الرجرجة .. الرعاع في حكومة الفشل والضياع !!

لم يعد الفشل هو الكارثة الوحيدة المحدقة، بل صار بفضل النظام السياسي الحالي، أمرا اعتياديا يمكن القبول به والتعايش معه على مضض، ولكن ما هو أفدح، أن يصبح للفاشل ألف مريد وألف طبال وألف تبرير، فإما أن تضبط أنت أوتارك على نفس نغمات سيمفونية الفشل، أو تعزف لحنا مغايرا فينشزك الجمهور وتصبح منبوذا، وتكون النتيجة أن تهرب من الفشل إلى فشل أعظم.
قبل أن تحتار لهذه المقدمة الطويلة، وقبل أن يصيبك الفشل والجنون مثلي وملايين غيري، سأوجز لك الهدف والمغزى في ضوء المشاهد العبثية التالية:
أقدم النظام السياسي (الإيلاوي) الحالي على خطوات غير مسبوقة في الاستهتار بقيم القانون والعدالة، فما عاد يعنيه أن تلومه على عبثه أو إهداره كل ما هو حق ونبيل وإنساني، وما عاد يكترث لأي أجراس إنذار مدوية تحذر من السقوط في فخ ?الدولة الفاشلة?، فقد حدد هدفه وصوب مرمى سياساته وأبواقه الإعلامية وأذرعه الأمنية نحو البقاء على عرش السلطة، البقاء منفردا متسلطاً، ولا عزاء للمغردين خارج سربه وجنته.
كانت معركة (إيلا) مع مجلسه التشريعي كاشفة وموحية لما هو قادم، فما باتت هناك ريبة ـ عندنا على الأقل ـ في التعرف على الفاشل وتحديد هويته، فالخصومة عند النظام مُقدمة على حساب المصلحة، ومصلحة النظام وتابعيه ومنتفعيه مُقدمة على حساب مصلحة الوطن، والوطن في عُرف المصفقين دوماً هو إرضاء الحاكم ولا شيء آخر سواه.
يجب أن نعترف بأننا ليست كاملي الإنسانية لكي نطالب بحتمية أن يتمتع الفرد بكامل حقوقه في معرفة الحقائق والمشاركة في صنعها ومحاسبة من يحيد عنها، بل إننا كائنات مشوهة نعيش متسقين مع نظام ومؤسسات مشوهة أيضاً ، فما يسمى زورا بـ?المجلس التشريعي? هو في حقيقته مطبخ لإعداد الوجبات المسمومة للخصوم والمعارضين، وما تسمى زورا بـ?الأجهزة البرلمانية? برغم تعاطفنا معها كمثال (برلمان الجزيرة) الذي هو في حقيقته ليست سوي سلخانة رسمية و معتمدة للتشفية والتصفية والإجهاز على ما تبقي من ضحايا الوجبات المسمومة ، ما يسمي زورا بـ ?المواطن? هو ذلك الكائن المُجبر على تناول السم والإدعاء زوراً بأنه ?عمره ما ذاق سم بالحلاوة ولا بالطعامة دي?.
هي منظومة فشل متكاملة، ولا منجاة منها إلا بالتمرد عليها لا الدوران في فلكها، فالحق في الأمان لا يجب أن يُدفع ثمنه من حريتك ، والحق في إبداء الرأي بالكلام أو الكلمات لا يجب أن يواجه بالقمع والمصادرة، والحق في الاحتجاج ولو بالتظاهر لا يجب أن يقابله تضييق واعتقال، وأبسط الحقوق في الحياة بكرامة وآدمية لا يجب المساومة عليها أو المقايضة بها بحياة أخرى أدنى مرتبة وأكثر مذلة.
لن ينجح النظام السياسي في الجزيرة التي يقودها صاحب الدكتوراة الفخرية (إيلا) في إزاحة معارضيه ولا إبادتهم ، فهذا مستحيل في ضوء تراكمات التاريخ وقوانين الإنسانية، ربما يطيل بقاءه ساعةً أو يوماً أو قرناً من الزمان، ولكن مصيره حتماً سيكون مشابهاً لنهايات كل الأنظمة الديكتاتورية التي ذابت وتبددت تلقائياً بفضل أصوات الحق والضمير التي علا دويها على دوي بنادق الظلم والطغيان.
إن أردت تعريفا دقيقا ووافيا للفشل فلا ترنو بنظرك بعيدا، بل تأمل جيدا ما حولك وداخل حدود ولايتك (الجزيرة) واسمع لكل ما تزعمه السلطة (الإيلاوية) من إنجازات أو ما تُصدره أبواقها من حماقات، ثم جمع كل هذه الأشياء داخل صندوق أسود وأغلقه بإحكام، والصق ورقة على واجهته واكتب عليها ?الموسوعة الكاملة للفشل?، أو اختر عنوانا أكثر موسيقية مثل ?القول الفاصل في تحديد شخصية (إيلا) الفاشل?، وبعد أن تنتهي من هذا كله، أسكب البنزين على الصندوق ثم أشعله وردد بغيظ أمام وهج النيران المستعرة: ?يا فاشل يا فاشل??!
مدثر عثمان
[email][email protected][/email]
أوليس أعضاء هذا المجلس من إنتاج النظام الذي فرخ ايلا لن ننسى أنهم هتفوا للطاغية ودعموه لربع قرن او يزيد أنها حكمة مابعد الحدث وكل من يلفظ يدعي معاداة النظام وعدم ديمقراطية قراراته أنها نفس الآلية التى اوجدتك يا هذا
أوليس أعضاء هذا المجلس من إنتاج النظام الذي فرخ ايلا لن ننسى أنهم هتفوا للطاغية ودعموه لربع قرن او يزيد أنها حكمة مابعد الحدث وكل من يلفظ يدعي معاداة النظام وعدم ديمقراطية قراراته أنها نفس الآلية التى اوجدتك يا هذا
احسنت واوجزت يا استاذ وعسى ان يفهم المطبلون قبل فوات الاوان
احسنت واوجزت يا استاذ وعسى ان يفهم المطبلون قبل فوات الاوان