حكومة ساي

الساعة 25

طوال 28 عاما أوتزيد هي عمر إنقلاب 1989 على الحكم وعليها إستندوا على مقولتهم المستبدة ـ (الزارعنا غير الله الليجي يقلِّعنا) طوال هذا العمر البغيض ظل القوم ـ يعلفوننا ـ أحلام واماني وهمية، وفي عقلهم المريض قناعة راسخة رسوخ الشلوخ على خدود حبوباتنا، باننا محض قطيع من مواشي تأكل.. تشرب… وتتناسل كيفما إتفق، والقناعة تلك تمضي في توهمها لتزيد كمية الريالة على صدورنا لتبلغ بلاهتنا أخمص القدمين دون ان نتعلم حتى كيف نزيلها من على الصدر خيفة ان تفيض إلى الأرض، وتلك أمراض وأوهام لا تنتج الا من عقل معطوب يحتكم الى الدبابة كدابة تحمله الى كراسي السلطة وتلك قصة أخرى…. والقوم من مرضهم وذاكرتهم الوهِنة من طول طراد للدنيا بثروتها وسلطتها و كل زخرفها تساقط تصريحاتهم بمجرد مغادرتها اللسان فينتجوا أخريات تجُب ما قبلها وهو ما أتى به كبيرهم الذي علمهم السحر والفساد، وهو في غمرة نشوته وسط التصفيق الداوي لخزعبلاته خلال فعاليات المؤتمر العام للاتحاد الوطني للشباب السوداني في (دورة جديدة سيكون لها ما بعدها ) أو هكذا توهموا في الشعار…( تأكدوا في 2020 سنسلمكم سوداناً نضيفًا وسنكون عونًا لكم ولمشروعاتكم) وشامة بائعة الشاي في ركنها القصي ذاك بأحد ازقة الخرطوم لاتعجز عن قراءة هذا القول الهزل في سياق معناه بأن سودان القوم وطوال عمر النظام القائم لم يكن نظيفا! والدليل (آلولو) تماما كما جاء في مرافعات الإتهام بـ(شاهد ما شفش حاجة) والشاهد إفادة كبير القوم أعلاه وقس على ذلك، فيما إصطلحوا عليه بـ( زيروـ عطش/ حُفّر/ كوَّش) وهو ضمنيا يؤكد ان الخدمات المذكورة لم تكن شيئا مذكورا في حيوات الناس دعك عنها ملموسة لديهم والأمثلة لا حصر لها فيما درجوا عليه من أوهام، وعلى ذات المنوال يغزل كبيرهم ما ينقضه لسانه من غزل بما اعلنه عن (مشروع دارفور الأخضر) وهو ما يقول به ضمنا بان إقليم دارفورعانى جفافا ظل ـ يحَتحِت حياة الناس هناك ثم لا يجد صفقة شجرة واحدة يحِتها ولا قرض! طوال عمر العسف والإستبداد المديد….خطاب القوم المفتقر لأبجديات السياسة مفارقا ارض الواقع (فراق الطريفي لي جملو) والهوة ما بين الخطاب والواقع لا يمكن تفسيره سوى وسواس قهري ظل يلازم القوم كتفسير تبريري لاسباب تسبسهم بالسلطة والجاه وهي كذلك، والقوم ومنذ جلوسهم على الكراسي الوثيرة طوال هذه العقوبات الواقعة على الشعب ظلوا يعتمدون على المواطن في مصاريفهم عبر الجبايات والأتاوات والرسوم و(رسوم اخرى) دون ان يقدموا له مقابلا في شكل خدمات لانهم فشلوا في ذلك بعد ان عطلوا ماكينات المصانع وتركوا الارض بورا بلقع، وحرروا لاكبر المشاريع الزراعية بالبلاد كمشروع الجزيرة وطوكر والفاو والسكة حديد والخطوط البحرية والخدمة المدنية عطلوا الانتاج طمعا في كوميشنات الوارد … ثم طفقوا يبشروننا بـ(الإنتاج والإنتاجية) إصلاح الدولة ومكافحة الفساد … هذا الفشل المريع هو منتج كل هذه الخزعبلات، وما تبريراتهم سوى محض امل في هذا الشعب يطيلون بها صبره ليستمدوا من وجوده مبرر هذا الكرسي كقاعدة بديهية ـ حكومة = شعب يتلقى منها خدمات ، وهي اليوم دور المواطن في تعليم أبنائه.. علاجهم.. مأكلهم .. مشربهم.. المواصلات… المياه… الكهرباء النفايات… الخ.. الخ.. الخ…. تدفع بس عشان تكون شعب تبريري لوجود حكومة ساي.

وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..