(بكرة الركوب مجان)

الساعة 25
ضمن جولتي المسائية على الفضائيات تسقطا لمستجدات وتداعيات الأخبارمحليا وإقليميا وعالميا، إستوقفتني إحدى الفضائيات المصرية بنقلها برنامج إفتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعدد من المشروعات التنموية، لم تدهشني المشروعات في حد ذاتها، بل هي العقلية السياسية المصرية المتوازنة وإهتمامها بالمواطن ، وفي مقال سابق كتبت مرجعا تنامي الحس الوطني المصري المتعاظم وإلتفافه حول الأمن القومي الى إهتمام الدولة بمعاش الناس، وأكثر ما شد إنتباهي في مجمل المشاريع موضوع الإفتتاح، لهو المرحلة الأولى من مشروع مزرعة لتربية الأسماك على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بمنطقة بركة غليون في المحافظة، تمتد على مساحة 4 آلاف فدان، وتعد المزرعة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وقبل التوغل في الموضوع لنقف معا على الخبر.
افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امس السبت عددا من المشروعات التنموية في محافظة كفر الشيخ، المطلة على البحر المتوسط، بقيمة 4 مليارات جنيه (ما يعادل 227 مليون دولار)
ومن أبرز المشروعات، مشروع الاستزراع السمكي
إلى جانب ذلك، افتتح الرئيس السيسي مدينة صناعية خاصة بالمشروع تمتد
55فدانا وتضم 4 مصانع رئيسية، ومعملا مركزيا لقياس الجودة والحفاظ على المواصفات القياسية لجميع المنتجات ومركز أبحاث وتطوير وتدريب
ويتكون مشروع المزرعة السمكية من مرحلتين، الأولى نفذت وسيتم تربية أسماك من أصناف “اللوث، والدنيس، والقاروص، والوقار”، وستقام المرحلة الثانية على مساحة 9 آلاف فدان، وقد بدأ العمل في حفر الأحواض السمكية لهذه المرحلة
وخلال الافتتاح قدم الرئيس السيسي، الشكر لكل القائمين على المشروع، وقال: (بوجه كلامي لكل المصريين اللي أنتو شايفينه واللي هأتكلم فيه خلال الفترة القادمة خطوة على طريق، ده مش كل الطريق ولا ده هو المستهدف ولا ده الأمل)
وأضاف: المشوار اللي قدامنا طويل ومتأخرين فيه كتير، لأسباب كتير، ومحتاجين نتحرك بوعي وهمة وإخلاص وأمانة أكتر من كده بكتير
ومن المتوقع أن يؤدي مشروع المزرعة السمكية على المدى القريب إلى تخفيض أسعار الأسماك، إذ أن إنتاج المزرعة سيضخ في السوق المحلية والفائض للتصدير
يشار هنا إلى أن محافظة كفر الشيخ توفر نحو 40% من احتياجات مصر من الأسماك، وبافتتاح المرحلة الأولى سيزيد إنتاجها لـ70% من احتياجات مصر من الأسماك.
لست وحدي معتقل الدهشة .. كانت مذيعة الفضائية في حالة أقرب الى الذهول والريس يكشف عن إنتاجية المزرعة الضخمة والعجز البسيط في الإستهلاك المحلي …حقيقة ألجمتني الدهشة والرئيس السيسي يسرد كل تلكم التفاصيل و المعلومات الدقيقة المدعمة بالأرقام من (رأسو وما من كراسو) جملة معلومات وأرقام إقتصادية وفنية تتعلق بالمشاريع ظل يتلوها السيسي بلسان مصري مبين ،ولو ان الحديث عبر الإذاعة لا فضائية لخلت ان المتحدث خبير مختص في المجال، وليس زعيم سياسي لا وقت له للغوص في أعماق التخصصات… انها مصر وهذا رئيسها ورمز سيادتها المهموم بقضياهم … لذلك ينمو حب مصر في قلوب المصريين قبل نموء الأسماك في تلكم المزرعة الأكبر بالشرق الأوسط، لذلك ولذلك يظل ينمو الإحساس الشعبي هناك بالأمن القومي ، وكما لذلك يحبون “الريس” كما حبهم لعلم بلادهم، وهو ما نفتقره هنا بفضل الخطاب السياسى ومنحاه العاطفي وإلتفافه حول الأشواق ودغدغة المشاعر بـ(الحائية) إياها… قفة الملاح حتكون همنا الأساسي ، والمواطن هدفنا .. حنبني وحنسوي.. الى آخر الحوقلة… قرابة الثلاثين عاما والقوم يعلفوننا حاءات وسينات وتسويف لولبي هو أقرب الى العبارة الشهيرة مخطوطة أعلى معظم مقود المركبات العامة ـ (بكرة الركوب مجان)
وحسبنا الله ونعم الوكيل