إنتاج الأزمة

لئن كان للقوم ميزة لهي النفي والتقليل والتكذيب وكلها مشتقات التكتم على الخيبة والفشل الذريع في إدارة الأمور، ولئن كان لهم ثمة تفوق لهو في إعادة إنتاج الازمات وقد برعوا في مجال إفترعوه بإعادة تدوير الازمة، وكل هذه الخيبات في متوالياتها نتاج الفساد …فساد الرأي، إنتهاك المال العام وسياساتهم الخرقاء التي جرت البلاد والعباد الى يوم التردي هذا … التردي في الاقتصاد وإنسحابه على الجوانب الاجتماعية ومن ثم الأخلاق… ولعمري انها منظومة لا تجيد سوى الإخفاق وإدمان الفشل مصحوب بمسلسل مديد للغش وتداعياته على المستوى العام لحيوات الناس… الغش في التصريح ونزوله الى الشارع يقدل على ساقين … غش في السلع الإستهلاكية ،وفي قطع غيار السيارات والأجهزة الكهربائية ومواد البناء ، حتى الطائرات لم تسلم من آفة الغش والفساد وما من طائرة تكمل رحلتها بسلام فهي عرضة للسقوط أو الإحتراق في الجو ذهابا أو ايابا وقس على ذلك ، ومع ذلك لم يجدوا غير “هي لله .. لا للسلطة ولا للجاه” شعارا يليق بمنهاجهم وثقافة الغش التي نهلوا منها ،وكما عودونا دائما…( متعوِدة… دايما … دايما.. متعوِوووودة) هاهم ورغم تكتمهم الشديد
تكشف المتابعات بولاية كسلا عن إرتفاع معدلات الإصابة بالحمى النزفية وبلغ عدد الحالات بمستشفى كسلا التعليمي أكثر من (50)حالة معظمها من النساء والأطفال، وأشارت المتابعات لإصابة أطباء بالمرض وسط تكتم حكومي
وحذرت مصادر طبية من ظهور حالات بمناطق حلفا الجديدة وريفي كسلا واروما وتلكوك ، ونبهت ذات المصادر لإصابة عدد من الأطباء بالمرض واعتبرت إصابتهم مؤشرا خطيراً
وفي السياق وجهت السلطات بالولاية تحذيرات لمنسوبيها من نشر أي خبر يتعلق بالنزفية وطالبتهم بالتعامل مع المرض على انه ملاريا ، خوفاً من فشل قيام الدورة المدرسية المقرر إنطلاقها خلال أيام
الى ذلك دشن ناشطون بمواقع التواصل الإجتماعي حملة تحت شعار:(أنقذوا كسلا من الحمى) ووصفوا الدورة المدرسية رقم(28) (بدورة الحمى النزفية
وأوضحوا أن قيام الدورة المدرسية بالتزامن مع إنتشار الحمى كارثة، مطالبين الحكومة بتثقيف المواطنين وتوعيتهم بمخاطر المرض وعدم التساهل والإستخفاف بالأرواح وتغييب للحقائق. إنتهى الخبر ولم تنته مأساة وطن ظللنا ـ (نغالب فيها وتغالبنا… غربة … غربة يعشها الوطن وإنسانه تارة يباع وتارة تشرى ببخس قيمه واخلاقه بل كل مكتسباته وطن تحول الى مقلب كبير لفاقد العالم البشري ينثرون على جراحاته ملحا وإتجارا في كل شيء بينما الموقف الرسمي من تحويلهم للبلاد سوقا لنخاسة البشر الحديثة والاتجار بأعضائه… المخدرات وكونه حضنا رحيما لل
إرهاب ..و.. و.ز الخ يكتفي الرسمي بان البلاد مجرد دولة عبور! يا أخ حمد لله على السلامة .. وقراءة النتائج في سياق تحصيل حاصل محصولها الرسمي هذا نقارعه بكلفة العبور التي يسددها الوطن من صحة وبيئة مواطنه ! فمن أين جاءت هذه الحميات إذا؟ ومن قبل من أين عبرت الكوليرا أو حسب إصطلاح القوم / الإسهالات المائيةـ من اي فج عميق عبرت الى ولاية النيل الابيض تزامنا مع دورة كاشا المدرسية قبل ان تعم القرى والحضر وولايات البلاد المختلفة رغم نفي وتكذيب كاشا وحكومته للوباء وإصراره على نزول الشفع اليفع الى أرضية الإستاد عدواً تكاد سيقانهم النحيفة لا تقوي على حمل الأجساد الجائعة والإمعاء الخاوية في ظل أزمة الخبز التي ضربت النيل الابيض إبان دورتها المدرسية المشؤومة، وذلك صونا لنجاح كاشا وإنجازاته الخرافية المخرِّفة ، ثم القوم يعيدون إنتاج الأزمة المدرسية بكسلا وسط تكتمها عل الحمى النزفية وهذا سودان لا نعرفه ولا يعرفنا! غرباء نحن إلا من حب نكنه لأيام مضت لن ننسى ذكراها عشنا في كنفها وصدقها ولا نملك في زمان المهازل هذا سوى ترديد روائع زماننا .. وداعا روضتي الغناء.. وداعا معبدي القدس… وداعا وداعا.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..