صراع العروبة و الأفريقانية في السودان

عمود: محور اللقيا
يذكر الدكتور إدوارد سعيد في كتابه القيّم ( المثقف و السلطة ) أن : (( المثقف الحق هو من لديه أفكار يعبر عنها لغيره في محاضرة أو حديث أو مقال أو كتاب , و ان يكون مستمسكا بقيم عليا مثل الحرية و العدالة , له و لغيره , و عدم قبوله بالحلول الوسط فيما يتعلق بهذه القيم , خصوصا حين يحس أنه ما دام قد أقدم على الكتابة أو على مخاطبة جمهور ما , قد أصبح يشارك في ( الحياة العامة ) و أصبح ( يمثل ) غيره ممن لا يمثلهم أحد في دوائر السلطة , و التي تتعدد في صورها من صورة صاحب العمل الذي يمارس المثقف مهنته لديه إلى صورة الشركات التجارية التي تسعى للربح دون غيره و لا يعنيها في سبيل ذلك ضحايا الربح من الفقراء و المحرومين , إلى صورة الحكومة التي تسخّر جهازا بل أجهزة كاملة للحفاظ على مواقعها , إلى صورة الأيديولوجيات الجذابة الخادعة التي قد لا يدري العامة ما وراءها , و يقع على المثقف عبء ( تمثيل ) العامة في مقاومة أشكال هذه السلطة جميعا , لا يدفعه إلا ما يؤمن به من قيم و مباديء إنسانية عامة , لا حزبية ضيقة , أو فئوية متعصبة , أو مذهبية متجمدة , و مصرا على أن ينهض في هذا كله بدور الهاوي لا المحترف , أي الذي يصدر في أفعاله عن حب لما يفعل لا من يخدم غيره , أو يعبد ( أربابا ) زائفة سرعان ما تخذل عبّادها )) .
لقد إنطلت كثير من المفاهيم الخاطئة على الإخوة الأفارقة و جعلت معظمهم يحسون بدونية تضعهم في مرتبة أقل شأنا و رفعة عن بقية البشر مع أنهم هم يمثلون أصل الإنسان ! لقد إقتنع علماء الآثار و الجينات أن الإنسان الأول قد ظهر في أفريقيا بعد أن تم إكتشاف جماجم بشرية في أثيوبيا يعود تاريخها إلى مائة و ستين الف سنة , و يقول علماء الوراثيات الإنثروبلوجية أن الإنسان الأول قد ظهر في افريقيا و من ثم إنتشر منها إلى بقية أنحاء الأرض منذ حوالي 50 أو 60 ألف سنة و بذلك أقروا مصطلح ( الخروج من أفريقيا ) . لقد تعرف العلماء على ذلك من خلال العودة إلى الحمض النووي DNA للسلالات البشرية و خاصة إلى الكروموسومات Yالتي تحمل الجينات الذكورية و التي لديها خاصية المحافظة على النوع عكس الكروموسومات X الأنثوية فلديها خاصية التغيير . لقد أدى تتبع كروموسوم Y إلى تتبع الهجرات البشرية التي حدثت منذ سالف العصور و تأكد بذلك للعلماء أن الكروموسوم Y في جميع الرجال الموجودين اليوم على كوكب الأرض متشابها بنسبة عالية جدا مثل ما كان قبل 50 ? 60 الف سنة و بذلك اثبتوا أن جذور شجرة الكروموسوم Y موجودة في أفريقيا . هذا يثبت أن سيدنا آدم قد عاش في أفريقيا و هذا لا يتنافى مع حضوره إلى جزيرة العرب و طوافه بالكعبة كما يقال و تسمية مدينة جدة على جدتنا الأولى حواء و ذلك لأن البحر الأحمر هو عبارة عن أخدود قد ظهر حديثا .
لقد تمكن العلماء من رسم خريطة لهجرات و إنتشار الأجناس البشرية من أفريقيا منذ سالف العصور فقد أدى التزايد السكاني في أفريقيا إلى الهجرات إلى مناطق مشابهة في آسيا الوسطى عند بحر قزوين و منها تم الإنتشار غربا إلى أوربا و شرقا إلى شرق آسيا و الأمريكتين عبر مضيق بيرنج في العصور الحجرية , و الآن صار في الإمكان معرفة التاريخ السلالي لكل شخص من خلال أخذ عينة من دمه و هذا ما يداوم عليه حاليا الكثيرون من الأمريكان الأفارقة لمعرفة أصل سلالتهم و النتيجة أنهم يعودون إلى النوبيين أو الزولو ! من جانب آخر فقد توصل علماء ابحاث السرطان أن تغيير حمض أميني واحد في جين وراثي يؤدي إلى تغيير في تلوين البشرة و هذا قد دعم النظرية التي تقول أن لون الصبغة البشرة يتغير بهدف التلاؤم مع ظروف الإضاءة و لذلك فقد تغير اللون الأصلي الأسود عند الخارجين من أفريقيا الوارد ذكرهم بمرور الزمن إلى اللون الأبيض مع ظروف الإضاءة الضعيفة . لقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة عن خلق الله تعالى لسيدنا آدم من الطين الصلصال من الحمأ المسنون و هو الطين الأسود المتغير و أن الأدمة لغويا تعني البشرة السوداء .
كما ذكرت في مقالات سابقة فإن كلمة العبد اصلها باللاتينية كلمة Slave كما في الإنجليزية و هي إسم أطلقه الرومان على شعب السلاف الذي يسكن شمال روما و كانوا يستجلبون العبيد منهم و كانوا بيض البشرة . في القرنين السابع و الثامن عشر غزا الأوربيون أفريقيا التي كانت بها ممالك متحضرة و لكنهم تغلبوا على الأفارقة بقوة الأسلحة النارية و أخذوهم عبيدا بالملايين إلى الأراضي الجديدة .
كانت هنالك هجرات قديمة من الممالك الكوشية النوبية إلى شرق السودان و من ثم إلى أثيوبيا و نتج منهم البجا و الأكسوميون و تدل بعض الأبحاث أنهم قد عبروا البحر الأحمر عند مضيق باب المندب و دخلوا جنوب الجزيرة العربية , و بنفس الطريق خرجت قبيلة حبش العربية في هجرة معاكسة بعد إنهيار سد مأرب من اليمن إلى الساحل الأفريقي للبحر الأحمر , و بذلك صار هذا الساحل الأفريقي يعرف عند العرب بأرض الحبشة . كما هو معروف فإن أصل العرب يوجد في مناطق اليمن الداخلية حيث يبدون سمرا , و أن العرب الحاليين المستعربة يعود أصلهم إلى سيدنا إسماعيل الذي كان والده سيدنا إبراهيم بابليا بينما كانت أمه السيدة هاجر أميرة نوبية و بذلك فقد إنتقلت كلمات نوبية عدة إلى اللغة العربية المستعربة , وقد سعى العرب إلى تبييض ألوانهم من خلال تزاوجهم مع جيرانهم البيزنطيين و الشوام شمالا و الفرس و الآسيويين شرقا . لقد هاجر العرب بأعداد كبيرة لنشر الإسلام و الإستقرار شمالا و غربا , فوجدوا في الشمال شعوبا و قبائل عدة و كذا وجدوا غربا في شمال أفريقيا شعوبا و قبائل عدة , و الآن كل هذه المناطق هي دول عربية و سكانها يقال عليهم عرب , و التوافق هنا أراه يعود إلى التوافق اللوني فقط رغم إختلاف الأعراق و إختلاف نسبة الدم العربي ( الذي تقول جيناته أنه أفريقي ) و لننتبه لذلك ! العروبة ليست باللون كما يقول الرسول الكريم في حديث له . لذلك فإنني أرى أن صراع العروبة و الأفريقانية في السودان يمكن تجاوزه بتوسيع المدارك عن طريق الإستنارة و البعد عن التحيز الضيق .
أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم وهو التعايش السلمي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك أفريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني مما أدى لتمازجهم و كان نتاجه نحن , و أضحت هويتنا هي السودانوية . إن العودة إلى المكون السوداني العربي الأفريقي اللاعنصري تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس !
اسكت اسكت وين لقيتو العررررررررب ؟
هذا ما قاله لي صديق عراقي كان قد سالني عن صديق لي سوداني تزوج عراقية في بغداد مستنكرا
الشاهد العريس شايقي و لم يشفع له عروبته من الدخول في عراك و مضاربة مع شباب الحي كلما خرج مع عروسته و اخف ما يلاقيه من الفاظ شو الاسود المعاك شلون حلو حتى تتتزوجيه
اما صديقي العراقي فتحرى عن اصل و فصل البنت و جاني مسرورا
بان زوجه صديقي ليست عربية. بل كردية
و قال مازحا من يعطوكم عرب ؟
بدستور السودان الجديد وحده في المساواة التامة في الحقوق و الواجبات على أساس المواطنة بلا لون ولا عرق ولا قبيلة وبتطبيق القوانين المنفذة لهذا الدستور بهذا وحده ينصلح الحال بقوة القانون وما عاوزين كلام كتير ونبش في الدعاوى الفارغة عروبوية وافرقانية وخلافه كلام فاضي وتاريخيا قد تجاوزتها الأحوال وسبق أن قامت المساواة بين السودانيين وطبقت تقريباً في كل الممالك والسلطنات الوطنية السابقة وبلاش تهريج اكاديمي لشرعنة التمييز بين السودانيين بالعرق والدين نقطونا بسكاتكم واعرضوا عن هذا الهراء و لنتجه بكلياتنا نحو اسقاط النظام و وبناء السودان الجديد وتحقيقه
اسكت اسكت وين لقيتو العررررررررب ؟
هذا ما قاله لي صديق عراقي كان قد سالني عن صديق لي سوداني تزوج عراقية في بغداد مستنكرا
الشاهد العريس شايقي و لم يشفع له عروبته من الدخول في عراك و مضاربة مع شباب الحي كلما خرج مع عروسته و اخف ما يلاقيه من الفاظ شو الاسود المعاك شلون حلو حتى تتتزوجيه
اما صديقي العراقي فتحرى عن اصل و فصل البنت و جاني مسرورا
بان زوجه صديقي ليست عربية. بل كردية
و قال مازحا من يعطوكم عرب ؟
بدستور السودان الجديد وحده في المساواة التامة في الحقوق و الواجبات على أساس المواطنة بلا لون ولا عرق ولا قبيلة وبتطبيق القوانين المنفذة لهذا الدستور بهذا وحده ينصلح الحال بقوة القانون وما عاوزين كلام كتير ونبش في الدعاوى الفارغة عروبوية وافرقانية وخلافه كلام فاضي وتاريخيا قد تجاوزتها الأحوال وسبق أن قامت المساواة بين السودانيين وطبقت تقريباً في كل الممالك والسلطنات الوطنية السابقة وبلاش تهريج اكاديمي لشرعنة التمييز بين السودانيين بالعرق والدين نقطونا بسكاتكم واعرضوا عن هذا الهراء و لنتجه بكلياتنا نحو اسقاط النظام و وبناء السودان الجديد وتحقيقه