أخبار السودان

إعادة ضبط الساعة في السودان هل يعيد الأمور إلى نصابها؟

مدخل:
القدر موكول بالمنطق.
لسنوات طويلة ظل فرقة عقد الجلاد تردد ويردد معها كثير من السودانيين( أحتاج دوزنة جديدة).
ربما اُسْتُجيب لهم.

في بداياتهم الثورية إندفع االإنقاذيون في محاولات محمومة لتغيير كل شيئ في السودان. بل حلموا بتغيير العالم ليكون وفق رؤيتهم. ولكل انسان الحق في الحلم فهو مجاني . لكن غير المجاني هو محاولة تحقيقه على حساب الغير. رؤية الإسلاميون مثالية لأنها مستمدة من المنهج الأمثل لكن ما يعيبها هو إصطباغها بأهواء النفوس .
الإنقاذ استمدت رؤيتها من الإسلام ولكنها طبقتها بأهواء النفوس الأمارةبالسوء.فبينما كانت الشعارات المرفوعة سامية خدعت الكثيرين كانت التطبيقات مخادعة اثرى بها الكثيرون . كأن الهدف هو تحقيق المصالح الشخصية الضيقة. وهكذا تم تشريد الكثيرين بمسمى الصالح العام وتم تغيير العملة عدة مرات لأخذ اموال الناس ووتسليمها إلى قلة قليلة من الإسلاميين. وتم منع الطلاب من الدراسة في الخارج ومنع السفر إلا لأهل السلطة ومقربيها.وهذا أخل بمنظومة الأخلاق في المجتمع وأدخل صفات غير حميدة.
في السنوات القليلة الماضية حدثت بعض الأمور الإيجابية.مراجعة كثير من السياسات والقرارات هو الأكثر ايجابية . لكن لا يزال الكثير من الأمور يحتاج إلى التصحيح .لا تزال كثير من الأوضاع الخاطئة تحتاج للمراجعة والتصحيح. لا يزال كثيرون يشغلون اكثر من منصب ولا يقدمون نصف ما ياخذون من أجور ومخصصات. لا تزال كثير من الملفات المهمة تراوح مكانها. حتي إن تقدمت ببطء فإنها تعود للمربع الاول. والأسباب يمكن تصورها. البعض يتاجر بهذه الملفات والبعض يخشى ان يفقد ما تدره من مخصصات. والبعض لا يعرف أهميتها ولا كيف يتعامل معها.إن تقدم الدول يقوم على أفكار الأفراد ومجهوداتم لتحقيق هذه الأفكار. نهضة الدول تقوم على آلاف الخطط الصغيرة وملايين الخطى القصيرة.بتجميعها ومع إستغلال الوقت تتقدم الدول. إن امريكا التي تتأخر عنا زمنيا بسبع عوضت ذلك بالعمل الشاق فأصبحت في مقدمة الدول.ورغم ان العالم يستيقظ قبل امريكا بساعات عديدة إلا انه غالبا مايستيقظ على تفوق امريكي جديد في مجال ما. وبينما يعاني السودان من بطالة غير مسبوقة و يتشرد آلاف الخريجين ويهاجر آلاف المؤهلين فإنه لا يزال هنالك العديد من المقربين والموالين للسلطة ممن يشغلون اكثر من وظيفة وللمفارقة فإنهم في الغالب لا يجيديون اي منها حتى وان عرفو بعض مهام هذه الوظائف فإن الوقت لا يسعهم للتقديم عبرها للسودان وتطويرها وإضافة منتج ما وتكوين خبرة ما. كثير من هؤلاء يرفضون الأفكارالجديدة التي قد تقدم البلاد. .يفضلون مبدأ السلامة الذي يبقيهم في أماكنهم خوفا من الجديد . البعض لا يكتب حتى تقاريره الدورية بل ينسخ القديمة. يمتلئ الورق بالإنجازات والواقع بالإخفاقات. ومعذلك فإنهم يظلون في مواقعهم رغم كل ذلك
كان من الغرابة ان يصلي الناس في السودان العشاء قرابة التاسعة ليلا رغم ان السودان يقع قريبا من خط الإستواء.إن العبث بالتوقيت أخل بالساعة البيلوجية للناس. الأمر اكبر تقديم عقارب الساعة. الأمر يرتبط بحركة الكائنات وتوقيت كل المخلوقات لعباداتها وأعمالها وأكلها وشرابها.
الآن مع إعادة التوقيت الصحيح . يحتاج الكثيرين إلى إعادة (دوزنة). تحتاج السلطة إلى إعادة ضبط نفسها و وضبط منسوبيها. كما تمت إعادة ضبط الوقت نحتاج إلى إعادة ضبط لمنظومة القيم والأخلاق. يسرق البعض ويمشي بين الناس مطمئنا وربما مفاخرا. تطارد السلطات البسطاء ممن يحملون بضاعتهم في أيديهم آملا في ما يسد رمقهم ويطعم اسرهم. وتتغاضى عن أولئك الذين سافروا وتجار بأموال الشعب بمليارات الدولارات وعادوا بهذه البضاعة. إن الأبن الذي يفسده احد والديه بالتدليل كثير ما يكون هو الأبن الذي يتعبهما.والسلطة تدلل الكثيرين من مقربيها. توفر لهم الحماية وهم الذين يعتدون على المال العام ويشوهون صورة السودان الجميل ووجه الإسلام الوضئ .
لكن الغافلون والمفسدون والمستندون على جدار السلطة لا يكترثون. هل رأيتم أو سمعتهم بشخص ما إختلس مليارا ليطعم اطفاله الجوعى وجبة من غالب قوت أهل البلد. إن المعتدين على المال العام يسكنون في منازل فخمة ويركبون سيارات فارهة ولديهم هواتف ثمينة والأدهى لديهم المليارات في ارصدتهم في المصارف داخل وخارج السودان. لا يختلس رجل الشارع العادي بل مسئول يملك أضعاف قوت يومه وفي الغالب يسكن في منزل فاخر يمتلكه ويقود سيارة فاخرة وهاتف ذكي ثمين وله رصيد في البنك. . للاسف بعض الناس يخاف القانون اكثر من خوفه من خالقه. لتحاسب الحكومة المفسدين بالقانون.فهم يأخذون أموال كان يجب ان تذهب للتربية والصحة والتنمية.على الحكومة تفعيل القوانين لتحقيق الردع الخاص الذي يوقفهم والردع العام الذي ينذر غيرهم. وبينما تتراكم ديون السودان وتصل الفوائد إلى ضعفي أصل الدين فإن تقارير المراجع العام تحمل كل عام ارقام للمليارات المنهوبة. وهي أموال كانت كفيلة بسداد بعض تلك الديون أو على الأقل المساومة على تخفيضها. لابد ان يعرف المعتدون على المال العام انهم مسئولون ومحاسبون.لابد ان يعرف هؤلاء انه لا حماية لهم وهم يكررون نفس الأخطاء ويهدرون وقت ومال الشعب. يبنون العمائر الفاخرة من مال الفقراء ومن وجبات تلاميذ ضعفاء ومن رسوم الأدوية ومن عرق المزارعين الكادحين ومن يوميات العمال المتْعَبين والبسطاء والفقراء . بعض المحليات تتحصل على أموال من المدارس.في بعض الحالات من تلاميذ صغار يدفعون ثمن إفطارهم خوفا من الجلد.
في قصيدته(مناقيش العدالة) يقول شاعر الإنسانية حميد:
كلما مرقت غبينة تمشي لا داخل عروقك.
أي ترتاح ملامح المتعبين من الظلم. يمكن تحقيق العدالة بتفعيل القوانين ورفع الحصانات.
بالنسبة للعقلاء في الحزب الحاكم فإنه لا يمكن جر ثمانية وعشرين سنة للوراء ولكن يمكنهم جر انفسهم من الموضع الذي وضعهم فيه كثير من اخوانهم بالأنانية والإنتهازية والتخبط والعشوائية.
نقترح إدارة من أناس شرفاء يتبعون مجلس الوزراء و يخافون الله وحده. الله لا يحب الفساد. موظفون يطوفون بإستمرار على الوزارات والمؤسسات الحكومية يقراءون التقارير ويقارنون الخطط والميزانيات باالأعمال المتحققة فعليا. والتأكد من مطابقة الميزانية مع المنجز الفعلي. هذا يضمن عدم إدراج مشاريع سابقة بميزانيات جديدة. اي عدم صرف أموال بمشروع سابق.وفي خلال ذلك تقديم كل من إعتدى على المال العام للعدالة.
وأيضا نقترح إعادة منصب ملاحظ المدينة ليكتب عن ظواهرها السلبية. هنالك العديد من المباني القديمة التاريخية تهدم دون أن يوثق لها. وتقوم مكانها عمائر جديدة. لسنا ضد التغيير ولكن مع الأموال الضخمة في أيدي البعض مما لا يكترثون لتاريخ السودان ربما كان من الأفضل معرفة اصول هذه الأموال التي تريد ان تدفن التاريخ وتنتصب مكانه.
ليس بعيدا عن الزمن ربما يجب ان نبدأ بلائحة تمنع وقوف المركبات العامة لأكثر من ثلاث دقائق في المحطات الوسطية. ان هذا يوفر زمن الناس ودقيقة واحدة في آلاف الأشخاص تعني توفير ملايين الدقائق كل عام. جل هذا الوقت مهدر من الدولة.
وحتى نوقف فكر الأزمات والحلول العاجلة والتدابير المؤقته .ستبدأ المرحلة الجديدة في مسيرة السودان بعون الله في 2021. أي بعد الإنتخابات وتداعياتها .على القوى السياسية والمفكرين والمنظرين والباحثين والمهتمين وكل السودانيين ان يستعدوا لها مبكرا.
نسأل الله التوفيق والسداد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. .

    البكور ….
    بعد تعديل الساعة وارجاعها لوضعها الطبيعي ….. هناك الكثير من اللبس والغموض في فهم وتفسير هذا القرار …..
    اتساءل ما هو التغيير الحقيقي الملموس الذي استفاد منه المواطن ……وأخص بالذكر الطلبة والتلاميذ الذين تضرروا كثيرا من البكور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ولأضرب لكم مثلا: الترحيل الصباحي كان يأتي الى المنزل الساعة 6:30 صباحا قبل 1/11 ….. أي بعد أقل من ساعة من موعد صلاة الفجر حينها يكون الظلام دامسا …… ثم استبشرنا خيرا بعد تعديل الزمن أن يتم تصحيح الوضع الى ما كان عليه قبل البكور وتعديل الساعة …..
    وضعت في حسابي ان الترحيل بعد تغيير الساعة سيأتي الساعة 6:30 حسب التغيير الجديد فإذا بي أفاجأ به يأتي الساعة 5:30 بتوقيت ما بعد 1/11 ……
    اتصلت بكل ادارات المدارس التي يدرس فيها ابنائي وبناتي ( ثانوية واساس )وكان هذا هو مفهومهم … تغيير الساعة فقط … واجابني احد المدراء انو المواعيد قبل 1/11 كانت الساعة 8:00 الان المواعيد الساعة 7:00 . واحدهم قال لي انت لم تفهم القرار وهو فقط اعادة التوقيت وليس تعديل مواعيد العمل والدراسة .
    إذا ما الفائدة من تعديل الساعة مع الإصرار على البكور الذى تضرر منه ابناءنا وعانوا منه كثيرا ؟ هل الغرض هو فقط تصحيح الساعة مع الإبقاء على هذه المعاناة لأطفالنا ؟؟؟؟؟ إن كان كذلك فاننا لسنا بحاجة إلى إعادة الساعة اسميا فقط…. أفتوني يرحمكم الله!

    .

  2. .

    البكور ….
    بعد تعديل الساعة وارجاعها لوضعها الطبيعي ….. هناك الكثير من اللبس والغموض في فهم وتفسير هذا القرار …..
    اتساءل ما هو التغيير الحقيقي الملموس الذي استفاد منه المواطن ……وأخص بالذكر الطلبة والتلاميذ الذين تضرروا كثيرا من البكور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    ولأضرب لكم مثلا: الترحيل الصباحي كان يأتي الى المنزل الساعة 6:30 صباحا قبل 1/11 ….. أي بعد أقل من ساعة من موعد صلاة الفجر حينها يكون الظلام دامسا …… ثم استبشرنا خيرا بعد تعديل الزمن أن يتم تصحيح الوضع الى ما كان عليه قبل البكور وتعديل الساعة …..
    وضعت في حسابي ان الترحيل بعد تغيير الساعة سيأتي الساعة 6:30 حسب التغيير الجديد فإذا بي أفاجأ به يأتي الساعة 5:30 بتوقيت ما بعد 1/11 ……
    اتصلت بكل ادارات المدارس التي يدرس فيها ابنائي وبناتي ( ثانوية واساس )وكان هذا هو مفهومهم … تغيير الساعة فقط … واجابني احد المدراء انو المواعيد قبل 1/11 كانت الساعة 8:00 الان المواعيد الساعة 7:00 . واحدهم قال لي انت لم تفهم القرار وهو فقط اعادة التوقيت وليس تعديل مواعيد العمل والدراسة .
    إذا ما الفائدة من تعديل الساعة مع الإصرار على البكور الذى تضرر منه ابناءنا وعانوا منه كثيرا ؟ هل الغرض هو فقط تصحيح الساعة مع الإبقاء على هذه المعاناة لأطفالنا ؟؟؟؟؟ إن كان كذلك فاننا لسنا بحاجة إلى إعادة الساعة اسميا فقط…. أفتوني يرحمكم الله!

    .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..