موت الضأن … في السودان !!!

?عفو الخاطر
فزعت إلى الدّموع فلم تجبني
وفقد الدّمع عندَ الحُزنِ داءُ
وما قصرت في جَزَعٍ، ولكن
إذا غلبَ الأسَى ذَهَبَ البُكاءُ

“محمود سامي البارودي”

برنامج سبت اخضر في حلقته السبت قبل الماضي ، بتاريخ 28/10/2017م ، استضاف – عبر الهاتف ، سعودي من القصيم ? يدعى عبد الرحمن الناصر – من هواة صيد الطيور في السودان ، وكان قد زار السودان عدة مرات لهذا الغرض ..
تكلم السعودي عبد الرحمن ( أبو ناصر ) ، عن حضوره للسودان للصيد وذكر كثير من المعوقات التي صادفها والتي أدت في النهاية الي عزوفه عن الحضور في الفترة الأخيرة !! منها تأشيرة الدخول للسودان والتي قال انهم يضطرون للذهاب للسفارة في الرياض للحصول عليها ، وتساءل لم لا يتم منحهم التاشيرة في المطار ، كذلك تعرض لرخصة الصيد وقيمتها الدولارية مستكثرا المبلغ الذي في حدود 650 دولار ، وذكر بوضوح ان هنالك الكثير من الاتاوات المفروضة عليهم كهواة صيد ، وتحسر بشكل مباشر علي عدم فهم السلطات للسياحة واهميتها للسودان باعتبار وضعه المتقدم عربيا وافريقيا في موارد الصيد والسياحة ، وكذلك تعرض لموضوع ? اعتبره شخصيا ? الأكثر خطورة علي الحياة البرية والبيئية ، وهو ما تقوم به بعض الجهات من رش بالطائرات للحقول مما يتسبب في موت مئات الالاف من الطيور والتي ذكر ان السودان من اغني البلدان بها ..
حلقة السبت الماضي والتي كانت بتاريخ 4/11/2017 ، استضاف الأستاذ عبد اللطيف البوني ، معد ومقدم البرنامج – أيضا عبر الهاتف ? محمد علي مصطفي ، عمدة القواسمة ، بمنطقة الحواتة ، ضمن مشروع الرهد الزراعي ، والذي اكد كذلك أن وضع البيئة والحياة البرية اضحيا في خطر حقيقي بسبب مكافحة وزارة الزراعة ، للطيور خوفا علي المزروعات في الحقول ..
وأكد ? العمدة ? وجود ومرابطة طائرة رش ، تتبع لوزارة الزراعة تقوم بطلعتين ( او بالأحرى غارتين ) في اليوم ، علي اوكار الطيور في الغابات المحيطة بالمنطقة ، مما ادي لموت الاف الطيور ، خاصة ( القمري ) و (الرهو ) ، في اوكارها ، الامر الذي جعل ( البوني ) يعلق قائلا ان الناس بعد هذا سيقولون .. ( موت القمري ) ، بدلا من ( موت الضان ) ، في إشارة للمسلسل السوداني المعروف !!
وتطرق ? العمدة ? للفوائد الأخرى التي جناها اهل المنطقة من المحليين ، من حضور هواة صيد الطيور ، الذين .. ذكر انهم شيدوا مساجد ومرافق اخري للمنطقة ، ودفعوا بالسكان المحليين لانشاء مخيمات خلوية لخدمة هولاء السياح مما انعكس إيجابا ..علي وضعهم المعيشي ….
الشي الغريب .. ان ? العمدة ? محمد علي مصطفي ، ذكر أن رخصة الصيد الواحدة لعدة أيام ترفد الخزينة بمبلغ 650دولار ، بالإضافة لمبلغ 50 دولار ، يدفع للعسكري المرافق لعملية الصيد ، وكذلك مبلغ 200 دولار لما يسمي ( شنطة ) الطيور التي صيدت ، ويرغب السائح في اخذها معه لبلاده وتحوي عدد 80 طائرا .
وهذا يعني ان البلاد تجني 900 دولار من كل سائح في رحلة لصيد الطيور تمتد لاقل من أسبوع ، مقابل 80 طائرا فقط … في حين أن السلطات تقتل مئات الالاف من الطيور ? بدون مقابل ? بل وتدفع لذلك مصاريف مقابل وقود طائرات وقيمة مبيد واستئجار طائرات ، وذلك مقابل 3 جوالات من الذرة للفدان في الموسم … بالله ما رائكم في هذا الغباء ؟

حسين المتكسي ? الرياض
[email][email protected][/email]