هنا كنا بالامس، تسمرت الخطوة … “اغتصاب الأطفال”

**ويأتي الاغتصاب كواحد من مهددات امن الاطفال في السودان ، ولان الحديث حوله يتفرع يوميا ، وتبلغ اذاننا القصص الصادمة جدا ، والمؤلمة لدرجة البكاء ، فان الامر هنا يستدعي النظر والبحث عن الاسباب ، ومن ثم العلاج الناجح ..
** لا اريد ان ادخل دهاليز اليأس ، وانا الناشطة في توعية الامهات وحثهن على تسليح اطفالهن بالمعرفة ومراقبتهم ، حتى لايقع الطفل في براثن ومستنقع المغتصب ، الذي اصبح يمتلك كل الحيل التي يجذب بها الاطفال ، ، ورغم ذلك وبكل الاجتهاد والمثابرة في سبيل الحفاظ، على رجل الغد ، في سلسلة الامان والسلام والطمأنينة، الا انه احيانا كثيرة يمر طيف هذا اليأس قربي ، ويشتعل في داخلي الحزن ، عندما اجد ان ما اردده في كل محفل ومنشط وشارع وزقاق ، لم يدفع بالتوعية الى الامام ، يزيد ذلك الحزن اغتصاب المؤذن للاطفال ، وهو الذي نلجأ اليه لتوسيع رقاع التوعية ، من داخل المسجد ، كرسالة للمصلين واسرهم وجيرانهم ، ولصفوف الشباب والاطفال انفسهم ، يتحول الحزن الى نار يستعر اوارها عندما يسقط الستار وتظهر عورة رجل الدين باغتصابه للطفل ، وهو الذي كان بالامس يسمع ويعي ويعد بالحديث في الاغتصاب ، الذي ارق مضجعه ..
**سيف بتار يشق رأسي ، وانا التي بادرت بالذهاب الى اكثر من مؤذن وامام ومأموم ، ليتواثق على سد منافذ الذئاب البشرية ، باستصدار رسائل تنويرية وتحذيرية ، عقب كل صلاة ، وخطبة الجمعة الاخيرة من كل شهر ، لم اكن اعرف ان صوتي العالي قد ذرته الرياح ، وان الخطر بدأ من المسجد الذي دنسه بعضهم بالفحشاء …
**التأم في امسية جميلة العام الماضي شمل اكثر من عائلة وهي تستمع لنا في شارع النيل ، كان المحامي عثمان العاقب يفند قانون الطفل ويشدد على عقوبة الاغتصاب، وكنت انا ابحر بسفينة التوعية يمنة ويسرة ، كان يحدونا الامل في تحميل كل فرد رسالة، يجب ان يبلغ فحواها في المجتمع حوله ، لكن لم يكتب لهذه التوعية الاستمرار ، فلقد تم التصدي لها ، وكان ذلك امام عمارة الفيحاء بالخرطوم غرب في احدى الامسيات ، فاصبحت التوعية محددة ومؤطرة ب ( ترخيص ) ربما يمنح او يمنع ، والاغتصاب يسير بل يجري في المجتمع ، رغم ان التوعية كلمات لاتخرج عن التحذير والمراقبة والاهتمام والصراحة ، لذلك ولغياب المرونة في اندياح التوعية ، وفتح طريق مشرق في المجتمع ، وافاق الامان ، لرجل الغد ، تعثرت التوعية ، ومع غياب دوافع المغتصب واسباب قنصه للضحية ، وانشغال الاسرة بكسب الرزق ، سقط الاطفال ضحايا الذئاب البشرية ، واصبح تعريف الطفل بما يجري حوله من تهديد لسلامته الجسديه والنفسية والجنسية متعثرهو الاخر بعض الشىء، فزاد عدد الذئاب ، الذين استاجر بعضهم المنازل ، وحبس الاطفال داخلها …..
** ارحل ياعبد الحميد كاشا ، وفي يدك كل اعضاء حكومة ولاية النيل الابيض …