مقالات سياسية

التطبيع مع إسرائيل .. لِمَ إصرار عسكر السودان ، من النميري إلى البرهان؟

إبراهيم سليمان

يقولون ، العاقل من اتعظ بغيره والأحمق من وجدها في نفسه ، ومن يبتغي العظة ، استحضر الماضي ، في شأن الحاضر ، وعليه أن يقرأ الواقع المعاش ، ومن جرّب المجرب ، حاقت به الندامة ، لذا نستغرب لِمَ يكرر عسكر السودان، من النميري إلى البرهان، أخطائهم المميتة، فيما يتعلق الاستنجاد بدولة الكيان الصهيوني لتمديد أيام أنظمتهم حين الأفول؟
<span;>منذ البداية، ظلت علاقة الجنرال البرهان بدولة إسرائيل “دكاكينية” ابتداءً بلقاء عينتيبي في يوغندا، مساء الاثنين 3 فبراير 2020م إلى لقائه الأخير بوزير خارجيتها إيلي كوهين في القصر الجمهوري، فقد استحى البرهان أن يخطر نائبة حميدتي بموعد الزيارة، ناهيك عن تنويره بفحواها، وقد قوبلت هذه الزيارة المستفزة في توقيتها، باستهجان واسع، واستنكار شديد من قبل مختلف مكونات الشعب السوداني. وتجدر الإشارة إلى أنّ السفيرة نجوى قدح الدم هي ـمهندسة اللقاء الذي جمع البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيوغندا.
<span;>ظلت دولة الكيان الصهيوني، تبيع الأنظمة الدكتاتورية التائهة، أنها تمتلك مفاتيح بوابات الدوائر الأمريكية المغلقة، لذا سارعت وزارة خارجيتها بتصريح مفاده أن زيارة كوهين الأخيرة للخرطوم، جاءت بعلم وموافقة الأمريكان! في الحقيقة، لم يعد اليانكي الأمريكي يخيف أحد، وليس لديه الكثير ليقدمه للحكام العابرين.
<span;>فضيحة نقل الفلاشا إلى إسرائيل بمساعدة جعفر النميري
<span;>يشير تحقيق استخباراتي في صحيفة رونين بيرغمان الإسرائيلية، إلى أن النميري وافق قبل سنة من الإطاحة به على طلب الموساد بالسماح بمرور آلاف اليهود الفلاشا والإقامة داخل معسكر لاجئين أقامته إسرائيل على الحدود بين السودان وإثيوبيا، قبل نقلهم إلى الخرطوم ومنها إلى تل أبيب عبر مطارات أوروبية.
<span;>يوضح التقرير أن ثمن هذه العملية رشوة مالية كبيرة، دفعتها إحدى المنظمات اليهودية في أمريكيا للنميري، مبلغ وقدره 30 مليون دولار.
<span;>وبعد إكمال العملية، ذهب النميري إلى نيويورك، لقبض الثمن، وبعدها حدث ما حدث في رجب أبريل عام 1985م.
<span;>علاقة نظام البشير مع إسرائيل إبتدرها إبراهيم غندور
<span;>في يناير 2016، أي قبل ثلاث سنوات من سقوط نظام الإنقاذ، طرح وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور تطبيع العلاقات مع إسرائيل بشرط رفع الحكومة الأمريكية العقوبات الاقتصادية. عزز هذا الطرح، تصريح الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير بقوله في مقابلة مع صحيفة عكاظ السعودية، “لو أن إسرائيل اليوم احتلت سوريا لم تكن ستدمر كما حصل الآن، ولم تكن ستقتل كما هي الأعداد المقتولة الآن”. وكان أولى مقدمات الاستسلام الإنقاذي للإغراء الإسرائيلي، قطع علاقته الدبلوماسية مع طهران. قالت له إسرائيل، أكفر، ولما كفر، قالت، أنني برئ منكم.
<span;>تعلم دولة إسرائيل أنها مكروهة من قبل شعوب العالم، لذا فهي تستهدف الأنظمة الشمولية المعزولة عن أرادة الجماهير، ومع ذلك هي أعجز عن حماية الأنظمة الدكتاتورية الآيلة للسقوط، فهي تتصرف كفتاة ليل تستعرض الأغراء، ولم يسكب منها الضحايا سوى تلطيخ السمعة.
<span;>لم لا يتعظ البرهان، من تجارب أسلافه العسكر النميري والبشير؟ هل يعتقد أنّ دولة الكيان الصهيوني، باستطاعتها فرضه رئيسا أبدياً على الشعب السوداني رغم أنفهم؟ لم لا يتأمل حصاد من غامروا في لحظاتهم الأخيرة بالملف الإسرائيل؟ كعربون للرضاء الدولي، والسكوت عن خيباتهم وجرائمهم؟ أنه الغباء العسكري المتكرر، المجتمع الدولي على دراية تامة، أن إرادة الشعوب لا تقهر، حتى إسرائيل تعلم ذلك، ولكنها لا تخسر شيء من أحداث شروخ على أجساد شعوب العالم، سيما العالمين العربي والإسلامي.
<span;>لم يعد الغرض من مساعي الجنرال البرهان “الدكاكينية” المحمومة، لتسريع التطبيع مع إسرائيل أمرا غامضا، فهو يسابق الزمن، لتغيير الإجماع الدولي، المساند لموقف الشعب السوداني المصر بعناد، على خروج العسكر من المشهد السياسي، واستعادة مسيرة التحول المدني الديمقراطي، أي أنه يبحث عن شرعية، يبقيه حاكما على البلاد، بأي ثمن، وإلا ترك أمر التطبيع، كشأن سياسي للمدنيين، عبر آليات ممثلي الشعب، وهم الأدرى بمصالح البلاد والعباد.
<span;>على الجنرال الانقلابي، عبدالفتاح البرهان، أن يعلم، أن “غيره” كان أشطر، وأن من سبقوه، قد جربوا هذه الوصفة، فكانت نذير شؤم على أنظمتهم، ووبالا عليهم، ولم يجنِ أحدا من أسلافه، العسكر من هذه المحاولة، سوى الخزي وقبض الريح، وبكل تأكيد هذا مصيره المحتوم، الأفضل له أن يرعوي، ويمشي عديل في درب الإطاري.

‫2 تعليقات

  1. اتفق معك العساكريبحثوا عن التطبيع ماذا عن نصر الديت عبدالباري عمل شنو ما تضيفه معاهم وتا بس تشوف العسكر ما هو الخطا قي التطبيع كل العرب مطبعة ام اهل السودان فقط عليهم الرفض والله ما ضيع السودان الا امثالكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..