شبكنا الحكومة وبقينا قرايب

(1)
> النظرة الاقتصادية في السودان قائمة على أساس الأغنية التي كتبها الشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي ولحنها بليغ حمدي وقدمتها شادية في مسرحية (ريا وسكينة).
> اذا أردت ان تربح وتنجح اقتصاديا وتسطير على إحدى السلع وتحتكرها, عليك بالعمل بما عملت به (ريا وسكينة) عندما تزوجت سكينة من (الصول) عبدالمتعال أو (عبعال) كما تنطق به سكينة (سهير البابلي) في المسرحية الشهيرة.
> زواج سكينة من الصول عبدالمتعال ،(أحمد بدير) حسبته ريا وسكينة حماية لهن من الحكومة وهن يغنين ليلة الزواج بهذه الأغنية (شبكنا الحكومة .. وبقينا قرايب).
> هن كن في حاجة للحماية والغطاء للجرائم التي يقمن بارتكابها.
> الأغنية يبدع فيها الأبنودي بطريقته الصعيدية الرائعة:
قرايب نسايب .. نسايب قرايب
شبكنا الحكومة .. وبقينا قرايب
ومين ع القرابة يا روحي .. حيقدر يعايب
خلاص بحبوها ولا تحبكوها
مادام في الحكومة .. صبح لينا نايب
> بربكم كم من الشركات والمؤسسات التجارية الضخمة والمصانع في السودان تقوم على أساس الحماية من الحكومة عبر الصلاحيات والتسهيلات التي تجدها تلك الشركات والمؤسسات والمصانع لو أنها كانت مسنودة (حكومياً).
> أو كان أحد شركائها أو جميعهم في الحكومة أو في البرلمان السوداني ليحصلوا على الحصانة الدستورية.
(2)
> في مصر ايضاً يقوم الاقتصاد على هذا الأساس ، حيث وضح ذلك في فترة حسني مبارك إذ سيطر رجال الحزب الوطني في مصر والقيادات الحاكمة على التجارة والاقتصاد.
> في مصر ليس هناك (سيخة) واحدة فلتت من الحزب الحاكم.
> كل رجال الأعمال انضموا للحزب الحاكم في مصر لينعموا بالسلطة مع المال وتتوفر لهم الحماية والقوة والقدرة وتقدم لهم التسهيلات.
> وهذا نجده في السودان إذا نظرنا الى السكر أو القمح أو الغاز والسيخ والأسمنت او حتى الكهرباء والماء.
> كل هذه السلع تحت السيطرة، وهي لا يمكن التنافس الحر عليها.
شبكنا الحكومة .. ناسبنا الحكومة
صبح لينا سلطة .. تخلينا أوسطة
قصاد كل ورطة يا سيدي
وكل المصايب .. المصايب
شبكنا الحكومة .. وبقينا قرايب
(3)
> في السعودية قامت السلطة الحاكمة بإنشاء مؤسسة لمحاربة الفساد ، تلك المؤسسة تمتلك سلطات كبيرة ، وواسعة ، وغير معنية بالحصانة الدستورية أإو اللقب الملكي.
> لذلك أغلب الذين تم ضبطهم وحقق معهم وتم احتجازهم كانوا من الأمراء والوزراء.
> وهذا يعني أن تحرك أولئك الرجال كان تحت مظلة (قرابة الحكومة).
(4)
> هنا في السودان, يمكن للصادق المهدي (المعارض) أن يغني ايضا (ناسبنا الحكومة وأصبحنا قرايب) بعد ان أصبح ابنه مساعداً للرئيس في القصر.
> ويمكن للميرغني الذي شارك له أكثر من ابن في القصر أن يغني ايضا : (صبح لينا سلطة ..تخلينا أوسطة ..قصاد كل ورطة يا سيدي وكل المصائب).
> وكذا الحال بالنسبة لكل أحزاب الحوار الوطني التي اقتصرت مشاركته في السلطة والثروة على السكر والخبز والدولار.
ناسبنا الحكومة وبقينا قرايب
ومين ع الحكومة يا روحي حيقدر يعايب
ناسبنا الحكومة وبقينا قرايب
ومين ع النسب ده يا سيدي حيقدر يعايب
ومين حيشاركنا .. مين
ومين حيعاركنا .. مين
الإنتباهة