ما فيش فايدة

أوردت صحف أمس أن بنك السودان أصدر ضوابط جديدة لتحريك الاقتصاد، وذلك من خلال اتخاذ سياسات جديدة تقضي بترشيد الاستيراد، وتشجيع التصدير.
ما أصدره بنك السودان من ضوابط تعد من الأبجديات لتحريك أي اقتصاد في أي بقعة من بقاع العالم مهما كانت درجة الركود، لذلك لا غبار عليها لا شكلاً ولا مضموناً… أي سياسة وأي إجراءات هدفها ترشيد الاستيراد ومنع الفوضى ووضع سدود وقلاع أمام سيول الاستيراد التي تحمل لنا الغثاء وكل أنواع البلاء، وتجلب الكآبة والوعثاء، سيكون محصوله النهائي هو انتعاش الاقتصاد الوطني وتحريك جموده، وأي إجراء لدعم وتشجيع الصادر ستكون نتائجه باهرة ومنقذه لأي اقتصاد مهما بلغ من التردي والركود… لذلك قلت هذه الضوابط التي اتخذها بنك السودان تعد من أبجديات تحريك أي اقتصاد مهما كنت درجة جموده…
ومع كل ذلك أقول إن اتباع النظريات الاقتصادية وتبني السياسات واتخاذ الإجراءات ليست هي مربط الفرس ولا هي بيت القصيد… بل المعضلة الأساسية والتحدي الأكبر هو تطبيق هذه السياسات وتنفيذ الإجراءات على أكمل وجه.. وهذا هو التحدي، وأقول بكل صراحة وبكل يقين أن السلطة القائمة بإدارتها الاقتصادية الحالية لن تنفذ هذه الإجراءات إلا بصورة انتقائية جدًا، وستترك الحبل على غارب أهل الحظوة والمصارين البيض ومراكز النفوذ والمضاربين وعبدة الدولار..
قلتـ ،أقول الآن وغداً، على المستوى الشخصي فقدتُ الأمل في أي إصلاح في ظل الوضع القائم اللهم إلا إذا حدثت معجزة ليست في حساباتنا، وذلك ليقيني بأن النظام الحالي تنقصه الإرادة السياسية القوية والإدارة الاقتصادية الناجحة الصارمة…
ومعلوم أن أي إصلاح اقتصادي بالضرورة أن يسبقه إصلاح سياسي، والإصلاح السياسي لابد أن يمر عبر عملية جراحية قاسية جداً وبدون بنج، وهذه لا يحتملها نظام يعاني من الوهن والخوار وأمراض الشيخوخة..
الله يعلم أني لست متشائماً بدليل أن الآمال تحدوني في كل لحظة بالتغيير المنشود وما بارحت خيالي لحظة مخاضه ساعة، وما ذاك على الله بعزيز… اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..