسخرة الآخرين لخدمتها , وضربت بقوة وعنف وجبروت كل من يحاول إختراق المنطقة الحرام مدعية أنها هي وحدها العليم بما ينفع أهل السودان في عالم الغيب والشهادة وما علي السودانيين الا الطاعة .
عن اهداف المشروع الحضاري وحصاده يكتب د/ منصور خالد في كتابه زلزال الشرق الأوسط وشمال افريقيا “ايديولوجيا أم عقائد ” قائلاً ” ان مفجري الثورة الإسلامية في السودان كانوا علي يقين بأنهم يملكون مشروعاً نهضوياً ” أو ان شئت حضارياً للارتقاء ببلادهم وأن الهدف من استئثارهم بالحكم هو تحقيق ذلك المشروع النهضوي ، أو لا يحق للناس أن يتساءلوا حتي لا يغمط لا أحد أشياءه ما هي ” الانجازات الحضارية ” التي أكملها إسلاميو السودان ؟ وما هي التي لم يستكملونها في قرابة ربع قرن من الزمان ولهذا يريدون أن يربضوا بالمكان ربضاً حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً ؟ الرسالات الحضارية فيما نعلم , تسعي في المقام الاول الي تعمير النفوس قبل عمارة الأرض ولا يكون ذلك الا بركز قيم الدين المعيارية في النفوس وغرسها في العقول , ثم من بعد صيانة وحدة الامة لبسط العدل والامن والطمأنينه العامة في ربوعها , توفير المناخ الذي يهيئ لاهلها ما يوفر مطالبهم الحاجية ويسد مفارقهم حتي يغنيهم الله عمن سواه , الذي يسعي لتحقيق هذه المقاصد لا يحتاج لربع قرن لكيما يقنع الناس بجديته في تحقيقها .
ويستطرد قائلاً ” من بين الجماعات السياسية السودانية لا توجد جماعة سعت لتأهيل نفسها للحكم والإدارة مثلما سعت الجماعة الإسلامية بابتعاث شبابها للتأهيل والتدريب في كل مجالات الحياة , الاقتصاد ، العلاقات الدولية ، الإعلام والمعلوماتية واللغات وعندما فعلت هذا لم تدفع شبابها للنهول من هذه المعارف في الحوزات العلمية في إيران , وإنما في معاهد العلم في بريطانيا وفرنسا وأمريكا ادركاً منها لما يستلزمه العصر من تأهيل للحكم ، فما هو الحصاد من كل هذا الزرع ، خاصة في الجانب المعنوي ,الانجازات المادية كما حدثنا التاريخ لا تجيز بمفردها استئثار جماعة بالسلطان وإقصاء الآخرين عنه , او تطيل في عمر تلك الجماعة في الحكم , لو كان هذا هو الحال لما نفي نابليون الذي ارس قواعد الدولة وأشاد دور العلم وسن القوانين التي ظلت تحكم بها فرنسا حتي العهود الحديثة .
الحصاد الذي يتوقعه الناس من جماعات ذات توجه حضاري رسالي هو في المجال المعنوي والأخلاقي , ولئن ظن ظاناً أن الانجاز الأكبر من ذلك الجانب هو إغلاق الحانات وتحريم الخمور في الأماكن العامة وحمل النساء علي ارتداء ما يسمي باللبس المحتشم , وحث العاملين علي أداء الصلوات في دور العمل _ فتلك رغم أهميتها أمور يؤديها بقدارة المطاوعية في أسواق جدة والرياض والطائف دون حاجة لدراسات عليا في بريطانيا وأمريكا .
بهذا المقياس يصبح نتاج المشروع الحضاري , قله زاد وضعف حصاد وغلة لم تفي بما أنفق علي زراعتها , أو ليس الأولى في وضع هكذا أن لا تأخذ القوم عزة بالإثم فيثوبوا الي الله ويستدركوا من الامر ما استدبروا حتي يعودا وغيرهما الي كلمة سواء يصبح معه السودان ملكاً لأهله .
في صحيفة التيار العدد1069 يعترف القيادي الإسلامي أمين بناني قائلاً ” معظم الأهداف والغايات الكبيرة المرجوة في التغيير الذي حدث في 1989م لم تتحقق وتم الابتعاد عنها , إذ أن الإسلاميين فشلوا في تقديم أنموذج إسلامي وضعي يمكن أن يقتدي به الان , ولم يتم في ظل الإنقاذ المحافظة علي وحدة البلاد وتم انفصال الجنوب ولم تتوقف الحرب في السودان خلال هذه الفترة وضعف النسيج الاجتماعي وتراجعت معدلات النمو الاقتصادي واتسعت دائرة الفقر .
أخيراً
حيث تسود العدالة , تكون الحرية في الطاعة .
دجميس مونتغمري .
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..