كان يجب ان ينتحر (1)

٭ على مدى مسار الحياة الانسانية وعلى مر الحق شخصيات ورموز تستوقف الناس كثيراً يتحدثون عنها يتداولون سيرتها يحللون تصرفاتها وأفعالها وهذه الشخصيات قد تكون سياسية أو أدبية أو عسكرية ولكن السياسية والعسكرية تحظى بقدر أكبر من هذا كله وذلك لتأثيرها المباشر على حياة الناس.
٭ كتاب التاريخ والأدباء انشغلوا بسيرة رمسيس واخناتون والحجاج ونيرون وهولاكو.. وهتلر وستالين وتيتو وعبد الناصر.. والمهدي والخليفة عبد الله وعبد الكريم قاسم وأنور السادات.. هذا على الصعيد السياسي بصورة عابرة.
٭ هذه أصداء ظلت تتردد في ذاكرتي عندما استوقفني حديث للدكتور أحمد عكاشة الطبيب النفسي المشهور في حوار معه أجرياه لمجلة روز اليوسف أسامة سلامة ووائل لطفي والحوار كان عام 7991 وكان محوره تحليل لشخصية عبد الحكيم عامر التي شغلت الناس كثيراً عقب حرب الستة أيام عام 7691.
٭ بدأ حديثه بملاحظتين:
الأولى: ان التحليل النفسي الغرض منه معرفة نفسية الشخص بموافقته لكي نصل لعلاج نفسي لهذا الشخص وهذا الغرض غير موجود في حالة عبد الحكيم عامر الآن ولا أستطيع القول انني أحلله لكي أعالجه بعد وفاته.
والملحوظة الثانية: اننا في لجنة الأخلاقيات في الجمعية العالمية للطب النفسي حساسون جداً لمسألة ادماج الطب النفسي في المشاكل السياسية ولذلك فسنتحدث عن تقييم خاص لشخصية عبد الحكيم عامر دون الولوج في السياسة ودون الدخول في التحليل النفسي.
٭ ولقد كان من حسن حظي أنني شقيق للدكتور ثروت عكاشة الذي كان صديقاً لعامر وبالتالي كانت لدى فرصة لمعرفته، وقد كان شقيقي يرى فيه قبل الثورة مثالاً لجان جاك روسو إلى حد ما الأديب المعروف في القرن التاسع عشر فقد كان مشهوراً بالطهارة والنقاء والرومانسية وبعض هذه الصفات كانت موجودة لدى عامر يضاف إلى ذلك الشجاعة فقد كان أحد الضباط القلائل الذين تمت ترقيتهم في حرب 8491 ، ويزيد على ذلك انه من عائلة طيبة في الصعيد وكان يتحلى بالشهامة والكبرياء والمروءة وقد ظهر لي ذلك من خلال معرفتي الشخصية به على المستوى الانساني.
أواصل مع تحياتي وشكري
الصحافة