أخبار السودان

الإسلامويين والإسلامفوبيا .. الحقيقة والخداع!

· فى السودان وحتى اليوم يقمع ويمنع فكر “إسلامى” معتدل يدعو للسلام وللمحبة بين كل الناس على إختلاف معتقداتهم مثلما يدعو للحرية وللديمقراطية.

· وياحكم القساوسة من وقت لآخر وتهدم الكنائس، بينما يسمح بالإنتشار للأفكار “الإسلاموية” الإرهابية المتطرفة والمتخلفة التى تحرض على قتل الآخر بناءا على “هويته” الدينية، بل يسمح لتلك الأفكار بأن تتمدد وتحكم وأن يتقبلها العالم ويتعامل معها.

· ثم يقال أن السودان فيه حرية أديان وفيه ديمقراطية لا تتوفر للكثير من دول العالم!

· اقول بالفم المليان أن أى نقطة دم تراق فى دول “الغرب” بواسطة إرهابى “إسلاموى”، فالأنظمة الحاكمة فى تلك الدول هى المسئولة عنها أخلاقيا وقانونيا تماما الى جانب المجرمين.

· والإسلاميين الذين ينتقدون سلوكيات “جماعتهم” وأحزابهم ويخرجون عليهم، حالهم يشبه حال ملاكم يمارس اللعبة من خارج الحلبة.

· فالنقد يجب أن يوجه للفكر وللمنهج وللمنبع الذى أخذوا منه.

· أما الليبرالى والديمقراطى، الذى لا توجد لديه مشكلة مع “أحكام” الشريعة ويتعامل مع ذلك الأمر فى بإستهانة، فهو مثل الذى يقدم “للإرهابى” سكينا ويسلمه رقبته.

· أما أكثر الناس جهلا فهو الذى يقول لك من حق تلك الأفكار والجماعات التى تعتنقها أن تتمتع بالديمقراطية مثل غيرها من الأحزاب.

· وهم لا يؤمنون بتلك الديمقراطية ويستخدمونا كوسيلة توصلهم للحكم ثم لا يتنازلون عنه مهما أخفقوا وفسدوا وفشلوا.

· وإذا كان من حق تلك الجماعات أن تحكم، فهذا يعنى من حق الفكر “النازى” أن يحكم كذلك.

الشاهد فى الأمر .. كلمة فوبيا ? Phobia?معناها العام، هو الرهاب او الخوف من المجهول في امر ما، أو أنه خوف كامن، مزمن غير مبرر ( غير منطقي ) من شيء أو مكان أو سلوك معين، يؤدي لقيام المريض بمحاولات واضحة للهروب من موقف، لمواجهة الشيء أو الظرف الذي يعتبره المريض خطرا على حياته.
لكن تلك الكلمة حينما تقنرن بكلمة “الإسلام” وتصير “إسلامفوبيا” اصبحت تعنى معنى سالبا يسخر من الآخر ويسفه تصرفاته حيال الإسلام والمسلمين ، بمعنى ” الأسلامفوبيا” اصبحت عند المسلمين تعنى “الخوف” غير المبرر منهم ومن “إسلامهم”.
فهل ذلك صحيح أم أن “الخوف” من المسلمين له مبرراته خاصة فى دول الغرب وفى صعوبة منح التأشيرات للكثيرين وفى شكل السفارات الغربية التى اصبحت اشبه بالثكنات العسكرية؟
الحقيقة التى يجب أن نعترف بها أن شعوب تلك الدول اصبح لها الحق فى الشعور بالخوف وعدم الطمأنينية من “مسلم” يسكن بجوارهم فى حى من الأحياء أو فى مدينة من المدن لأن ذلك الشخص الوديع الطيب، يمكن أن يتحول فى أى لحظة وحش كاسر والى إرهابى ومتطرف يقتل ويسفك الدماء دون مبرر مفهوم أو معلوم لديهم، فما هو السبب فى ذلك؟
بكل وضوح ودون مواربة أو الإدلاء بعبارات اصبحت محفوظة مثل “الإسلام دين السلام .. والمسلمين والإسلام أبرياء من هؤلاء الإرهابيين” وهكذا .. ثم بعد ثانية واحدة من يقل مثل ذلك الكلام سوف تسمعه يقول لك “شريعتنا” صالحة لكل زمان ومكان إذا كان يعرف ماذا تقول تلك “الشريعة” أو لا يعرف.
سوف أستعرض لاحقا النصوص التى تقول بها تلك الشريعة، لنبين “التناقض” الذى يعيش فيه غالبية المسلمين اليوم وكيف أنهم يرفضون أحكاما تدعو “للسلام” وللمحبة وللمساواة مع الآخرين، ويعملون بالنصوص والأحكام التى تجعلهم فوق الآخرين وتبيح لهم قتلهم وإراقة دمائهم وإسترقاقهم.

فى الكون كله يوجد اليوم ثلاثة أصناف من المسلمين على مختلف مذاهبهم وطوائفهم مع بعض الإختلافات الطفيفة أو الكبيرة داخل كل صنف.

عندنا فى السودان مثلا، نموذج “للصنف الأول” الذى لا يختلف كثيرا عن قرنائه وأمثاله فى باقى الدول الإسلامية أو العربية.

ذلك الصنف “مسلم” عادى بسيط مهما وصل مستوى تعليمه يذهب الى عمله مثل جميع البشر ويتزوج ويتناسل ويربى أطفاله ويؤدى صلواته أو لا يؤديها “تكاسلا”، يصوم إذا جاء شهر رمضان، قد يهتم بإخراج الزكاة أو لا يهتم بها إذا كان له مال لكنه لا يمكن أن يفرط فى زكاة “الفطر” أو فى صلاة التراويح مثلما لا يفرط فى الأضحية إذا جاء العيد “الكبير” وقد يكون إهتمامه بأكل “الشية” أكثر من كونها سنة مؤكدة بحسب الفهم التقليدى، وإذا كان لديه مال يمكن أن يحج مرة أو مرتين وربما أكثر من ذلك خاصة إذا تقدم به العمر، وهو يعتبر الحج بمثابة “إستيكة” تمسح كل ذنوبه وخطاياه التى إرتكبها من قبل، كبرت أم صغرت بمجرد وصوله الى أرض الحرمين والبدء فى أداء الشعائر المعروفة وقد يذهب لذلك الحج وهو قد أخطأ فى حق شخص دون أن يعتذر له أو يطلب منه السماح وقد يذهب لذلك الحج ويقوم بجميع الإجراءات ويشترى تذكرة الطيران وهو مطلوب “دين” لشخص يحتاج ذلك المبلغ حاجة ماسة.

ثم يتم أجل ذلك الشخص ويتوفاه الله كحال الكثيرين مثله، ذلك النوع كما أوضحت مسلم “عادى بسيط” غير متبحر كثيرا فى الدين لذلك لا يأتى اذى من جانبه على الآخرين لأنه لا يفكر فى إرغامهم بالعنف اللفظى أو اليدوى و يجبرهم على إتباع ملته وفى تعريف الصنف الثانى الذى سوف أتحدث عنه هذا المسلم “قاعد” أى غير مؤد لفريضة “الجهاد”، إستنادا على الفقه المأخوذ من الحديث الذى يقول “فضل المجاهد على القاعد درجة”. و”قاعد” هذه فى باطنها معنى “تحقيرى”، بالمعنى البلدى مسلم “خائب” وقد يتعرض هو نفسه لأذى يصل درجة القتل وإستباحة دمه من الصنف الثانى “المجاهد” الذى سوف أتحدث عنه، كما حدث للشهيد “عباس” السودانى سائق الدبلوماسى الأمريكى “غرنفلد” فى الخرطوم، الذى قتل معه بإعتباره “موال” للكفار ويعمل فى خدمتهم.

وفى “الشريعة” هذا أمر محرم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية الذين يعمل بفكره وفتاويه أغلبية المسلمون “السلفية” وهنا أقصد كل من يؤمن “بالدين التقليدى”قال من مختلف الفرق والنحل والطوائف.
في مجموع الفتاوى (18/300)، بعد ذكر قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء” إلى قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ…”: “فالمخاطبون بالنهي عن موالاة اليهود والنصارى هم المخاطبون بآية الردة، ومعلوم أن هذا يتناول جميع قرون الأمة، وهو لما نهى عن موالاة الكفار وبين أن من تولاهم من المخاطبين فإنه منهم، بيَّن أن من تولاهم وارتد عن دين الإسلام لا يضر الإسلام شيئاً”.

وقال ابن القيم كذلك في أحكام أهل الذمة (1/195، ط. رمادي للنشر): “إنه سبحانه قد حكم ولا أحسن من حكمه أنه من تولى اليهود والنصارى فهو منهم (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم”.
فتاوى العلماء:
وقد أفتى عدد من العلماء – قديما وحديثاً – بأن من تولى الكافرين من المسلمين وظاهرهم على المسلمين، فهو كافر مثلهم.
الشاهد فى الأمر هذه نصوص واضحة تبين للمسلم “التقليدى” كيفية تعامله مع “غير المسلمين”، فهل هذه “فوبيا”؟

وهل نسئ للإسلام حينما نعرض تلك “النصوص” أم نحن نبين ذلك “الفكر” وندعو لإيجاد “حل” يجعل المسلم يعيش مع مواطنه الآخر أو أن يعيش فى بلد غير بلده على نحو متساو وبصورة مسالمة لا تجعله يشعر بالخوف والرهبة، اصبح فى ثقافة اليوم يعرف هذا الشكل من التعائش داخل بلد واحد “بدولة المواطنة”؟

أما فى الدول الأخرى، التى تساوى فى المعاملة بين الأديان وتقف منها مسافة واحدة، فإذا لم يعجب ذلك المسلم حاله وعاداته وإحتفالاته، فما هو الشئ الذى يجبره أن يبقى فى تلك الدول، طالما يرى “شريعته” صالحة لكل زمان ومكان؟

وها هى شريعته وبالدليل العملى تنهاه من البقاء فى تلك الدول.

الإقامة فى بلد الكفار:
منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب
إقامة المسلم في بلاد الكفر، قد أفتى أهل العلم بأن الأصل عدم جوازها ، وذلك للآتي :
1- ورود الأحاديث النبوية بالنهي عن إقامة المسلم في بلاد الكفر، والأمر بمفارقة الكفار ؛ ومن ذلك :
ما ورد عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : “أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ” رواه أبو داود ” 2645 ” ، والترمذي “1604”، وصححه الألباني في ” إرواء الغليل ” (5 / 29 ? 30 ) .
من هذه النقطة يكون مدخلنا “للصنف الثانى” من المسلمين، الذين يدخل أحدهم “بسيارته” فى مجموعة بالدول الغربية قاصدا قتلهم محققا لفريضة “الجهاد” ظنا منه أنهم “كفار” مع أن بقائه من الأساس كما أوضحت أعلاه غير جائز فى بلاد الكفر !!

ذلك “الصنف” الغريب فى الأمر لم يكن متواجدا فى السودان على نحو كثيف أو طفيف كما هو عليه الحال اليوم وحتى بداية السبعينات، فقد كان أهل السودان أقرب “للتصوف” وثقافته مع وجود أعداد غير كثيرة من الإخوان المسلمين والوهابية.

وهؤلاء هم النواة الحقيقية للصنف الثانى وللمسلم “المتشدد” هؤلاء جميعا يمثلون قاعدة التطرف التى فى قمتها “الدواعش” الذين سبقتهم “القاعدة”.

هؤلاء تجد إما أنهم درسوا فى المعاهد والجامعات الإسلامية السودانية أو فى الجامعات السعودية أو أنهم درسوا فى الأزهر بمصر.

بالأمس قال الإعلامى “عمرو أديب” فى برنامجه اليومى “إن معظم الأراء والفتاوى المتشددة خرجت من الأزهر”. وحقا الذى قاله، فغالبة “مناهج” الأزهر حتى بعد “تنقيحها” تدرس الشباب التطرف وكراهية غير المسلمين، على سبيل المثال كتابى “الإقناع فى حل الفاظ ابى شجاع” وكتاب ثان إسمه “الإختيار لتعليل المختار” الذى يحلل أكل لحم الكافر وقتل المرتد.

بعض آخر من أفراد المجموعة المنتمية لهذا الصنف إما أنهم حصلوا على دروس فى المساجد والزوايا التى تدرس “الفقه” المتشدد خاصة فتاوى “أبن تيمية” أو أنهم إنتموا لجماعات “الإسلام السياسى” بأشكالهم وطرقهم المختلفة خاصة “جماعة” الإخوان المسلمين، التى تعتمد على كتب وفتاوى “سيد قطب” وتلميذه المخلص “يوسف القرضاوى” .. أو انهم بذلوا مجهودا من أنفسهم وقرأوا كتب الفقه “المتشدد” أو إستمعوا اليها فى الأشرطة المسجلة.

ومن أمثلة أراء سيد قطب الخطيرة أنه قسم العالم كله الى صنفين ، مسلمين كفار، المسلمين هو الإخوان المسلمين والكفار يدخل فى زمرتهم حتى كثير من المسلمين الذين يشهدون بالا اله الا الله وأن محمد رسول الله!

فإذا كان الأمر كذلك، فهل توجد فى “الغرب” فوبيا من الإسلام وأن المسلمين يضيق عليهم بغير وجه حق أم هناك نصوص وفتاوى تحرض على القتل وإراقة الدماء وفرض “عقيدة” معينة على شعوب تلك الدول؟

هذا النوع “الصنف الثانى” من المسلمين، خاصة الذين يعيشون فى دول “الغرب” توقع أن ياتى الخطر من جانبه فى اى لحظة وقد يكون حتى الأمس القريب جار مسالم طيب وودود أو رفيق عمل مخلص فى عمله ومعاون لزملائه، لكنه قرر أن “يتوب” وأن يفعل فريضة “الجهاد” وأن يدخل الجنة فيتناول أقرب وسيلة تحقق له غرضه “بندقية” كانت أو “قنبلة” أو سكين أو أنه يقود شاحنة أو سيارة صغيره، فشاهد مجموعة من أهل ذلك البلد، إما أن قتلهم بسلاحه أو دخل فيهم بسيارته ظنا منه أنهم غير مسلمين ولا يهتم كثيرا إذا كان بينهم مسلمين، فهؤلاء لديه فتاوى تقول له أنك لن تعاقب بسببهم وسوف يبعثون على نيتهم.

هذا النوع يشعر بسعادة غير عادية لما فعله، قتل على التو أو تم إعتقاله لأنه بذلك قد أدى كافة الفرائض التى ختمها آخيرا “بالجهاد” وسوف يحقق أمنيته الغاليه، إذا قتل أو أعدم بزفافه فورا الى 70 بنت حور وسوف يبقى خالدا مخلدا فى الجنه يخدمه “غلمان” بأكواب من ذهب يقدمون له اللبن والعسل والخمر الألهى المعتق ويستمتع باكل بالفواكه التى لا شبيه لها فى الدنيا ولحم طير مما تشتهى الأنفس.

فما هى النصوص والاحاديث التى تدعم هذا القاتل وتجعل فعله مشروعا ومرضى عنه من قبل الأله ولذلك لا يمكن أن يسمع أو يقتنع بنصوص أخرى تدعو “للتسامح” والمحبة قيل له أنها نسخت وأبطلت أحكامها بعد 13 سنة من بعث الإسلام وبعد الهجرة للمدينة؟

النص الأول الذى يبين كيفية التعامل مع المشركين وعليه تعمل داعش والقاعدة وجبهة النصرة وبوكو حرام وحماس والإخوان المسلمين وكل مسلم تقليدى قرر أن يلتزم شريعته:

“فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
ويدعم ذلك النص الحديث النبوى الذى يقول:
“عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى) متفق عليه.
أما بالنسبة لأهل “الكتاب” والمقصود بهم “المسيحيين” و”اليهود” وإن كان معتنق الدين الآخر لا يجد نفس “القدر” الضئيل من المعاملة التى يجدها المسيحى.
النص يقول: “قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ”.
ومن السيرة التى وردت من التراث ومن أكثر شخصية عرفت فى التاريخ الإسلامى كله ذكر:
“أن أبا موسى رضي الله عنه وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه كاتب نصراني فأعجب عمر رضي الله عنه ما رأى من حفظه فقال قل لكاتبك يقرأ لنا كتابا قال إنه نصراني لا يدخل المسجد فانتهره عمر رضي الله عنه وهم به وقال لا تكرموهم إذ أهانهم الله ولا تدنوهم إذ أقصاهم الله ولا تأتمنوهم إذ خونهم الله عز و جل”.
فإذا كان الأمر كذلك، فهل “الغرب” يشعر بفوبيا غير مبررة تجاه الإسلام والمسلمين أم معهم حق؟
وهل نسئ للإسلام حينما نبين هذه المعلومات وهذه النصوص الواضحة، التى نقول بأنها كانت أكمل ما يكون الكمال ومناسبقة وملائمة لثقافة ذلك العصر، لكنها لا تناسب عصرنا الحالى والدليل على ذلك أن “المسلمين” التقليديين “القاعدون” كلهم يرددون بشفاههم أن شريعتهم صالحة لكل مكان وزمان، لكنهم عمليا يستنكفون العمليات التى تحدث وتزهق فيها الأرواح وتراق الدماء ويصفون من يقومون بها بأنهم “إرهابيون” ومتطرفون مع أنهم يطبقون نصوصا ويلتزمون بها.
أما بخصوص اسرى الحروب ومعاملتهم، فقد نصت إتفاقية جنيف بشأن اسرى الحرب التى صدرت فى 12 أغسطس 1949 ، والتى نكتفى بثلاثة بنود منها تقول كالتالى:
المادة 13
“يجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات. ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبب موت أسير في عهدتها، ويعتبر انتهاكا جسيما لهذه الاتفاقية. وعلي الأخص، لا يجوز تعريض أي أسير حرب للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني أو لا يكون في مصلحته.
وبالمثل، يحب حماية أسرى الحرب في جميع الأوقات، وعلي الأخص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير.

وتحظر تدابير الاقتصاص من أسرى الحرب”.
المادة 14
“لأسرى الحرب حق في احترام أشخاصهم وشرفهم في جميع الأحوال.

ويجب أن تعامل النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن. ويجب علي أي حال أن يلقين معاملة لا تقل ملاءمة عن المعاملة التي يلقاها الرجال.

يحتفظ أسرى الحرب بكامل أهليتهم المدنية التي كانت لهم عند وقوعهم في الأسر. ولا يجوز للدولة الحاجزة تقييد ممارسة الحقوق التي تكفلها هذه الأهلية، سواء في إقليمها أو خارجه إلا بالقدر الذي يقتضيه الأسر.”
المادة 15
“تتكفل الدولة التي تحتجز أسرى حرب بإعاشتهم دون مقابل وبتقديم الرعاية الطبية التي تتطلبها حالتهم الصحية مجانا”.
ثم تعالوا لنرى كيفية معاملة اسرى الحرب فى الشريعة الإسلامية:

“مصير الأسري فى الاسلام من موقع شبكة الألوكة.”

1- مذهب الحنفية: أن الإمام أو نائبَه في الجهاد مخيَّر بين أمرين: إما القتل وإما الاسترقاق، وليس له أن يمنَّ عليهم بدون مقابل أو بمقابل.
2- مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل: أن الإمامَ مخيَّرٌ في الأسرى بين أحد أربعة أمور: إما القتل، وإما الاسترقاق، وإما الفداء بمال أو أسرى، وإما أن يمنَّ عليهم.
3- مذهب المالكية: ذهب المالكية إلى أن الإمام مخيَّر فيهم بخمسة أمور: القتل، أو الفداء، أو الاسترقاق، أو الجزية، أو المن.
4- مذهب بعض التابعين – كالحسن البصري وعطاء وسعيد بن جبير -: عدم جواز القتل، وأن الإمام مخيَّر بين المنِّ والفداء.
· المحور الثاني: أدلة كل فريق:
1- الحنفية: قال الماوردي: وقال أبو حنيفة: يكون الإمام مخيرًا بين شيئين: القتل أو الاسترقاق، وليس له المنُّ ولا المفاداةُ بالمال.
· وذكر محمد بن الحسن الشيباني في شرح السير الكبير: أن الإمام بالخيارِ في الرجال من أُسارى المشركين بين أن يقتلَهم وبين أن يسترقَّهم.
· واستدلوا على القتل بالأدلة التالية:
1- من القرآن: يقول – تعالى -: ﴿فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ﴾ [الأنفال: 12]، وهذه الحالة – أي: الضرب فوق الأعناق – لا يتمكَّن منها الضارب إلا إذا كان المضروبُ متمكَّنًا منه حتى يظهر المفصلُ.
2- من السنة: أن النبي أمر بقتل عقبةَ بن أبي مُعَيْط، والنضر بن الحارث يوم بدر.
3- من السيرة النبوية: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قتل يهود بني قريظة بعد أن أسرهم.؛ فاستدلوا على هذا بفعل النبي “صلى الله عليه وسلم”.
فهل تتملك “الغرب” إسلامفوبيا، أم أنها نصوص واضحة وقطعية تحرض على قتل الأسير وإسترقاقه؟
وهل نسئ للإسلام كما يدعى بعض “الجهلاء” حينما نعرض هذه الحقائق دون دون خجل ونختلف عنهم، فى أننا نقول أن احكام الشريعة تلك كانت أكمل ما يكون الكمال فى وقتها، لكنها لا تناسب إنسانية هذا العصر كما ثبت عمليا؟
نواصل لنقول، ضمن هذا الصنف الثانى توجد مجموعة هى أخطر البشر حيث تتمتع “بذكاء” الخبث والمكر والدهاء، وهى لا تمارس ذلك “الجهاد” والقتل وإراقة الدماء بيديها وهم قادة هذا الفكر الإرهابى المتطرف، لكنهم الممولون والمحرضون علي إرتكاب تلك الجرائم هدفهم الوصول للسلطة لفرض دولة “الخلافة” التى لا يهمهم منهجها كثيرا ، كلما فى الأمر أنها تجعلهم يسيطرون على تلك السلطة حتى قيام الساعة ويستحوذون على الأموال والثروات بإسم “الدولة الدينية” ومن أجل الحفاظ عليها بالنصوص أوردتها أعلاه وبنصوص أخرى تحرم الخروج على “الحاكم” ولو فى مجرد مظاهرة سلمية أو وقفة إحتجاجية مثل النص الذى يقول ” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ “.

أولئك القادة فى أغلبهم متعلمين على درجات متفاوتة، منهم الذى حصل على درجات عليا حقيقة ومنهم من زور شهادة أو إشتراها .. هؤلاء تلاحظ أنهم يرتدون زيا أفرنجيا راقيا وهم الذين يتواصلون مع قيادات الأنظمة الغربية ويتحدثون اليهم بلسان معتدل لا يعكس نواياهم الشريرة وطريقة تعاملهم مع شعوبهم فى الداخل، وقادة الإنظمة الغربية إما أنهم يجهلون حقيقة فكر هذه الجماعات وسلوكياتها أو أنهم “يستغلونهم” ويستفيدون منهم لتمرير أجندتهم فى الدول المختلفة وإستخدامهم أحيانا “كمخبرين” على بعضهم البعض.

قبل عدة ايام نشر خبر عن فتح بلاغات تجسس ضد سوادنين يعملان فى إحدى السفارات السودانية أمدوا الأمريكان بمعلومات.

المؤسف أؤلئك الإدرات الغربية، غير مهتمة كثيرا “بالضحايا” الذين تزهق أرواحهم وتراق دمائهم، إذا كانوا من مواطنيهم ومن غير مواطنيهم.

وهؤلاء يتعاملون مع قادة الحركات والتنظيمات “الإسلاموية”، الذين يقودون الحملات الشرسة تجاه أى قوانين تسن لحماية تلك الدول من الإرهاب والتطرف مرددين حديثهم الكذوب المتكرر عن “الإسلامفوبيا” التى يعانى منها الغرب مستخدمين علاقاتهم وصلاتهم بدول وجماعات إسلامية لها قدرات مالية وإعلامية، لكى تساعدهم فى الوقوف ضد أى إجراءات إحترازية تفرض على جاليات إسلامية “تقليدية” فى دول الغرب لا يستبعد خروج “متطرف” من بينها تتلمذ على ايدى “علماء” يؤمنون بتلك النصوص التى أوردتها عن مشروعية الجهاد وحقهم فى قتل غير المسلم.

المدهش فى الأمر ينخدع لتلك الحملات ويتبناها بعض بسطاء “المسلمين” فى تلك الدول وخارجها وهم كل علاقتهم بالأسلام شبيهة بالحالة التى عليها الصنف الأول الذى ذكرته أعلاه، فهم يذهبون الى إشغالهم يعملون ويهتمون بتربية أبنائهم ويؤدون صلواتهم أو لا يؤدونها ويصومون ويحجون ويضحون لكنهم لا يعرفون ماذا تقول الشريعة الإسلامية بالتفاصيل ولماذا يرتكب من يقعون فى الصنف الثانى وقادتهم جرائما إنسانية بشعة تسئ للإسلام والمسلم المعتدل عن وعى وفهم وله منهج ومرجعية تجعله ملتزما ذلك الإعتدال وهو “الصنف” الثالث من المسلمين، ومرجعيته تلك بكل بساطة تتمثل فى إلتزام “اصول” القرآن التى نزلت فى مكة خلال 13 سنة وهى تمثل ثلثى القرآن ومن أمثلتها ” وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” ومن أمثلتها “أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن” ومن أمثلتها “فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر”.

الذى أود أن اقوله فى الختام يرضى من يرضى ويغضب من يغضب، لا يوجد شئ إسمه “إسلامفوبيا” وكثير من القادة الغربيين “مخدوعين” ومضللين لأنهم إذا أحتاجوا لمعلومات وإرشادات تعينهم على فهم “الإسلام” وكيفية التعامل مع الإنسان المسلم ومن يسمحوا له بالدخول لدولهم ومن هو النوع الخطر الذى يجب أن يمنع، فإنهم يلجأون لتلك النوعية المشتددة، الدارسة للشريعة وللفقه والمؤمنة “بالجهاد” وبقتل الكفار وهى لن تملكهم المعلومات الصحيحية.

فما هى تلك المعلومات الصحيحة بكل بساطة؟

هى أن أى “مسلم” يؤمن بحتمية تطبيق الشريعة التى فرضت فى القرن “السابع” وكانت مناسبة لأهل ذلك الزمان، ويعمل لتطبيق تلك الأحكام، فى داخله جرثومة “إرهابى” متطرف وخطير ينتظر لحظة إتخاذ قرار “التوبة” للإنتقال للعالم الآخر لكى يلتقى بالسبعين حورية اللاواتى فى إنتظاره فى شوق ووله.

ومن ينازع فى هذا الأمر فعليه أن ينفى وجود تلك النصوص التى أورتدها وأن بين إذا كانت صحيحة أم لا .. وهى التى تدعم الإرهاب والتطرف وتجعل منه جهادا مقدسا.

تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مشكلة تاج السر أته غير أمين في اتهاماته
    و لكم هذا عن الحنفية:
    أما الحنفية فقد قصروا التخيير على ثلاثة أمورٍ فقط: القتل، والاسترقاق، والمن عليهم بجعلهم أهل ذمةٍ على الجزية، ولم يجيزوا المن عليهم دون قيدٍ، ولا الفداء بالمال إلا عند محمد بن الحسن بالنسبة للشيخ الكبير، أو إذا كان المسلمون بحاجةٍ للمال .

  2. الجهاد ماض الى يوم القيامة .
    و بالمناسبة حتى الدول التي يجري تاج السر خلف ثقافتها تؤمن بما يقابل الجهاد في ثقافتهم , فهذه الولايات المتحدة تحرص على ان تكون ميزانية دفاعها او حروبها ضعف الدولة التي تليها على اقل تقدير , فلماذا؟؟؟ و لماذا تحتفظ الدول الكبرى باسلحة دمار شامل يمكن ان تدمر كل البشر مرات عديدة اي لو فرض ان اعداد البشر الان اضعاف العدد الحالي , فلماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    احترموا عقولنا !!!!!!!!!!!!!!

    قال تاج السر : ((ومن ينازع فى هذا الأمر فعليه أن ينفى وجود تلك النصوص التى أورتدها وأن بين إذا كانت صحيحة أم لا .. وهى التى تدعم الإرهاب والتطرف وتجعل منه جهادا مقدسا ))

    من الغريب ان الكاتب المحترم يذهب الى موقع واحد في النت و بأخذ منه البضاعة التي يريد ثم يأتي و ينشر , مع أن المنهج السليم في هذه الاحوال هو تتبع الاقوال و الروايات و الاعتماد على امهات الكتب و ليس على خبر اشبه بالمقال المختصر !!!!!!!!!!
    اليك أيها الناصح نقلا من موقع على النت هو المشكاة عن قول الحنفية في الاسرى حيث يتضح ان لهم ثلاثة خيارات و هذه الخيارات -لمن لا يعلم- تبنى على المصلحة العامة للأمة و على مدى نوعيةالعلاقات مع العدو فيما سبق من الايام.
    (أمّا الحنفيّة فقد قصروا التّخيير على ثلاثة أمورٍ فقط : القتل ، والاسترقاق ، والمنّ عليهم بجعلهم أهل ذمّةٍ على الجزية ، ولم يجيزوا المنّ عليهم دون قيدٍ ، ولا الفداء بالمال إلاّ عند محمّد بن الحسن بالنّسبة للشّيخ الكبير ، أو إذا كان المسلمون بحاجةٍ للمال . وأمّا مفاداتهم بأسرى المسلمين فموضع خلافٍ عندهم .) انتهى

  3. مشكلة تاج السر أته غير أمين في اتهاماته
    و لكم هذا عن الحنفية:
    أما الحنفية فقد قصروا التخيير على ثلاثة أمورٍ فقط: القتل، والاسترقاق، والمن عليهم بجعلهم أهل ذمةٍ على الجزية، ولم يجيزوا المن عليهم دون قيدٍ، ولا الفداء بالمال إلا عند محمد بن الحسن بالنسبة للشيخ الكبير، أو إذا كان المسلمون بحاجةٍ للمال .

  4. الجهاد ماض الى يوم القيامة .
    و بالمناسبة حتى الدول التي يجري تاج السر خلف ثقافتها تؤمن بما يقابل الجهاد في ثقافتهم , فهذه الولايات المتحدة تحرص على ان تكون ميزانية دفاعها او حروبها ضعف الدولة التي تليها على اقل تقدير , فلماذا؟؟؟ و لماذا تحتفظ الدول الكبرى باسلحة دمار شامل يمكن ان تدمر كل البشر مرات عديدة اي لو فرض ان اعداد البشر الان اضعاف العدد الحالي , فلماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    احترموا عقولنا !!!!!!!!!!!!!!

    قال تاج السر : ((ومن ينازع فى هذا الأمر فعليه أن ينفى وجود تلك النصوص التى أورتدها وأن بين إذا كانت صحيحة أم لا .. وهى التى تدعم الإرهاب والتطرف وتجعل منه جهادا مقدسا ))

    من الغريب ان الكاتب المحترم يذهب الى موقع واحد في النت و بأخذ منه البضاعة التي يريد ثم يأتي و ينشر , مع أن المنهج السليم في هذه الاحوال هو تتبع الاقوال و الروايات و الاعتماد على امهات الكتب و ليس على خبر اشبه بالمقال المختصر !!!!!!!!!!
    اليك أيها الناصح نقلا من موقع على النت هو المشكاة عن قول الحنفية في الاسرى حيث يتضح ان لهم ثلاثة خيارات و هذه الخيارات -لمن لا يعلم- تبنى على المصلحة العامة للأمة و على مدى نوعيةالعلاقات مع العدو فيما سبق من الايام.
    (أمّا الحنفيّة فقد قصروا التّخيير على ثلاثة أمورٍ فقط : القتل ، والاسترقاق ، والمنّ عليهم بجعلهم أهل ذمّةٍ على الجزية ، ولم يجيزوا المنّ عليهم دون قيدٍ ، ولا الفداء بالمال إلاّ عند محمّد بن الحسن بالنّسبة للشّيخ الكبير ، أو إذا كان المسلمون بحاجةٍ للمال . وأمّا مفاداتهم بأسرى المسلمين فموضع خلافٍ عندهم .) انتهى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..