“الفجر الجديد ” مرة أخرى – منزلقات اللاوعي السياسي .

فايز الشيخ السليك
ما كنت زرقاء يمامة ، ولا ساحرا، حين كتبت في الثامن من الشهر الجاري معلقاً على وثيقة ” الفجر الجديد بأن في “المدى ثمة ظلال كثيفة ، وعلينا أن نخترق هذه الظلال ، لكي نعبر تلك البؤر المظلمة ، ليطل فجرنا باسماً ، دون أن يتأخر وسط أسواق المزايدات، والموازانات، والابتزازات ، والتراجع عند المنعطفات الحرجة” وقلت بالحرف الواحد في مقدمة مقالي ذاته ” بقدرما أود أن أقرع جرس إنذار قبل أن ينفض سامر المجتمعين وينتهي الفرح بانتهاء التوقيع على الوثيقة”. وقبل أن يقرأ كثيرون مقالي أعلنت معظم الأحزاب التي وقع بعض منسوبيها على الوثيقة مثار الجدل، تراجعها ، وتنصلت من توقيعات منسوبيها ، ولا ندري من هو المخطئ هنا ؟ ؟أهو من نظم تلك الاختفالية و التي يبدو أن فرحتها انت مع انتهاء مراسم التوقيع؟ أم طبيعة القوى السياسية التي تمثل نخب المركز، وما تتسم به من ضعف وهوان، وتردد؟
هناك خطأ ما، ولا أملك معلومةً حتى أحدد الطرف المخطئ ، ولذلك سأكتب ” تحليلاً لا يحتوي على معلومات” إلا أن الراجح عندي أن طبيعة تلك الأحزاب هي أحد أسباب هذه الأزمة، وكذلك ضعف التنظيم من جانب ” الجبهة الثورية” ، وهو ما ساعد في هذا الإلتباس، فهناك عجلة في الأمر، ومحاولة لاصدار وثيقة بأي طريقة، وهو ما أعتبره بعض المراقبين أقرب إلى ” فرقعة إعلامية “، ولذلك فهي لم تتدقق حتى في الصياغات والأخطاء اللغوية، وكلنا نخطئ ، لكن هذه وثيقة تخص فصائل عديدة، وكان يجب مراجعتها مضموناً وشكلاً مرات عديدة قبل التوقيع عليها ونشرها وتوزيعها، مع أن هذا ليس هو موضع نقدي الأساسي ، إلا أنني أشرت إلي ذلك كدليل على العجلة التي تمت بها .
أما طبيعة بعض أحزاب المعارضة ؛ فهي مترددة في قضية ” التغيير”، لأن التغيير هو ثورة شاملة، تشمل كل البنى التحتية والفوقية في المجتمع، وتشمل انقلاب المفاهيم، والرؤى، وهو ما لا يمكن حصوله بواسطة قوى مترددة ، أو متخوفة منه، لأن أي تغيير شامل سوف يهز قواعد هذه القوى، ويعرضها لزلزال ثورة عاصفة، ولذلك هي تسعى من أجل ” مساومة ” تبقيها في السلطة أو تضمن لها ” البقاء في داخل صوالين وأندية ” ديمقراطية رجع الصدى ” ، وأحزاب بهذا الوضع تكون عرضةً للابتزاز ترهيباً وترغيباً؛ لاسيما أن النظام يعي هذه الحقيقة، وهو يتعامل بسيكلوجية ” دُق القراف خلي الجمل يخاف” ، و هو ما حصل ؛ فما أن اصابته الهستيريا من وقع الوثيقة على علاتها حتى خرج رأس النظام على الملأ ليمارس عادته في الهتاف، والصراخ والرقص فوق خشبة مسرح العبث، ليخرج ما في لا وعيه وعيداً بقوله ” ( لن نسمح لاي قوى سياسية تتعامل مع التمرد والخارجين عن القانون بممارسة العمل السياسي). وكأن الحرية منحة منه، أو صدقة لأنه امتلك كل الوطن، بما في ذلك الكلام والهواء ، فقد أراد ، رأس النظام تخويف القوى المعارضة ليبعدها عن دائرة قوى الهامش، لأن التقارب والتحالف هو أقوى سلاح، باعتبار أن النظام يرقص على نغمة ” العنصرية” وتخويف الناس من ” الجبهة الثورية” وما تحمله من ” اجندة” لتصبح ” بعبعاً مخيفاً في غياب التنوير واغلاق كل منافذ الاستنارة، ليقع كثيرون ضحايا لأعلام النظام الشمولي، فيتماهون مع قهره واستبداده، وقيمه، وهو ” الخوف من أبناء الهامش ” لأنهم ” ولاحظ الضمير هذا ” أنهم” في مقابل نحن !؛ في وقت استخدمت السلطة فيه كل أساليب قهر المهمشين، دون أن تجد مقاومة من بقية السودانيين، أو هؤلاء المستضعفين، والمغلوب على أمرهم، في أكبر فضائح التاريخ السوداني المعاصر، وفي عملية إزاحة كاملة، والغاء تم وفق سياسات التمييز العنصري، والإثني. ، وفي اللاشعور السياسي، لثقافة المركز عودة إلى عصور قديمة، لنمطتي ظهور الإبل، وتعبر بنا الصحاري، أو تضعنا في خيمة السَّلف، ونقابهم، ومن ثم لا نبصر، لا نعلم، سوى ما تريده لنا تلك المنظومة، فهي تارةً تمارس العنف اللفظي، والبدني، والرمزي، وأخرى تمارس الإقصاء المادي والروحي، وتارات أخر تعتمد على آليات النفي، وإعادة الإنتاج، والترميز التضليلي، ليكون العقل الجمعي، هو عقل ملتبس التفكير، ومهزوز في المواقف، أو يجنح للتطرف، والفعل وردود الفعل، بعيداً عن المنطق، أو الجدل ، لأنه يتعامل مع الأشياء بلونين، هما ، أببض، أو أسود، مع أو ضد. وبالتالي التأسيس لمشروع صراع مستمر، ودورات عنف متتالية.
وليس من الغريب أن تسمع السودانيين يتبادلون النعوت العنصرية فيما بينهم في وضح النهار، بل وحتى في وسائل الإعلام، والتي تحوَّلت هي إلى أبواق للسُّلطة، ونُخبها الحاكمة،ومفارخ للجهل والتجهيل؛ بدلاً عن أن تتحول إلى منابر استنارة، ووسائل وعي، ومعرفة. وصرنا كلنا لا نقبل بعضنا البعض، فإنسان الوسط يصف أبناء غرب السودان جميعاً بما فيهم ذوي الأصول العربية ” بالغرَّابة” و” العبيد”، وإنسان الغرب يسخر من أبناء الوسط والجزيرة بوصفهم ” عرب جزيرة”، وجميعهم يسخرون من أبناء الشرق، وكلهم يسخرون من أبناء الجنوب، والجنوب يسخر منهم كلهم!.
إن النظام يرقص على هذه السميمفونية ، فيما تستجيب قوى المعارضة ” خوفاً أو حباً ” لابتزازت النظام العنصري، وتخويفه من ” هم” لتظل ” نحن ” هي المركز!. ولذلك سعى البشير للمساومة بما تبقى من هامش حريات صوري يسمح لبعض الأحزاب بوجودها كديكورات مكملة للبيت النظام الشمولي وبنيته الاستبدادية ،)، و هي حريات شكلية لأن ذات الأحزاب لا يسمح لها بأقامة أي منشط سياسي خارج دورها، وتراقب عضويتها مثلما تغلق صحفها وتمنع من الصدور ، وحلم البشير كله ، هو تجييش المركز في مواجهة الهامش لتظل الأحزاب المعارضة عبارة عن ” كومبارس ” له، وليواصل صراعاته مع الأطراف، ولذلك فمن وجهة نظري فأن ؛ إنَّ الأزمة هي عندي تتجلى في مثل هذه الصراعات، وهي صراعات تؤجج عقلية (المركز/الحكومة)، وما تحمله من عنصرية قبيحة من نيرانها، فقد كانت الحكومة في السابق تحارب الجنوبيين بحجة أنهم مسيحيون أفارقة، في ثنائية ركزت على الحرب بين الإسلام والمسيحية من جانب والعروبة والأفريقانية من جانب آخر. وانفصال الجنوب هو نتيجة لهذا التفكير والسياسات المترتبة عليها، وبالتالي؛ فإن استمرار نفس الأزمة داخل الشمال هو بسبب هذا التصنيف في شقه العرقي (العروبي من جانب النظام) بعد سقوط ادعاء التمايز الديني في الشمال، وهذه المرة هو تصنيف يقوم على ثنائية عرب وأفارقة. وهي تقابل ” أولاد بلد وعبيد”، والواضح للعيان أنه ومن بعد الانتهاء من هذه الحرب سيبحث المركز داخله عن أعداء آخرين لا ينتمون إلى المشروع العروبي. عليه، من السهولة ملاحظة أن مفهوم الجنوب الجديد هو مفهوم متحوِّل، بمعنى أن المركز دائماً سيظل في حالة بحث عن جنوب يحدده من خلاله موقعه الأيدلوجي، ويقود حروباته ضده على هذا الأساس.
وهذه مواقف يمثلها “حزب الأمة القومي ” بمواقفه المترددة، والملتبسة، ، فالصادق الذي وقع اتفاقاً مع حركة العدل والمساواة مثلا في عام 2008 عاد هو ذاته ، وقبل أن يجف مداد الاتفاق ليقف مع النظام ضد ” غزوة أم درمان” وهي أم درمان التي كان قد غزاها فيما عرف بحكاية ” المرتزقة” قبل أكثر من ثلاثين عاماً، ومع ذات حكام اليوم، ثم هو من شارك مع “التجمع الوطني الديمقراطي”، وكان ابنه عبد الرحمن هو أمير قوات الأمة للتحرير في تسعينيات القرن الماضي في شرق السودان، وتنطلق من دولة “أجنبية ” على حسب التعريفات الحالية، لكنه هو ذاته من يصف ” الحركة الشعبية بأجندتها ” الحربية”، ويعزف بعض جوقة حزبه معه على لحن ” رفض الكفاح المسلح” باعتباره ” انقلاباً” ، وينسجم الموقف هنا ، مع مواقف بعض منسوبي ” المؤتمر الشعبي ” في حركته الطلابية على وجه التحديد، بل تكشف الأزمة حنين بعضهم إلى ” بيوت الأشباح” و” نلمس ” اشواق الجهاد” والخوف على الوطن والدين، وهو وطن يتقسم بسبب المشروع الحضاري الأكذوبة وسياسات النظام الديني نفسه!. وهو ما يؤكد أن لا شعور الشعبي لا يزال ” متحالفاً مع تلك التجربة، ولذلك لا غرو أن ظلت مواقف معظم القيادات تتوقف عند نقد الممارسة لا الفكرة، وما حملته من تمكين واختطاف لكل الدولة. ولا غرو أن يبرز من بين ” شباب المؤتمر الشعبي ، من يريد أن يعود بنا مرةً أخرى إلى أزمنة تصديق روايات ” محاربة القرود مع المجاهدين في أحراش الجنوب، أو أن من استشهد منهم تنبعث من دمائه رائحة مسك، وهي أكذوبة لم يفكر من أطلقها أن غابات الجنوب الكثيفة ؛ لاسيما في مواسم الأمطار كثيراً ما تنبعث منها روائح عطرة تختلط برائحة المانجو، مع الأناناس، ، أو غيره من الروائح التي ربما يحسبها من كان موهوماً أنها رائحة مسك أنبعثت من دماء ” شهيد”، وهو ذات الشهيد الذي أقاموا له أعراس الشهداء، وليالي الزفاف إلى حور الجنان، مستغلين في ذلك بنية الوعي التناسلي، وهنا لسنا في مسألة دحض ذهاب هؤلاء إلى الجنان أو النار، لأن ذلك عند علام الغيوب وحده.! ، و لقد كرست الإنقاذ لهذا الخطاب الذي أعادنا إلى عصور الظلام ومحاكمات التفتيش التي اغتالت العالم جاليلو لأنه أتى بنظرية كروية الأرض ودورانها حول نفسها.
إلا أن بعض المراقبين أبدو دهشةً من مواقف ” الحزب الشيوعي” وهي عندي ما عادت تدهش، وللأسف فأن بيان الحزب ذكر حتى اسم الوثيقة خطأ ” بقوله “الفجر الصادق” وليس ” الجديد” ولا ندري كيف كتب البيان؟ ولماذا كل هذا الالتباس ؟ أهو الخوف؟ أم هو العقل الجمعي، وهو اسلاموعروبي”؟. إلا ان الأمل هو وجود تيارات قوية داخل تلك المنظومات، ومعظمها تيارات شابة، ظلت تقاوم مواقف قيادتها، وتطالب بالثورة والتغيير، وهو ما سيتحقق.
إن الرافضين “لأسباب أيدلوجية أو عقائدية ” تستبطنها دفاعاتهم، بنوا حججهم على أن وثيقة الفجر الجديد، تبنت العمل المسلح مع أن الوثيقة قدمت الكفاح السلمي، وهناك من يرى أنها ” انقلاب عسكري” مع أن الوثيقة دعت الجميع للمشاركة، ولم تتحرك بليل، أو سعت لتمكين حزب واحد وانفراده بالسلطة، وهناك من يتحدث عن طول الفترة الانتقالية، أو من يقول ” أن هذه الوثيقة فرضت على الشعب السوداني، ولي تحفاظتي هنا على ” شعب لأننا شعوب” كما أن هذا ” الشعب لم نعرف من يمثله؟، أو ركزوا على علاقة الدين بالدولة، أو حتى في مسألة منح أهل الهامش تمييزاً إيجابياً، وهناك من رآها ” دكتاتورية جديدة” مع أن الوثيقة دعت إلى الحوار، وهوما أطالب به الآن، وهو إطلاق حوار بناء، وصادق وشفاف، وليت الحوار يتركز على آليات اسقاط النظام أكثر من الغوص في تضاريس القضايا الخلافية، وعلى وحدة العمل المعارض أو التنسيق على أقل تقدير، لكن لا مناص من الاتفاق على ” إعلان دستوري ووثيقة بشكل المرحلة الانتقالية ، ترتيباتها، مدتها، حكمها، وفي ذات الوقت لابد من تعامل واقعي مع مؤسسات الدولة الحالية، والدخول في حوار لا استقطاب حتى يتم الانتقال سلساً وممرحلاً وآمناً ، ولدرء الفوضى .
لا زال هناك أمل في مشروع وطني للتغير، ينقلنا من حالة الاستقطاب هذي إلى حالة الانسجام الوطني، ومن مواقف التطرف إلى وضعية القبول، وهو مشروع يعبر عنا جميعنا، وحتى للمسلحين أنفسهم ، لا بد من مشروع فكري، وكما يرى الدكتور مصطفى حجازي في سيكلوجية الانسان المقهور أن ” المسلح غير المؤطر بشكل كاف لا يجد أمامه من نموذج سلوكي سوى نموذج المتسلط، وتجاوزاته العديدة، وعوضاً عن حل مازقه الوجودي، واستعادة اعتباره من خلال روح الإخاء مع المواطنين، نجده يكرر علاقات التبعية نفسها، والتزلف والاستزلام تجاه الرؤساء، وروح التعالي والشطط، والعنف من جانبه، في ذلك نوع من القلب السحري للأدوار، والتغيير السحري للمصير”، أما حالة الخصام مع المسلحين فهي أخطر كذلك، لاسيما وأن هناك من يساوي في أحكامه ، بين الجاني والضحية، وهو تفكير العقل المأزوم”، وما ينتجه من تصورات فكرية، ومنظومات سياسية، ومؤسسات اجتماعية مأزومة هي الأخرى، وهنا أمثلة كثيرة على مثل هذا الخلل، فمثلاً حين تقوم حرب أهلية بين “الجيش السُّوداني”، ومجموعات مسلحة، أعلنت تمردها على النظام في الخرطوم، يخرج العقل الجمعي بأغنية واحدة، وبلحنً واحد، وهو أن هذه جماعة خارجة على القانون، وأنها تريد حل المشاكل بالسلاح، ونسمع التغني للوطن، وضرورة وقف الحرب، والتي لا تعني سوى وقف القتال، دون الغوص في أسباب الحرب، ودون التفكير في أنها قد تكون نتيجة، أو حتى أحد أعراض مرضٍ عضال؛ و أنَّ الحرب في حد ذاتها، وفي بلد مثل السُّودان، سواء حرب الجنوب القديم، أو الجديد في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان ” جبال النوبة” هي نتيجة ، وليست سبب، فهي نتيجة للتهميش، وللقهر الطويل، وغياب العدالة الاجتماعية، والحرية، لكن العقل المعياري، يعجز عن الجدل، ولا يتحمل عناء البحث فيما وراء الظواهر، أو النتائج، بل يقوم بمساواة الجاني والضحية، إن لم يحول الضحايا إلى جلادين، وخونة، ومارقين، وعملاء!. بل في مثل هذه الظروف يجمع اللاشعور السياسي لنُخب الشمال السُّوداني على أن من يعتدي على “المؤتمر الوطني”، هو معتدي على الوطن، وأنَّ الجيش السُّوداني، هو جيش وطني، ومؤسسة قومية، ولا نرضى بمحاربته، ومثل هذا التفكير، سيقود إلى حالة تشظي جديدة، وروانديات صغيرة من خلال حروب ذات بعد عرقي، وديني، وبديل ذلك هو مؤتمر للحوار حول كل هذه القضايا حتى نصل إلى نقطة الالتقاء، وتشكيل كتلة حرجة تقود توجه ضربتها القاضية إلى ظهر النظام المتهالك . وهو أمر ممكن، وحصل لدى كل الشعوب.
كلامك هذا معناه إنك تخاف من أن يستولى أهل الهامش على مركز الدولة ..
هي الحلقة المفرغة التي ندور فيها، هذه الإحزاب المترددة هي تمثل غالبية الشعب السوداني ، هل يمكن لفترة انتقالية ان تكون اربعة اعوام في تاريخ العالم العربي لم يحصل مثل هذا ، كيف تقسم الولايات على هذا الشكل وفصل الدين عن الدولة من تبقى من المؤيدين عرامان والحلو وعقار واركو – كيف يكون جيش الجبهة الثورية هو نواة للجيش السوداني كيف تقدمون العمل المسلح على الحلول الأخرى من عصيان وغيرها . هل من رابح في اي حل مسلح وهل سوف تكونون على ابعد مسافة من مرمى النيران ومن هؤلاء الأغبياء الذين يضحون بانفسهم ليجدها الطيار جاهزة للقيادة . زمن التضحيات ليحكم الأخرين ولى لن ننزل الشارع إلا بصحبة اكبر راس من المعارضة جلوس فنادق او حتى انتظار خارج الحلبة لن يفيد لن يخرج احد للهتاف ولا حتى باسم السودان –
الم اقل لكم منذ امد ان المؤتمر التامري الوطنى و حزيب الصويدق المتمهدى و حزيبات الميرخنى وحزيب نقدوفاطمة احدم ابراهيم( المتشوع ( فيه عضو واحد فقط من الهامش و هو المحامى صالح من جبل مرة) ، وحزيب الهالك صدام حسين و بقية الدجالين من امثال الصوفيين و صادق ماجد و الحبر نور الدايم و السلفيين ..الخ ، كلها واجهات لمرؤسسة الجلابه و لن تقبل باى تغيير لن ياتى باحمد مكان حاج احمد؟ و الله كنت اشارط من حوالى ان هؤلاء نصفهم غواصات و البقية سوف ينسحبون. ما تبقى من السودان يجب ان يقسم ، بحيث يمكن لدارفور و كردفان و النيل الازرق و الشرق ان يشكزا دولة و من عطبرة و الى دنقلا دولة و الوسط يبقى للحشاش يملا شبكتة.
الي الجميع
نافع والبشير دمروا السودان ولابد من بديل ونتمني ان لايكون البديل هو الصعاليق والعنصرية عقار وعبدالواحد وعرمان والحلو هولا قلوبهم لاتحمل الا الحقد وعقولهم لاتحمل الا الخمر والسكر لابد من التغير ونتمني من الله ان يولي بلادنا من يخاف الله ويحب السودان منكم لله ياشماشة السودان الحكومة والمعارضة والترابي والمرغني والمهدي والمجرم الكبير نافع والبشير وطه وباقي الحرامية
شكرا يا استاذ فايز السليك علي هذا التحليل الوافي
لم ينتظر اهل الهامش قيام اهل المركز بثورة شعبية سلمية حتي الابد كل يوم يمر يموت الالف في دارفور والنيل الازرق و ج كردفان من لم يمت بسبب الحرب او الجوع و الاهمال .
تردد كل قوي المعارضة في القيام بدورها تجاه الوطن والمواطن وترديد نفس اسطوانة التظام وتخويف الناس من المعارضة مسلحة دون تقديم البديل يفتح جملة من الاستفهامات .
كل يوم يمر نزداد قناعة بعدم جدوي الابقاء علي وحدة السودان بهذه المعادلة الظالمة اذا لم يستطع اهل المركز قبول اهل الهامش .
اذا كانت الحكومة والمعارضة وقطاع كبير من الشماليين يتحدث بلهجة “نحن” و “هم” اذا لم تتغير هذه اللهجة لن تنحل القضية .
هذه هي الفرصة الاخيرة اما ان نقف كلنا من اجل ازالت هذه النظام الذي قسم البلاد ويسعي الي تقسيم ما تبقي منها او ان نقسم ما تبقي منها بالحسنة
دائما مشاكلنا دائره فى حلقه مفرقه ونظررتنا القاصره هى اسباب تدهورنا لاننا لانعرف قيمة الوطن والصادق المهدى فى يوم ما قال كل شىء يرجع الى وضعو الطبيعى عدا الوطنيه واما بالنسبه للفجر الجديد التى تبلورت بين يوم وليله ليست كفيله بحلحلة مشاكل السودان وليس لديهم ماض لا سياسى ولاوطنى يشفع لهم لكسب الشعب السودانى وهم لايعلمون ان الشعب السودانى شعب متابع للسياسه ويعرفون جيدا ماضى كل انسان …واقول يجب على الاحزاب والمعارضه من الشرفاء الذين يشهد لهم التاريخ والشعب السودانى بالنزاهه والوطنيه ان يعدو العده لخوض الانتخابات القادمه بنظره فاحصه وبرامج واضحه وتكون نقطة تحول للدمقراطيه …..
الي أسوسا مع الاحترام :
من احرص على وطن ديمقراطي حر يتساوى فيه الجميع و تتساوى الفرص اكثر من فايز السليك ؟؟
من لا يحسن القراءة من الافضل ان لا يتكرم بالكتابة
الخطأ أخي الأستاذ فايز السليك ليس في الوثيقة ولكن كان الخطأ القاتل في التوقيت وعدم الإعداد الجيد وهذا من الاستعجال والتهور السياسي والمنهج الذي يتصف به الأخ ياسر عرمان استعجاله للأمور واستعمال الفعل الاستباقي متأثرا بالسياسة الجمهورية في أمريكا تهوره هو الذي إدي الي هذا الفشل الذريع وأسميه الذريع لانه لم يكن الموضوع مدروسا ومتفقة عليه وحتي الوثيقة لا يمكن ان تعد هكذا في خلال 24 ساعة وتعيب علي الآخرين في وثائقهم مثل الدستور المصري الذي قالت احدي الإعلاميات علي الهواء الدستور اتسلق واستلم هذه المقولة أقطاب المعارضة وكانت الضجة التي كادت ان تودي للإطاحة بالرئيس
عرمان مع احترامي الشديد له سياسي ولا يحتاج الثناء مني ولكنه دائماً مستعجل ومتهور وارتجالي القرار هذا العيب هو الذي يجعل من كل خطواته تتعثر وهذا سببه عدم الأخذ بالرأي والرأي الآخر ممكن لأي شخص ان يكون خطابيا ويجيد التحدث في المحافل ويشرح قضيته بحرفية ولكنه يمتلك بعض المهارات التي قد تطيح بكل نجاحاته مهي التهور والتسرع والارتجال،،،
والخطأ الذي ارتكبته الجبهة الثورية هو ليس الدعوة في حد ذاتها وإنما الإعداد والاتصال واختيار الأطراف المؤثرة في أجنحة المعارضة وليس بمن حضر وكذلك الإعداد للوثيقة والتي لا يعيبها الكثير ولكن كان يجب إشراك كافة الأطراف في صياغتها او إعادة صياغتها ان كانت معدة سلفا كما حدث هنا في الوثيقة. ومن ثم اختيار الاسم القومي وليس التوجيه للوثيقة لان الناس تربط الأسماء التي يطلقها الأخ ياسر عرمان بأشياء في الذهن مثل السودان الجديد والجنوب الجديد. ويجب علي الأخ عرمان إسقاط مثل هذه المسميات التي لا يستسيغها الأغلبية ماذا يعيب الوثيقة اذا سنيت وثيقة الخلاص او الاستقلال او الوحدة او وطن الجميع او الإصلاح الوطني والأسماء علي قفا من يشيل،،،
ربما لا يروق ما اسلفته للكثيرين وسيكيلون جل الاتهامات ضدي ولينعتني من يريد بما يشاء فانه لا ينقص مني ولا يزيد ولن يغير من الحقيقة والواقع من شيء وسوف لن يصلح ما أفسده الساسة تجاه الوثيقة ،،، فالجميع كانه يترصد لبعض ويغنم الفرص السانحة لينال منه،،، هكذا حالنا في السودان وخارجه في السياسية وفي النقص والنقد واختلاف الرأي والتوجه نترك الأهم ونمسك في السفاسف وتنحين الأخطاء لنذل بها ونرقب الأسلوب لنهتم به وننقص به من مكانة من نستهدف وبعض الأحيان لا لشيء هادف واللهم فقط لإبراز المهارات وفظاظة الأسلوب وقوة الحس،،،،
فإذا لم نتفق علي ان نفهم بعضا ونتيح الفرص لبعضنا ليمارس حريته في الرأي والتعبير وأخذ ملاحظات بعضنا بجدية والاستفادة منها واتباع أسلوب العمل الجماعي وبالمهنية والمشاركة وإشراك الجميع سوف لن تقوم لنا قائمة وسوف لن يبذل فجرنا الجديد الذي يتغني له وبه الجميع ،،،،،اذا لم نترك أسلوب السيادة والتحكم في كل شيء فلن تقوم لنا قائمة سياسية ابدا وسنظل ندور في فكلنا كالرحي يأكل بعضه وان بينه الحنطة
سلام يا وطن
كلامك صح يا دكتور امين انهم لا يمثلون اهل السودان ولا مالك عقار شخصيا يتحدث باسم النيل الازرق لقد كان واليا لها وغدربها لحساب الحركه الشعبيه … هل هناك من اسباب ليغدر بها ؟ وهل هناك من ينكر ذلك ؟ والان يقتلون اهلهم بالوكاله وبشردونهم ويسلبون اموالهم ويغتصبون نساؤهم ونطبل لهم وهم الان اصبحوا كلاجئين لا مكان لهم فى الجنوب وقد لفظتهم جوبا ولم تعطيهم مناصب رسميه فى حكومتها بل اصبحوا رجال اعمال لاجئين من دوله لدوله يتحدثون باسم الجنوب ويتامرون مع الاجانب ضد الوطن والمواطنين … كل السودان يعرف هذه الحقيقه ولم نخشى لومة لائم فى قول الحق يرضى من يرضى ويغضب من يغضب وهو ادرى بالحقيقه .
أخى فائز…
تؤجر على هذا المقال الثر…وتستحق الإشادة…على كل حال هو دورك الذى إنتخبته …وخيارك الذى تخيرته…دور مقدر ، وخيار إيجابي…دائماً تقف الموقف الذى يتلائم مع هموم المواطن ويليق بقياس الوطن.
علينا أن لا نيأس…هناك ضوء …وهناك بشارات…سنظل نقبس منها ونتفائل بها….لذلك ستنقشع هذه الدعاوى المتعجلة…والقراءات المتخوفة والقلقة بإزاء وثيقة (الفجر الجيد)…سيتواصل الإلتفاف حولها ،والتبشير بها…والبناء عليها باعتبارها خارطة طريق واضحة..بل ويمكن مراكمة إيجابياتها وسد أية خروم أو ثقوب في ثناياها…. وسننجح بإذن الله!!لم نتوقف كثيرأ عند أصوات الناقدين (شفقةً) فهم منا وفينا…وفي الحوار -وليس الوقت- متسع ورحابة…ما نلتفت إليه هو …(شراخ الناقمين)..من زمر المتأسلمة والمتحككين بهم….شراخهم..وسعارهم… وصراخهم (رغم دواعى السرطنة)مؤشر واضح إن الفجر الجديد سينبلج بأقرب مما نرغب ونتمنى!!!
الأجيال الطالعة والشابة هي التى ستحصد أثمار الفجر الجديد… وهم ونحن المدعوون للثورة والهبة الغضوب …لا المتباطئون المترددون الملتبسون والخائفون …أن سيزول مجدهم القديم !!!
أستاذ السليك كاتب يحترمه حتى من يختلف معه.
كلام متزن ويضع بوصلة توجيه المسار الصحيح لكنس الكيزان بدلاً عن الجعجعة والصراخ والبطولات فيما بيننا!
فعلاً كما قال الكاتب، إذا لم تتوقف حالة الاستقطاب فليهناء الكيزان بطول سلامة، وعليه فمطلوب من الجميع في هذه المرحلة التوقف عن المتاجرة بالمعارضة وإمتطاء سرجها لتسويق وفرض أي فكر أو توجه، وبعد إنتها عملية الكنس فلتكن الديمقراطية هي الفيصل وليسبق ذلك عقد المؤتمرات الجامعة وما يلزم لترتيبات المرحلة الانتقالية التي يوجد من أبناء الوطن الكثيرين مما هم أهل لقيادة تلك المرحلة باختلاف الاتجاهات الفكرية والايدولوجية.
أما من يريد المتاجرة بالمعارضة لنشر فكره (فقط) وإقصاء الآخرين بينما المؤتمر اللاوطني لا يزال جاثماً على الصدور، فهو كمن يشتري الوتد قبل أن يحصل على الحمار!!
يا شباب كل السودان مهمش ولا تتحدثوا عن مناطق مهمشة ومناطق منعمة.
داخل الخرطوم هنالك عشرات الآلاف من الأطفال يذهبون للمدارس، هذا من يذهب منهم، وبطونهم خاوية. أما رأيتم إحدى الجمعيات توزغ بليلة عدسية في مدارس أم بدة وأن الأطفال يحضرون للمدرسة فقط لتناول البليلة وأخذ ما يتبقى لبيوتهم.
كل السودان مهمش وكل السودانيين مهمشين ما عدا صعاليك المؤتمر الوطني وأزلامهم. المستشفيات تغلق لعدم الإمكانيات ولمديونياتها ومأمون حميدة يشرد الأطباء ويذبح القادرين في مستشفياته الخاصة.
وجهوا نقدكم وحواركم إلى مجراه الحقيقي وهو كنس النظام تماما ومحاكمة رموزه وكل من أذل الشعب، كل من سرق قوت الشعب، كل من ساهم في بقاء النظام المحنة وكل من أتى بالنظام.
تأكدوا أن كل شعبكم مهمش وممحن. كل أفراد الأسرة يسعون لتأمين وجبة واحدة ولا يمكن تسميتها وجبة حقيقية بالمقايسيس المعروفة.
الآن المجاعة في جميع أنحاء السودان، مجاعة من نوع آخر وهي أن الوجبة التي يتناولها 90% من السودانيين غير كاملة. الآن رجعت أمراض الجوع مثل الدرن وغيره، كل سوداني باعتراف الأطباء يسير في شوارع السودان المتربة يعاني من فقر الدم. هذا باعتراف أطباء الدم الذين يحاربون من أجل توفير الأدوية الضرورية لمرضى الدم. الكيزان يتاجرون في كل شيء حتى في صحة المواطن.
إذن مشكلتنا واحدة، حامل السلاح والمتظاهر والكرهان والمغلوب على أمره هي النظام الذي ينبغي كنسه تماما لتنفشع هذه السحابة الدخانية التي قطعت أنفاسنا.
الزميل الفاضل فائز،
هناك قضية أو مشكلة (منهجية) في المقاربات الجارية لاقتراح حل (لمشكلة السودان) تتوافق عليه قوي المعارضة. ويعود ذلك في الأساس الي اختلاف الجذور الطبقية للقوي المشاركة في توقيع “وثيقة الفجر الجديد” ومن ثم اختلاف الأجندة والأهداف الآنية والمستقبلية (التكتيكية والإستراتيجية) بين القوي المشاركة في التوقيع. ومالم تعود قوي المعارضة الي مقاربة تعتمد منهجا علميا بسيطا في التحليل والإستغصاء والاستدلال والاستنتاج ومن ثم إستدراك الحلول فسوف تظل (قضية الوطن) تراوح مكانها غارقة في الوحل، ومعها يبقي مصير السودان عالقا بلا أفق للحل، وهو حتما ما سيغري الآخرين من القوى الإقليمية والدولية بالتقدم للإجهاز علي ما بقي منه وأخذ نصيبهم من (الجثة) الغنيمة!! ولا يحتاج الأمر (كما ذهبت أنت) الي استخدام الحدس والسحر (ولا أقول الدجل والشعوذة احتراما) لإستدراك ما آلت اليه الأمور بعيد توقيع الوثيقة بين القوي المشاركة!! بل أذهب مباشرة للقول أن الوثيقة لا تعدو حلم ليلة صيف، لم يصدقه حتي أصحابه بعد الإفاقة!!
باختصار، لإيجاد حل لقضية السودان المزمنة لا بد لجميع القوي السياسية من التواضع والجلوس أولا الي مائدة واحدة لتحليل قضايا السياسة والاقتصاد في السودان باعتماد منهج علمي واضح ومحكم. ولإنجاز ذلك لابد من اختيار نخبة من (علماء) السياسة والاقتصاد والاجتماع يعاونهم نخبة من خبراء القانون لتقديم مشاريع (مواثيق) من عدة خيارات يترك أمر التقرير النهائي فيها للسياسيين من قادة الأحزاب والفصائل المسلحة والقوى المدنية (نقابات وروابط اقليمية) وذلك قبل القفز الي إقتراح أي مشروع والسلام والتوقيع عليه ومن ثم العودة للهرجلة والتراجع الخ!!!
ولفهم طبيعة الصراع السياسي الجاري بالسودان وكيفية إدارته لمصلحة الوطن ومصلحة قوى الثورة من (المهمشين) بكل فئاتهم في الطبقة العاملة وجماهير المزارعين والفئات الوطنية والتقدمية من البرجوازية الصغيرة والجنود والخريجين العاطلين عن العمل، لابد من الاسترشاد بالمنهج الماركسي في التحليل الطبقي وأيضا بالمناهج الماركسية الحديثة في تحليل التطور الرأسمالي اللامتكافيء (سمير أمين) الذي أفضي ويفضي باستمرار الي التناقض المرير القائم حاليا بين المركز والهامش ، بدلا من الاستغراق في متاهة التحليلات الفجة القائمة علي أوهام “العنصرية” والجهوية والعرب والعجم وهلم جرا!! اقرءوا معي للشهيد عبد الخالق ما كتب منذ 40 سنة ونيف عن كيفية مقاربة برنامج الثورة في السودان آنذاك، وللأسف اليوم أيضا: تؤكد مجموعة العلاقات الاقتصادية والسياسية القائمة بالسودان أن بلادنا تمر بفترة معينة من مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية. وهذا يعني أن هناك قوى اجتماعية وطبقية مختلفة ذات مصلحة موضوعية في الفترة الراهنة وفي تحقيق أهداف الثورة. هذه القوى محددة في الطبقة العاملة وجماهير المزارعين والفئات الوطنية والتقدمية من البرجوازية الصغيرة والأقسام المنتجة من الرأسماليين الذين لا يخضعون لقوى الاستعمار القديمة والحديثة. إن هذه الطبقات تتحالف سياسياً في إطار برنامج الثورة الديمقراطية ولكنها في نفس الوقت تختلف عن بعضها من ناحية أيدلوجيتها ونظرتها للحياة ومناهج عملها.. ألا رحم الله الشهيد الخالد “عبد الخالق”، تذكروا، فقد كان قائما بيننا يومها، يضيء الطريق بفكره الثاقب ونبراسه ومنهجه الماركسية العلمية. فقد أقترح لنهضة الوطن في الاقتصاد “طريق التطور اللارأسمالي” ، وفي السياسة طريق الثورة الوطنية الديمقراطية، فماذا دهانا اليوم!!!!