نعم سيزداد هروب المال ..يا دكتور كرار التهامي .

الصراحة التي تحدث بها الأمين العام لجهاز المغتربين الدكتور كرار التهامي هي محمودة ولكنها لم تضف الى الواقع المرير في كل أزمنةالمغتربين ما يعقد حواجب الدهشة ولا يثير الإستغراب !
فالسياسات الحكومية المتذبذة والتي ظل يدفع ثمنها المغتربون عقوداً غالية من أعمارهم التي أنفقوها بين عذابات فراق الوطن والجهد المبذول في تأدية واجباتهم الوظيفية في بلدان المهاجر والتي يعانون في بعضها مشقات لايرقى ما يتلقونه من مقابل الى التساوي مع بعض قطرات من عرقهم المسكوب بإخلاص ..لوأنهم وجدوا السانحة التي تحفظ لهم ولو الحد الآدنى من كرامة بقائهم في الوطن و لما اضطروا الى إذلال مؤهلاتهم وخبراتهم التي كان من الممكن لها أن تنهض بتنمية البلاد بالقدر الذي يجنبها تسول القروض و الإنبطاح توددا لرفع العقوبات وقد تسببت فيها ذات العقلية التي تتعاطى مع المغترب باعتباره مزراباً عليه أن يسكب ما يتبقى من ذلك العرق في مجرى الدولة دون أن تعطيه منه ولوقطرة تبلل تشقق شفافهه جراء اللهث في هجير الغربة تأمينا لحاضر ومستقبل فلذات كبده تعليما خارج حدود الوطن في ظل سياسة التفرقة بينهم وبين المقبولين من الداخل ..وسكناً يضطر الى شراء أرضه بما يفوق ثمن المتر في طوكيو أو باريس ويبنيه بتكاليف تستنزف ما قد يتبقى من عجاف سنواته المتساقطة سعيا في دروب الشتات أو عجزا في عودة الى حضن الشقاء اللاهب بالمصير المجهول في تراب الدار التي تقاسمته أياد الفساد وضيقت مداخله على الآخرين مناكب التمكين والتغول الجائرة دهراً!
نعم ذهبت اربعة مليارات دولار في فترة وجيزة كما تقول يا سيدي الأمين العام .. الى دول الجوار ارسلها المغتربون الى هناك ليوأمنوها في حما الغريب ..بعد أن لدغوا كثيرا من شوكة تنكر القريب لمساهماتهم بلا منٍ أو أذى حينما كان الوطن في مسغبة ..إنفرجت قليلا ضائقتها وانجلت غمامتها واستبشر المواطنون في السودان وخارجه خيرا حينما تدفق النفط وتنفس وتنفسوا الصداء ..ولكن الفرحة لم تكتتمل فعادت كل المساغب والمصاعب التي ظننا أنها خرجت دون عودة ..ليجدالمغتربون شريحتهم قدأصبحت الأضعف والدائخة في دورة الزمن الخؤون تجاه تدهور الأحوال في مرافي الغربة التي جفت بعض أحواضها.. فأختاروا البحث عن أوطان بديلة لإستثمار بقية عرقهم المتفصد في جبين المعاناة المزدوجة بين غربة طاردة و وطن تحكمه عقلية الجبايات دون مقابل مع التشديدعلى عدم منح تأشيرة الخروج لمن يودالعودة بعد أجازته إلا بعد نفض الكيس عن آخر الغبار العالق به !
لذا فستهرب أموال المهاجر مضطرة الى دول الجوار يا سيادة الأمين العام طالما أن عقلية استعداء المغترب ستظل حاكمة بعدم التفهم والمرونة وباطشة بيد النهب الممنهج ..!
وهل بعد هروب النساء والرجال تدافعا عبر كل البوابات الواسعة مأساة أكبر و الإحصائيات الأخيرة تفيد بخروج الالاف منهم ..والغرض بالتأكيد ليس للسياحة والعلاج فحسب !
مع التشديد على عدم منح تأشيرة الخروج لمن يودالعودة بعد أجازته إلا بعد نفض الكيس عن آخر الغبار العالق به ! هذا ان بقي اصلاً في الكيس غبار…!!
كفيت ووفيت بل ابدعت في الافهام ان كان للقوم عقل يعقل او اذن صاغية…!!
لنا زميل ذهب للعزاء في والده المتوفي وقد ترك زوجته وابنته ذات الـ17 عام وابنه ذو الـ15 وليس لهم إلا الله ثم الجيران الذين لا تربطه بهم صلة القرابة وعند الانتهاء من مراسم العزاء ذهب الى مدينة المغتربين لعمل تأشيرة الخروج وهناك تفاجأ بما يجب عليه دفعه من ضرائب تحت مختلف المسميات التي ما انزل بها من سلطان فألقى صاحبنا حجته الاولى وهي أنه لم يحضر في اجازة بل حضر لوفاة والده ظنا منه بأن ذلك العذر الشرعي سيعفيه ولو لحين من الدهر ولكنه تفاجأ بالرفض البات وأنه لن يخرج ما لم يدفع وهنا اضطرب صاحبنا والقى بحجته الثانية قائلا يا اخوانا أنا خليت زوجتي وابنتي ذات الـ17 عام وابني ذو الـ15 وليس لهم إلا الله ثم الجيران الذين لا تربطنا بهم اية صلة قرابة واني أخاف عليهم من الذئاب البشرية خاصة ان ثلاثتهم لحومهم طرية, إمراة وبنت مراهقة وطفل فارحمونا يرحمكم الله ولم يستجب احد الى دعائه فخرج صاحبنا والدمع يملأ عينيه ولكنه لم يبك…!!
شاهدته احدى ستات الشاي وهو في ذلك الحال فتابعته بعينيها حتى اقترب منها وهو هائم على وجهه ولا يدري الى اين هو ذاهب فنادته قائلة: تعال يا ولدي, فتوجه اليها وهو لا يحس برجليه فقالت له اقعد هنا واعطته كأس شاي ثم قالت له مالك فيه شنو…؟ وبدأ يشرح لها مأساته, فقالت له خلاص جيب الجواز وجيب (مبلغ كذا) وامشي وتعال لي بكره زي المواعيد دي…واعطاها الجواز والمعلوم ثم ذهب وهو يلعن ابو اليوم الجابه هنا…!
في اليوم التالي لم يصدق صاحبنا بان الشمس قد اشرقت فحضر قبل المواعيد وهو يجري فكانت المفاجأة حيث وجد جوازه وعليه وتأشيرة الخروج ولم يصدق ما رأي ففرك عينيه ودقق النظر ليتأكد من ان تأشيرة الخروج مضروبة على الجواز وفعلا كانت حقيقية وحينها فعلا بكى صاحبنا بكاء مرا لم يبكه حتى على والده المتوفي ولكنه لا يدري ان كان يبكي من شدة الفرح ام يبكي من الحال الذي اوصله الى مرحلة البكاء…..!
مع التشديد على عدم منح تأشيرة الخروج لمن يودالعودة بعد أجازته إلا بعد نفض الكيس عن آخر الغبار العالق به ! هذا ان بقي اصلاً في الكيس غبار…!!
كفيت ووفيت بل ابدعت في الافهام ان كان للقوم عقل يعقل او اذن صاغية…!!
لنا زميل ذهب للعزاء في والده المتوفي وقد ترك زوجته وابنته ذات الـ17 عام وابنه ذو الـ15 وليس لهم إلا الله ثم الجيران الذين لا تربطه بهم صلة القرابة وعند الانتهاء من مراسم العزاء ذهب الى مدينة المغتربين لعمل تأشيرة الخروج وهناك تفاجأ بما يجب عليه دفعه من ضرائب تحت مختلف المسميات التي ما انزل بها من سلطان فألقى صاحبنا حجته الاولى وهي أنه لم يحضر في اجازة بل حضر لوفاة والده ظنا منه بأن ذلك العذر الشرعي سيعفيه ولو لحين من الدهر ولكنه تفاجأ بالرفض البات وأنه لن يخرج ما لم يدفع وهنا اضطرب صاحبنا والقى بحجته الثانية قائلا يا اخوانا أنا خليت زوجتي وابنتي ذات الـ17 عام وابني ذو الـ15 وليس لهم إلا الله ثم الجيران الذين لا تربطنا بهم اية صلة قرابة واني أخاف عليهم من الذئاب البشرية خاصة ان ثلاثتهم لحومهم طرية, إمراة وبنت مراهقة وطفل فارحمونا يرحمكم الله ولم يستجب احد الى دعائه فخرج صاحبنا والدمع يملأ عينيه ولكنه لم يبك…!!
شاهدته احدى ستات الشاي وهو في ذلك الحال فتابعته بعينيها حتى اقترب منها وهو هائم على وجهه ولا يدري الى اين هو ذاهب فنادته قائلة: تعال يا ولدي, فتوجه اليها وهو لا يحس برجليه فقالت له اقعد هنا واعطته كأس شاي ثم قالت له مالك فيه شنو…؟ وبدأ يشرح لها مأساته, فقالت له خلاص جيب الجواز وجيب (مبلغ كذا) وامشي وتعال لي بكره زي المواعيد دي…واعطاها الجواز والمعلوم ثم ذهب وهو يلعن ابو اليوم الجابه هنا…!
في اليوم التالي لم يصدق صاحبنا بان الشمس قد اشرقت فحضر قبل المواعيد وهو يجري فكانت المفاجأة حيث وجد جوازه وعليه وتأشيرة الخروج ولم يصدق ما رأي ففرك عينيه ودقق النظر ليتأكد من ان تأشيرة الخروج مضروبة على الجواز وفعلا كانت حقيقية وحينها فعلا بكى صاحبنا بكاء مرا لم يبكه حتى على والده المتوفي ولكنه لا يدري ان كان يبكي من شدة الفرح ام يبكي من الحال الذي اوصله الى مرحلة البكاء…..!