أخبار السودان

من هنا تبدأ المعركة

قبل 4 سنوات تسربت مسودة قانون للصحافة والمطبوعات، كانت في دهاليز المجلس الوطني، لم يكشف عن الجهة التي أصدرتها برغم أنها معروفة.آنذاك قاد الصحفيون حملة واسعة لكشف ما تدبره السلطة، وركب اتحاد الصحفيين الحكومي الموجة زاعماً أنه لم يستشار في القانون المعتزم اصداره، وكان معروفاً أن اعتراض الإتحاد على القانون ليس بسبب المواد التي تقيد حرية العمل الصحفي بل بسبب أن القانون(داك) سحب السجل الصحفي من الإتحاد وأعطاه لمجلس الصحافة.
الآن يكشف عن مشروع قانون سئ للصحافة أنكره إتحاد الصحفيين، رغم أنه جعل السجل الصحفي مناصفة بين المجلس والإتحاد، وكلاهما معينان وليس منتخبان من واقع ما يجري في مجال الصحافة.
والسجل الصحفي للسدنة ومنسوبي النظام يخدم أكثر من غرض، فهو يدر أموالاً وفيرة عبر قيمة البطاقة الصحفية، ورسوم امتحان القيد الصحفي، وما يتعلق بهما من دورات تدريبية مدفوعة الأجر، وامتحانات ومذكرات للمتقدمين للقيد الصحفي.
وللقيد الصحفي المضروب فوائد أخرى تتعلق بتزوير الانتخابات، من واقع تبديل موازين القوى في الجمعية العمومية لصالح منسوبي النظام وحشد الأنفار الذين لاعلاقة لهم بالمهنة بعد تزويدهم بالبطاقة الصحفية لاعتبارات سياسية .
لهذا فالسجل الصحفي هو الذي يهم الإتحاد (المضروب) والتفريط فيه يعني أن قطر الإتحاد بمن فيه (الرزيقي) قد صفر، لهذا نسمع التصريحات والضجيج الذي قاله إتحاد الصحفيين أمس ووصفه للقانون بالكارثة، بينما الكارثة الحقيقية هو هذا الإتحاد الذي يرى ويسمع الإنتهاكات الصحفية والتدخلات الأمنية ومصادرة الصحف وإرهاب الصحفيين ثم (يعمل نايم).
والقانون المقترح لم يهبط من السماء ولم تكتبه (جنية) نزلت من السماء، فقد كتبته جهة، بموجب توصيات وتوجيهات، ثم دفعت به للمجلس الوطني، عبر الطرق المعروفة، وسيطرح عليه بصيغة تحصيل الحاصل لاجازته بالإجماع كيما يفعل فعله في الصحافة بعد ذلك .
والقانون (المنكور)، تم وضعه بعد ورش وندوات هندسها جهاز الأمن وشارك فيه الإتحاد ومجلس الصحافة، وسبقه ما يسمى بميثاق الشرف الصحفي المولود من خلف ظهر الصحفيين، والذي وضع قسراً في لوائح الإتحاد والمجلس لتأديب الصحفيين .
عرف الصحفيون مختلف أشكال مقاومة مثل هذه القوانين، ووجدت الأقلام طريق الكتابة الحرة برغم الرقيب الأمني والسنسرة الجارية حالياً، وكم وقفوا أمام النيابة وفي منصات القضاء يدافعون عن شرف الكلمة، ومارسوا التظاهرات والاحتجاجات، ورفعوا المذكرات، بيد أن المطلوب أكثر من ذلك، فالمعركة ضد هذا النظام الديكتاتوري وجهاز أمنه، هي نفسها المعركة من أجل كنس الإتحاد، وتنقية السجل الصحفي والكشف العلني لمنسوبي الأمن (حاملي) البطاقة الصحفية، والسعي لاسترداد نقابة الصحفيين وإعادة تأسيسها من جديد، والمعركة تمتد لرفض صيغة تعيين مجلس الصحافة، بحيث تكون عضويته منتخبة من الناشرين والصحفيين وليست معينة.
هي بأية حال معركة الشعب ضد النظام، وفي مجرى المقاومة الشعبية يحتل الصحفيون موقعاً هاماً، طالما كانت مهمة الصحافة الحرة التنوير والتوعية، وكشف الحقائق للرأي العام، ولا حياد الآن أو منطقة وسطى، إما مع الشعب أو مع أعداء الشعب..
عاشت الصحافة الحرة.

كمال كرار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. جهاز أمن البشير يعيش بعقلية جهاز أمن عبد الناصر عندما كان صلاح نصر رئيساً لجهاز المخابرات الملعون في زمن عبد الناصر، رغم أن جهاز أمن البشير يخشى القوى الدولية وخاصة ترامب الكاوبوي الامريكي ولولا هذه الخشية وخشية رئيس الجهاز وبعض الذين يعملون معه من انتقام بعض أقارب المغضوب عليهم من جانب النظام لكان شبونة والسراج ومحمد البوشي وعدد كبير من المعارضين في عداد الأموات المجهولة قبورهم حالياً. أيما كاتب يمنعه جهاز أمن البشير من الكتابة في الصحف فهو مشروع قنبلة إعلامية أخرى من عيار شبونة والسراج وله – للصحفي الموقوف – في الراكوبة وبقية وسائل التواصل الالكتروني متسع ليسخ النظام الفاسد – نظام البشير الفاسد وعصابته الأفسد منه – سخاً موجعاً ويكشف فساد البشير وعصابته كشفاً ممتعا وشافياً للشعب وللعالم من حولنا!
    عاش كمال كرار كاتباً حراً ثائراً على ظلم الدكتاتور البشير وطغمته وجهاز أمن البشير! تقرأ لكمال كرار فتشعر وكأنك تسمع: الشعب. يريد.إسقاط. النظام! الشعب. يريد. إسقاط. النظام!
    والشعب يريد إسقاط النظام وإن عاجلاً أو آجلاً سيكون للشعب ما يريد فالشعوب تنتصر دائماً مهما كان جبروت الأنظمة الفاسدة!

  2. جهاز أمن البشير يعيش بعقلية جهاز أمن عبد الناصر عندما كان صلاح نصر رئيساً لجهاز المخابرات الملعون في زمن عبد الناصر، رغم أن جهاز أمن البشير يخشى القوى الدولية وخاصة ترامب الكاوبوي الامريكي ولولا هذه الخشية وخشية رئيس الجهاز وبعض الذين يعملون معه من انتقام بعض أقارب المغضوب عليهم من جانب النظام لكان شبونة والسراج ومحمد البوشي وعدد كبير من المعارضين في عداد الأموات المجهولة قبورهم حالياً. أيما كاتب يمنعه جهاز أمن البشير من الكتابة في الصحف فهو مشروع قنبلة إعلامية أخرى من عيار شبونة والسراج وله – للصحفي الموقوف – في الراكوبة وبقية وسائل التواصل الالكتروني متسع ليسخ النظام الفاسد – نظام البشير الفاسد وعصابته الأفسد منه – سخاً موجعاً ويكشف فساد البشير وعصابته كشفاً ممتعا وشافياً للشعب وللعالم من حولنا!
    عاش كمال كرار كاتباً حراً ثائراً على ظلم الدكتاتور البشير وطغمته وجهاز أمن البشير! تقرأ لكمال كرار فتشعر وكأنك تسمع: الشعب. يريد.إسقاط. النظام! الشعب. يريد. إسقاط. النظام!
    والشعب يريد إسقاط النظام وإن عاجلاً أو آجلاً سيكون للشعب ما يريد فالشعوب تنتصر دائماً مهما كان جبروت الأنظمة الفاسدة!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..