الصحة

مبادرات: دور الاعلام في الطب النفسي و العصبي، لنشر الوعي و الارشاد

إسماعيل آدم محمد زين

تأتي هذه المبادرة من قبل د. محمد بكري الحاج-إختصاصي الطب النفسي و العصبي، و الأحداث، لتكوين مجموعة من الاعلاميين للعمل مع أطباء النفس و الاعصاب للمساعدة في نشر الوعي وإزالة ما ران في الأذهان من مفاهيم مغلوطة تحد من التداوي و طلب العلاج.
الرسالة التي يجب الالمام بها،هي أن الأمراض النفسية و العصبية مثل بقية الأمراض العضوية:الملاريا أو إلتهاب الغدة الدرقية أو البلهارسيا…- الفرق هو أن تخصص الطب النفسي و العصبي جديد نسبياً في العالم وفي بلادنا علي وجه الخصوص،إذ خلت الأجواء للمعالجين التقليديين وواجه المرضي واقعاً صعباً و متاعب لا حصر لها-أقلها وصمة لا فكاك منها و عبء كبير علي ألأسرة.كما نجد الهائمين علي وجوههم في الشوارع و الخرابات و هم في أشد الحاجة للمأوي و السكن و الطعام مع المتطلبات الانسانية الأخري و حقهم في العمل و العلاج.

فقد ظلت كثير من الأمراض النفسية و العصبية مجهولة الأسباب لوقت ليس بالبعيد، مثل مرض الصرع- فما زال بعض الناس يتجنب مريض الصرع و هو في أكثر الأوقات حاجةً للمساعدة و الاسعاف، فتجدهم يهربون خوفاً من إنتقال للعدوي متوهم ، مع العلم بأن  داء الصرع قد عُرفت كثير من أشكاله و أسبابه- فهو نتاج لاختلال كهرباء الدماغ أو لنقص في بعض المواد. تتفاوت نوبات الصرع في حدتها ، من خفيفة قد لا يعرفها إلا الخبير –مثل رفة العين أو هزة الكتف اللاإرادية و أشدها حدة ، تعرض المريض للتشنج و ربما السقوط علي الأرض و فقدان الوعي. يعتقد العوام بأن الصرع مس من الشيطان! لذلك فان إدراكنا لهذه الحقائق سيساعد كثيراً من المرضي و قد ينقذ حياتهم و يمكننا من تقديم الاسعافات الأولية في حينها.

من الأمراض النفسية، الرهاب وهو يعني الخوف الشديد من بعض الأشياء- مثل الأماكن الشاهقة أو الضيقة أو المظلمة. وهنالك رهاب من بعض الحيوانات مثل الكلاب و الثعابين و الجرزان. و بعض الناس يصابون برهاب من الحقن أو الابر العلاجية.إن معرفتنا لهذه الحقيقة ستمكننا من التغلب علي هذه المشاكل و قد يحتاج بعض المرضي إلي المساعدة الطبية و الارشاد النفسي.

من هنا تأتي هذه المبادرة لتكوين مجموعة من أهل الاعلام للتعاون مع المختصين في الطب النفسي و طب الأعصاب لتخدم أهدافاً شتي، منها:

  1. بث الوعي و الارشاد النفسي للمواطنين للتعامل مع كافة الأمراض بشكل أفضل و تيسير العلاج.
  2. الحد من الوصمة التي تجابه الأفراد و الأسر
  3. الاهتمام بالمستشفيات المتخصصة تحسيناً لبيئتها، لتقديم أفضل الخدمات للمرضي و مرافقيهم.وتقديم الدعم و الاسناد
  4. الاستفادة من المنظمات العالمية و إدخال توصياتها، مثل دمج مستشفيات الطب النفسي و العصبي في المؤسسات العلاجية العامة، مما سيساعد في العلاج و تقليل أثر الوصمة.
  5. إيلاء عناية بادارة الطب النفسي و الارتقاء بممارسة المهنة و الحد من الممارسات الخاطئة
  6. تسهيل مهام جمعية الطب النفسي و العصبي.
  7. الاهتمام بالطب التقليدي و دمجه في الطب الحديث.

هنالك مشاكل أخري تواجه مسيرة الطب النفسي و العصبي بالبلاد، مثل التعصب المهني أو الغيرة المهنية و تأثيرها علي قبول المبادرات التي تساعد في العلاج و تطوير الخدمات الصحية.إذ أورد مصدرا مختصاً مثالاً صارخاً علي ما واجهته د.هالة المليك عند تقديمها لمبادرة لتحسين بيئة أحد المستشفيات بالخرطوم.و إقدامها علي إنتاج فيلم رائع حول العلاج من بعض الأمراض و قصص النجاح التي يرويها المرضي أنفسهم! فيلم ممتاز و لا يقل عن أفضل الافلام المنتجة و يمكن عرضه في القنوات العالمية بعد ترجمته.

من المهم إدخال أنشطة أخري في مؤسسات و عنابر الطب النفسي و العصبي ريثما يتم إدماجها في المشافي العامة – كما أوصت منظمة الصحة العالمية.مثل إنشاء وحدات للعلاج بالموسيقي أو مراسم للفنون التشكيلية مع الانشطة الاخري –المسرح و الغناء من وقت لآخر  و ربما إدخال وحدات علاجية أُخري في المستشفيات الكبيرة ، مثل مستشفي التجاني الماحي ،و الاستفادة من إسبوع الطب النفسي و العصبي لمثل هذه الأنشطة.

من المشاكل المهمة التي تواجه مجتمعنا حالياً و تحتاج للدراسة و الاسناد ، مشكلة المخدرات، لذلك سيكون لهذه المجموعة دوراً مهماً.

علينا كذلك الاستفادة من العلوم و التقنية الحديثة في تحديد مواقع زراعة الحشيش و طرق التهريب بالبلاد.مع السعي لادارة المعرفة في الاستفادة من المخدرات الطبيعية في العلاج و في تصديرها، بدلاً من إبادتها!أقدمت إيطاليا علي زراعة الحشيش للاستخدامات الطبية و دول أخري عديدة.

ودعوة للمنظمات الطوعية و المؤسسات الكبيرة و الأفراد للإلتفات إلي هذه المبادرة و الإنخراط في أنشطتها، مثل تشييد دور لإيواء و علاج المشردين من المرضي و السعي لادماجهم في المجتمع و كذلك أهل الإعلام مدعوين للتبشير و نشر الوعي في كافة مؤسساتهم-صحافة،إذاعة و تلفزيون و…وهي سانحة للتذكير بالمحسنين الذين قدموا للبلاد مثل الضو حجوج و دُوره لإيواء المسنين وكذلك من قدم وقفاً من أفضل أراضيه و مبانيه، مثل عبد المنعم محمد وغيرهم.  

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..