وفي الماّقي لم تجف الدموع …

نمريات
**جاء في الخبر ( فقدت اسرة طفلها حديث الولادة ، من داخل مستشفى للنساء والتوليد بام درمان، حيث تلقت وحدة حماية الاسرة والطفل بام درمان ، بلاغا من الشاكي والد الطفل ، افاد فيه ان مجهولا اختطف طفله حديث الولادة، موضحا ان زوجته قد انجبت توأم ذكور ، وانه فقد احدهما داخل المستشفى ، دونت اللشرطة البلاغ تحت المادة (45 ا) من قانون الطفل للعام 2010 والمتعلقة بالاخلاق ضد مجهول وبدأت التحقيق حول الحادثة )..
** البلاغ اعلاه يشابه القصة التي حدثت قبل ايام ، بنفس الخطوات في مستشفى اخر ، توأم حديث الولادة ، ما ان مد رأسه للحياة بصرخة اعلان قوية عن انضمامه للاسرة ، حتى فقدته الاسرة ، وتحولت فرحتها الى حزن ، بعد ان لامست يد والدته يداه ، وربتت على راسه ، وتمدد بجانب توأمه ..
**ربما في القصة الاولى التي حدثت في مستشفى البان جديد ، كانت لحظة سؤال الخاطفة، هي الدليل لمعرفة مكانها ، بعد ان تبين للنسوة معرفة ملامحها ، فمرورها امامهن وما دار من حديث جعل مهمة البحث محصورة وسهلة ، فكان العثور على الصبي في دروب الممكن واردا ، وفعلا كان الختام مسكا ، استسلمت الخاطفة ، وكشفت عن مؤامرة خفية كان بطلتها امرأة اخرى …
**يقفز اكثر من سؤال، هل هناك اي (رابط) بين الخاطفة الاولى والشخص المجهول في القصة الثانية ؟؟الذي التقط الطفل سريعا ؟؟ هل يمكن ان نطلق عليها مجموعة متخصصةفي سرقة الاطفال حديثي الولادة ؟ ولماذا ؟؟ هل هؤلاء نواة للاتجار بالصغار ، خاصة ان مجتمع الخرطوم سيبادر بالرد باكثر من قصة ، فهناك اكثر من طفل خرج ولم يعد لمنزل اهله ، وان بعضهم تم استلاب اعضائه الحيوية ، ووجدت جثته فقط !! لايزال المجتمع يتحدث عن هذه الظاهرة ، ورغم حديث جهات الاختصاص ونفيها لما يحدث باعتباره اشاعات مغرضة ، الا ان الخوف مازال يسكن قلب المجتمع ، وايقظته اكثر هاتين الحادثتين ، التي سرت تفاصيلهما في مواقع التواصل الاجتماعي سريان النار في الهشيم ، فاعادت الى الاذهان الاتجار بالاطفال في السودان ، فهي معروفة دوليا وسنفرد لها اكثر من عمود باذن الله …
**نعود للحادثة الاخيرة، والتي اوردتها لنا الصحفية القديرة مي ادم ،ولنفترض الايجابية والخواتيم الحسنه ، بان الطفل سيعود ويرافق شقيقه ويتدفأ بحضن امه ، واتمنى ذلك وليس ببعيد على الخالق العظيم ، لكن ستظل علامة الاستفهام الكبرى ، ماهي سبل الحماية التي يجب ان توفرها المستشفيات الحكومية والخاصة للامهات واطفالهن حديثي الولادة ؟؟؟ اجابة السؤال صعبة جدا في غياب اليات ومواعين متطورة ، تكشف مايجري داخل ردهات المستشفى من بوابة الدخول الى غرف الاطفال ، في وطن تشتكي مستشفياته الحكومية والخاصة البؤس ،الا ذات النجوم الباذخة …
**اللهث وراء الحقائق مكلف جدا ، فهل جهات الاختصاص من شرطة او غيره ممن تكتمل بهم حلقة العثور على الضائع على استعداد لذلك ؟؟ ام ان العبء سيقع على الاسرة ؟؟ يكفيها حزنها ، وعلى جهات الاختصاص البحث ولو حفيت اقدامهم فهذا من ابسط حقوقهم …..
** ارحل ياعبد الحميد كاشا ، وفي يدك كل اعضاء حكومة ولاية النيل الابيض ….
الجريدة