رموز وطنية (1)

شهدت قرية فداسي بولاية الجزيرة صرخة ميلاده الأولى، وكان ذلك في العام (1904م)، وفي العام (1932م) لمع اسمه من خلال نادي الخريجين بود مدني فكان حادي ركب جمعيات الاطلاع والمثاقفة التي جعلت نادي الخريجين بود مدني قبلة تشرئب إليها أنظار وأعناق الخريجين بتلك المدينة.. الأستاذ أحمد خير المحامي، وهو خال الشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين الهندي – وأحد صناع استقلال السودان – ومؤسس مؤتمر الخريجين (الذي انقسم وشكل الجمعيات الأدبية- ثم تشكلت عنه الأحزاب الحالية).. التحق أحمد خير المحامي بكلية غردون التذكارية بمدرسة الحقوق فكان أحد المبرزِّين في دراسة القانون ومدارسه.
تقلد منصب وزير الخارجية في حكومة الفريق إبراهيم عبود، وقد تم تصنيف الأستاذ أحمد محمد خير ضمن أفضل 10 وزراء خارجية على مستوى العالم. وقد اجتمعت لديه صفات القيادة والريادة في جوانب العمل العام والتصدي لكل المهام الوطنية الجسام والتي كانت مطروحة على سطح الحياة السياسية آنذاك.. درس أحمد خير المحامي دراستين إحداهما نظامية بمدارس الحكومة الأكاديمية والأخرى تعليماً دينياً فامتزجت لديه الثقافتان العربية الإسلامية والإفرنجية.
أسهم الأستاذ أحمد خير مساهمة فعّالة في الدفاع عن الشرفاء من المواطنين المزارعين إبان أحداث المزارعين في العام (1942م)، وذلك بدفاعه واستماتته في الظفر بحكم المحكمة لصالح المتهمين في تلك القضية التي عُرفت بقضية المزارعين والتي كانت التهمة الموجهة ضدهم من قبل سلطات الاستعمار (إثارة الكراهية ضد الدولة) وهو مسمى الاستعمار للوطنيين ممن يطالبون بالعيش الكريم وعن طريق الثورة على الأوضاع السياسية والاقتصادية.
وفي يوليو من العام (1937م) أطلق أحمد خير دعوته الكبرى لتأسيس مؤتمر الخريجين، فكان أن سهر الليالي لإنجاز ما دعا إليه.
وبالفعل كانت الانطلاقة نحو تأسيس المؤتمر لسبعة أشهر حتى ظهر بصورة فعلية في فبراير (1938م).
حين تأسيس المؤتمر ظل أحمد خير مقدماً النُصح والمشورة لأعضائه ولجنته التنفيذية. وفي هذا لم يكن عضواً بإحدى لجان المؤتمر الأولى بل تفرغ تماماً لقضية العمل من أجل طرد المستعمِر.
حين أتت رياح السودنة لم يكن أحمد خير ضمن المتنفذين إدارةً أو وزارةً، بل ظل في قلب الأحداث السياسية حتى أتت حركة (17 نوفمبر 1958م) التي استعانت به وزيراً للخارجية، فظل بها وزيراً منذ 19 نوفمبر 1958م حتى 28 أكتوبر 1964م بوصفه أحد الذين تفردوا بالعمل داخل أروقة هذه الوزارة السيادية.
كتب أحمد خير عدداً من المقالات الضاجَّة بالوطنية والحياة التي يتمنى الوطنيون العيش في رحابها.
يعتبر كتابه (كفاح جيل) واحداً من الكتب التي ظلت وما زالت تجد الاهتمام من دارسي الحياة الفكرية والسياسية في السودان لما حواه من دقائق حول السودان وفكر تلك الفترة من حياة الوطن.
في فبراير (1992م) رحل الأستاذ أحمد خير العفيف عند المغنم صاحب كفاح جيل عن دنيانا، ولكن ظلت ذكراه المعطرة بالكفاح والتجرد ونكران الذات باقية في وجدان الشعب السوداني.. ألا رحم الله الأستاذ أحمد خير المحامي.
الصيحة
يحضرني هنا ، اخي أحمد التاي ، موقف لأستاذنا أحمد خير المحامي ? رحمه الله :
أذكر كان الاستاذ عبد الغفار يوسف المحامي – رحمه الله – يمارس مهنة المحاماة في مدينة سنجة و في مكتب إستأجره من أحد تجار سنجة و لعدة سنين .
التاجر سيد المحل إحتاج لمحله لحاجته الماسة لها وطلب من الاستاذ عبد الغفار إخلاءها له غير ان الاخير تماطل وتماطل رافضا الاخلاء بحجة ان سمعته المهنية ارتبطت بهذا المحل و انه صار معروفا لجميع عملائه .
بعد ان عجز صاحب المحل من اخلاء المحامي عبد الغفار اضطر صاحب المحل على إقامة دعوى قضائية امام محكمة سنجة ضد الاستاذ عبد الغفار و بحث في مدينة سنجة عن محامي للترافع نيابة عنه ولكن جميعهم اعتذروا بحجة ان المحامي عبد الغفار زميلهم ثم تحرك بعد ذلك لمدينة سنار ولم يجد محامي للترافع نيابة عنه بنفس حجة محامي سنجة الى ان وصل ود مدني غير انه للاسف لم يوفق ايضا في الحصول على محامي يترافع نيابة عنه ضد المحامي عبد الغفار وكان جميع المحامين يتهيبون عبد الغفار المحامي لانه – رحمه الله – يجيد الحيل في تمديد الجلسات .
المهم زولنا ، صاحب المحل ، بعد خلاص اصابه اليأس ذهب الى الخرطوم وتوسط ساحة المحكمة الجزئية بالخرطوم وصار يصيح بصوت عالي ( الله ينعل دي بلد الما فيها عدالة ولا قانون – المحامين ربنا سلطهم لظلم الناس بدل إقامة العدل بين الناس بقوا يأكلوا حق الناس أوانطة )
في اللحظة ديك وصل الى ساحة المحكمة الاستاذ احمد خير المحامي رحمه الله وشاهد ليك الراجل دا يصيح ويكورك ( يا حليل العدالة يا حليل العدالة وين العدل وين العدل؟)
استاذنا احمد خير ، الله يرحمه ، مشى للراجل دا طوالي وقال ليهو مالك يا عم شنو الحاصل ليك بكورك كدا ؟
الراجل حكي للاستاذ أحمد خير المحامي قضيته مع الاستاذ عبد الغفار يوسف في سنجة واحجام جميع المحامين عن تمثيله .
الاستاذ احمد خير قال للراجل طيب يا عمي جلسة قضيتك في محكمة سنجة متين؟ الراجل قال ليهو بعد اسبوعين وبتأريخ كدا . الاستاذ احمد خير طوالي فتح مفكرتو وكتب اسم الراجل و تاريخ الجلسة بدون يطالبه بتعريفة .
الشاهد هو ان الاستاذ احمد خير المحامي ركب عربيتو من الخرطوم وجاء نام في سنجة بعد رحلة شاقة جدا وذلك قبل يوم من تاريخ جلسة الراجل . والصباح طوالي اتحرك للمحكمة بدون مطالبة الراجل باي اتعاب .
عندما ندهوا القضية الاستاذ عبد الغفار و حتى القاضي نفسه فوجئوا بالاستاذ احمد خير المحامي القامة يدخل المحكمة منبريا لتمثيل الادعاء ( التاجر المشتكي) . عبد الغفار استغرب في القضية البسيطة دي ( قضية دكيكين) البتجيب محامي زى احمد خير من الخرطوم .
عبد الغفار سأل أحمد خير امام القاضي وقال ليهو معقول جاى من الخرطوم لقضية كهذه ؟ احمد خير رد عليه قائلا ( لا ابدا ، يا إبني ، انا جابتني قضية اكبر من قضيتكم هذه –
انا جيت لإعادة ثقة هذا المواطن في مؤسساتنا العدلية و التي اهتزت بسبب إحجام الزملاء عن الترافع نيابة عنه أمام القضاء)
استاذنا عبد الغفار اندهش من كلام الاستاذ احمد خير وطوالي اتجه للمحكمة قائلا ( يا مولانا طالما الموضوع هكذا فلا مانع لدي من ان تصدر المحكمة حكما اقراريا في مواجهتي بالاخلاء كما لا مانع لدى من تسليم المفتاح للمدعي ( التاجر) واخلاء المحل فورا) و بالفعل سلم المفتاح للمدعـــــــــــــي ( صاحب المحل)
بعد ما شعر الراجل صاحب المحل بمواقف احمد خير هذه قام طلع المفتاح من جيبو وقال للاستاذ عبد الغفار ( يكفيني هذا الموقف المشرف من الاستاذ أحمد خير المحامي و على الطلاق طلاق تلاتة ، يا عبد الغفار ، تشيل المفتاح وتقعد في دكاني دا ليوم يبعثون )
شيقوق
يحضرني هنا ، اخي أحمد التاي ، موقف لأستاذنا أحمد خير المحامي ? رحمه الله :
أذكر كان الاستاذ عبد الغفار يوسف المحامي – رحمه الله – يمارس مهنة المحاماة في مدينة سنجة و في مكتب إستأجره من أحد تجار سنجة و لعدة سنين .
التاجر سيد المحل إحتاج لمحله لحاجته الماسة لها وطلب من الاستاذ عبد الغفار إخلاءها له غير ان الاخير تماطل وتماطل رافضا الاخلاء بحجة ان سمعته المهنية ارتبطت بهذا المحل و انه صار معروفا لجميع عملائه .
بعد ان عجز صاحب المحل من اخلاء المحامي عبد الغفار اضطر صاحب المحل على إقامة دعوى قضائية امام محكمة سنجة ضد الاستاذ عبد الغفار و بحث في مدينة سنجة عن محامي للترافع نيابة عنه ولكن جميعهم اعتذروا بحجة ان المحامي عبد الغفار زميلهم ثم تحرك بعد ذلك لمدينة سنار ولم يجد محامي للترافع نيابة عنه بنفس حجة محامي سنجة الى ان وصل ود مدني غير انه للاسف لم يوفق ايضا في الحصول على محامي يترافع نيابة عنه ضد المحامي عبد الغفار وكان جميع المحامين يتهيبون عبد الغفار المحامي لانه – رحمه الله – يجيد الحيل في تمديد الجلسات .
المهم زولنا ، صاحب المحل ، بعد خلاص اصابه اليأس ذهب الى الخرطوم وتوسط ساحة المحكمة الجزئية بالخرطوم وصار يصيح بصوت عالي ( الله ينعل دي بلد الما فيها عدالة ولا قانون – المحامين ربنا سلطهم لظلم الناس بدل إقامة العدل بين الناس بقوا يأكلوا حق الناس أوانطة )
في اللحظة ديك وصل الى ساحة المحكمة الاستاذ احمد خير المحامي رحمه الله وشاهد ليك الراجل دا يصيح ويكورك ( يا حليل العدالة يا حليل العدالة وين العدل وين العدل؟)
استاذنا احمد خير ، الله يرحمه ، مشى للراجل دا طوالي وقال ليهو مالك يا عم شنو الحاصل ليك بكورك كدا ؟
الراجل حكي للاستاذ أحمد خير المحامي قضيته مع الاستاذ عبد الغفار يوسف في سنجة واحجام جميع المحامين عن تمثيله .
الاستاذ احمد خير قال للراجل طيب يا عمي جلسة قضيتك في محكمة سنجة متين؟ الراجل قال ليهو بعد اسبوعين وبتأريخ كدا . الاستاذ احمد خير طوالي فتح مفكرتو وكتب اسم الراجل و تاريخ الجلسة بدون يطالبه بتعريفة .
الشاهد هو ان الاستاذ احمد خير المحامي ركب عربيتو من الخرطوم وجاء نام في سنجة بعد رحلة شاقة جدا وذلك قبل يوم من تاريخ جلسة الراجل . والصباح طوالي اتحرك للمحكمة بدون مطالبة الراجل باي اتعاب .
عندما ندهوا القضية الاستاذ عبد الغفار و حتى القاضي نفسه فوجئوا بالاستاذ احمد خير المحامي القامة يدخل المحكمة منبريا لتمثيل الادعاء ( التاجر المشتكي) . عبد الغفار استغرب في القضية البسيطة دي ( قضية دكيكين) البتجيب محامي زى احمد خير من الخرطوم .
عبد الغفار سأل أحمد خير امام القاضي وقال ليهو معقول جاى من الخرطوم لقضية كهذه ؟ احمد خير رد عليه قائلا ( لا ابدا ، يا إبني ، انا جابتني قضية اكبر من قضيتكم هذه –
انا جيت لإعادة ثقة هذا المواطن في مؤسساتنا العدلية و التي اهتزت بسبب إحجام الزملاء عن الترافع نيابة عنه أمام القضاء)
استاذنا عبد الغفار اندهش من كلام الاستاذ احمد خير وطوالي اتجه للمحكمة قائلا ( يا مولانا طالما الموضوع هكذا فلا مانع لدي من ان تصدر المحكمة حكما اقراريا في مواجهتي بالاخلاء كما لا مانع لدى من تسليم المفتاح للمدعي ( التاجر) واخلاء المحل فورا) و بالفعل سلم المفتاح للمدعـــــــــــــي ( صاحب المحل)
بعد ما شعر الراجل صاحب المحل بمواقف احمد خير هذه قام طلع المفتاح من جيبو وقال للاستاذ عبد الغفار ( يكفيني هذا الموقف المشرف من الاستاذ أحمد خير المحامي و على الطلاق طلاق تلاتة ، يا عبد الغفار ، تشيل المفتاح وتقعد في دكاني دا ليوم يبعثون )
شيقوق