لا مبالاة.!

العصب السابع

وكأنَّ السودان تحول إلى جثة هامدة، العالم يتحرك من حولنا، الأحداث تتصاعد باتجاهات عدة، الساحة متحركة هنا وهناك، سلباً أو إيجاباً، قرارات سياسية كبرى، تحولات اقتصادية، تقلبات في العلاقات الخارجية، الإقليم متحرك حولنا بينما السكون يخيم على الساحة السودانية.
توقف الفعل السياسي تماماً، وحل محله البؤس الذي تسيد المشهد السياسي والإعلامي، باتت التسجيلات الصوتية لبعض النشء هي الحدث، الأخبار ذات الطبيعة الفضائحية أصبحت شأننا الرئيسي.. فراغ عريض يملأه الانحطاط.
باتت الأمور التافهة سيدة الساحة، وأصبح الرأي العام يلتف حول سفاسف، سرعان ما تنطفئ لتظهر أخرى.
كأنَّ الجميع، حكومة ومعارضة، وقعوا في حالة عجز جماعي، وما كان مؤتمر رئيس الوزراء الأخير إلا إعلاناً صارخاً لعوز وطني ينتظر أن تمطر له السماء حلاً جاهزاً، وكأنَّ الجميع ينتظر حدثاً ما، وبات السؤال المسيطر على الجميع، إلى أين تقودنا هذه البلاد؟ والإجابة لا يملكها أحد، حتى من يقودون لا يدركون الوجهة.

على نحو لافت تحوّلت الساحة السياسية في مرحلة ما بعد الحوار، إلى مسرح كبير لعرض كوميديا سوداء، وبات الرأي العام الذي يتفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي يسخر من كل شيء، كل شيء قابل للضحك، الضحك والبكاء في آن واحد.
الأحزاب السياسية كأنَّها تجمدت، فهي غير معلومة للرأي العام، إن كانت تدرك خطورة هذا السكون واللامبالاة وتعمل لأجل ذلك، أم أنَّها لحقت بركب الساكنين.
هذه الحالة بمقدورها أن تخلّف واقعاً، يصعب الخروج منه، نحتاج إلى فعل حقيقي يشق هذا الصمت، فعل ينتزع الجدية ويقود الناس إلى حل أزمتهم.. فلم تعد كثرة الخطابات السياسية المملة مثيرة للاهتمام بقدر ما هي مثيرة للضحك والسخرية.. الشارع انفصل تماماً عما يدور فوق.. وإن استمرت حالة العجز هذه، سوف يكون لها ما بعدها.
باتت هناك شكوى ثابتة، تعلو في النقاشات العامة والخاصة.. وهي العلة الكبرى، أنَّ الناس باتوا غير معنيين بمشكلاتهم، لديهم القابلية لابتلاع أي شيء انطلاقاً من نظرية “مشي حالك”.. رغم أنَّ الجميع يعلم أن الحال لن يمشي هكذا ومصيره أن يرتطم.
هذه المرحلة من السكون، خطورتها ليست فقط في أنَّ الجميع أصبح لا مبالياً، مستسلماً لكل شيء، بل الخطورة الحقيقية في أنَّ ساعة ما سوف تأتي وينهار كل شيء فجأة، حينها لن يجدي العمل نفعاً.

التيار

تعليق واحد

  1. الدولة إنهارت أختى شمائل فرئيس الوزراء إعترف صراحة بأنهم لا يستطيعون فعل شيئ ورئيس البرلمان أعلنها صراحة أن ميزانية العام القادم كلها للأمن والدفاع مع رفع أي دعم لحاجة المواطن والرئيس صار مثل كلب الحر ما إن يعود للبلاد إلا ويسارع بالمغادرة يمد قرعته للشحدة التي يمتصها عصابته وكأنه يكره بقاءه في هذا البلد،، والفساد الفساد صار مفخرة مع إنعدام الإنتاج والإنتاجية والدولار صرع الجنيه بالقاضية وسيصل ال 50 جنيه كما توقع صاحب المثلث،، الشعب ساكن وجامد وكأنه يتوقع شيئا تتنزل عليه من السماء اللهم أجعله خير.

  2. الدولة إنهارت أختى شمائل فرئيس الوزراء إعترف صراحة بأنهم لا يستطيعون فعل شيئ ورئيس البرلمان أعلنها صراحة أن ميزانية العام القادم كلها للأمن والدفاع مع رفع أي دعم لحاجة المواطن والرئيس صار مثل كلب الحر ما إن يعود للبلاد إلا ويسارع بالمغادرة يمد قرعته للشحدة التي يمتصها عصابته وكأنه يكره بقاءه في هذا البلد،، والفساد الفساد صار مفخرة مع إنعدام الإنتاج والإنتاجية والدولار صرع الجنيه بالقاضية وسيصل ال 50 جنيه كما توقع صاحب المثلث،، الشعب ساكن وجامد وكأنه يتوقع شيئا تتنزل عليه من السماء اللهم أجعله خير.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..