علاقة الاسلام السياسي بالبنسلين .. رؤية مختصرة

مهدي رابح
الإسلام السياسي نشأ نتاجا لاصطدام الحضارة العربية الإسلامية بالحضارة الغربية و هي في ضعف و انحطاط كبيرين ( اي الحضارة العربو-اسلامية ) ، و التي مثلت حملة نابوليون لمصر أبرز معالمها … فكان رد الفعل في البدء انبهارا تحول تدريجيا الي رفض ثم كراهية ، نابعة من عقدة نقص و من إحباط لعدم قدرة للّحاق بركب الحضارة الإنسانية… فجاء كرد فطير لهذه التفاعلات ، مشوها كما نرى كل يوم تقريبا، و بالتحديد نحن ضحايا دولة ( المشروع الحضاري ) ..
الإرث الحضاري غربي كان أم شرقي هو إرث إنساني واحد من حقنا الاعتداد به و البناء عليه بدلا من المحاولة الفطيرة لإيجاد اجابات لمشكلات معاصرة من النصوص المقدسة بصورة شبه مباشرة ، متخذين طرق قصيرة ( short cuts ) … أو انتظار إجابة مباشرة من السماء … ( استخدام الجن كما اقترح أحدهم نموذجا ..) .
أم أن استخدام السيارة و الهاتف و الحاسوب و الدواء… الخ ، مقبول لأنه لا يرتبط بسلطة ابوية أو سلطة رجال دين أو سلطة مجتمع أو دولة ؟ ؟ ؟ .. بينما نظم الحكم الحديثة ( رغم احتوائهما علي المبدئين الوحيدين المذكورين في القرآن الكريم صراحة، و هما الشوري و العدل ) … غير مقبولة و خبيثة لأنها تهدم منظومة السلطات المثبطة للتقدم و الإبداع و المذكورة آنفا ؟ .
فالبنسلين و الاعلان العالمي لحقوق الإنسان يمكن اعتبارها منتج واحد في سياق خدمتهما مصلحة كل فرد من الجنس البشري في هذه الحياة الدنيا القصيرة ، مسلما كان ، يعيش في منشية الخرطوم ، إم شامانيا كان ، يعيش في القطب الشمالي …
فيا شيوخنا الاكارم طلاب السلطة و الجاه نحن لن نوافق رؤيتكم الفطيرة حتي تركبوا الدواب و تتطببوا بالأعشاب.. و ربما بعد ذلك تبهروننا نحن البسطاء بما لم تأت به الأوائل.
مهدي رابح
[email protected]