?الهوليلا? في صحة أيلا

مرحلة متأخرة تلك التي يحتفل فيها المواطنون بحل جهاز تشريعي رقابي وإعلان حالة طوارئ، أياً كانت الظروف التي دعت السلطة العليا في البلاد لاستخدام ربما حقها الدستوري في اتخاذ مثل هذه الإجراءات الاستثنائية..!
محمد طاهر أيلا الذي يعتمد بشكل مريب على كتائب إعلامية منظمة ومجندة كانت تلك الكتائب قد استبقت إعلان الرئيس لحالة الطوارئ بإعلان حالة طوارئها الخاصة بها وتحريك حملات الدعم السريع والمكثف لهذا الوالي يجددون وصفهم له بأنه رجل التنمية والتطوير، ولا أدري هل التنمية والتطوير في بلادنا تحتاج لتوفر قدرات قتالية في من ينشدها أو يقودها ليخوض دائماً معارك ومشاكل بهذه الطريقة التي يعمل بها الوالي محمد طاهر أيلا وينجز بها إنجازاته أم تحتاج تلك التنمية إلى توفر قدرات إدارية وسياسية تقودها الحكمة وحسن التصرف..؟!
إن كثيرا من الصلاحيات والسلطات الموجودة في الدستور يتجنبها أصحاب القرار ولا يلجأون لاستخدامها لأنهم يعلمون تمام العلم أنها نوع من العقاقير العلاجية المكلفة صحياً ذات الآثار الجانبية الكبيرة والفادحة وربما وضعها المشرع وقبلها الدستور فقط تحسباً لظروف نادرة غير طبيعية وتدخلات خارجية أو مخاطر تمس سيادة الدولة أو شيء من هذا القبيل فتتدخل السلطة العليا وتستخدم هذه الصلاحيات الاستثنائية لتحقيق مصلحة أهم للبلد.. فهل ذبحتم ذبائحكم احتفاءً بنجاح الضغط على القيادة وجعلها تستخدم مثل هذه الصلاحيات الاستثنائية بما فيها من تكلفة سياسية..!!؟
أن يكون هناك والٍ (خرافي) مثل أيلا، لا تخلو جميع تجاربه التي يحقق فيها شيئا من الإنجازات، لا تخلو من صراعات عنيفة تترك ما تترك من غبائن داخل الجهاز التنظيمي أو السياسي أو التشريعي في الولاية التي يحكمها ثم تخريب معنوي كبير وتلويث للأجواء الصحية بفعل تلك الصراعات، فإن ما يحققه أو يتوقع أن يحققه مثل هذا الوالي لا يغطي خسائره السياسية وتكاليفه الباهظة التي تدفعها البلاد من سمعتها السياسية كون الأجهزة التنفيذية المعينة لا تحتمل الجهاز التشريعي المنتخب أياً كان نوع الصراع ونوع الأزمة الموجودة فإن آخر العلاج حتى ولو كان صحيحاً وسليماً من الناحية القانونية والدستورية فإنه بالتأكيد ليس محببا ولا هو يدعو لكل هذه الغبطة والفرح والذبائح كون السيد أيلا نجح في بتر طرف من أطراف جسد السلطة داخل ولاية الجزيرة..!!
يجب أن تتبادلوا عبارات العزاء أو تلتقوا لتقديم الحمد كون الأمر وقف عند هذا الحد لكن أن تحتفي بصورة بها نوع من الشماتة فإن الفاتورة السياسية لذلك الفعل ستكون حاضرة ومدفوعة، تتحملها ولاية من المفترض أن تكون ولاية منتجة للخيرات وليست منتجة للأزمات يا سيدي الفاضل.
الواقع يقول إنه لا ايلا ولا المجلس التشريعي الذي تم حله ولا حتى القيادة التي تدخلت اضطراراً لمعالجة الأزمة بحلول وعلاجات غرفة الطوارئ والإصابات والإسعافات..
جميع هذه الأطراف لا يجب أن تكون سعيدة بنجاح عملية بتر خرجت بعدها ولاية الجزيرة بعاهة مستديمة وبقي والي الإنجاز الخرافي وطبوله يلامسون كؤوس الغيبوبة في صحة أيلا.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

اليوم التالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..