أخبار السودان

تحسين القبيح عند اهل الانقاذ بالفصيح -!!

تحسين القبيح وتقبيح الحسن , كتاب جامع من اجمل ما ابدعته العرب قام بتأليفه عبد الملك بن محمد بن اسماعيل ابومنصور الثعالبي المتوفى في العام (429
من الهجرة) حيث عكف على جمع وتمحيص كل ما قيل تبعا لفصاحة العرب واستخدامهم لأنواع الجناس والبلاغة وادب التخاطب باستخدام ما يليق من الالفاظ في نقل الخبر والمواساة عند الشدائد ومدح من به عِله وقدح من به تكبر وفجور وظلم . وهو كتاب جدير بالاهتمام والاطلاع .
اما ما يعنينا في هذا الامر فهو ما قالته العرب في تحسين الفقر وتخفيف وطأته على الخلق وجبر خاطر الفقراء واعانتهم على الصبر , لان الجانب الاخر من العنوان وهو تقبيح الحسن ,فان ما قامت به حكومة انقلاب الانقاذ من تقبيح لوجه السودان وتمزيق وتشطير وتهميش للمهمش وتشويه كلما هو حسن من خُلق وخِلقه فلا يحتاج منا لطويل شرح , ونترك الامر لفطنة القراء الاعزاء والذين عايشوا وسمعوا عن تلك المفاسد المُقَبِحة لكل جميلٍ وحسُن .
وقبل الدخول في ما اتت به الانقاذ من بدع في القول والعمل لإضفاء شيء من الحُسن على قبيح الصنيع , نسوق لكم هذه المقتطفات مما قاله العرب في حق الفقر وتحسينه لدرجة جعل البعض يتمنى الفقر من بديع ما قالوا .
تحسين الفقر
كان يقال: الفقر شعار الأنبياء والصالحين، وكذلك قال البحتري: فقر كفقر الأنبياء وغربة … وصبابة، ليس البلاء بواحد وقال بعض الحكماء: الفقير مخف آمن ولا عدو له، والغني مثقل خائف ولا تحصى أعداؤه. ومن أحسن ما قيل في هذا الباب قول أبي العتاهية:
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنى … وأن الغنى يخشى عليه من الفقر
وقول محمود الوراق:
يا عائب الفقر أما تنزجر … عيب الغنى أكبر لو تعتبر
من شرف الفقر، ومن فضله … على الغنى،
لو صح منك النظر أنك تعصي الله تبغي الغنى … ولست تعصي الله كي تفتقر .
ان يكون الناس فقراء فهذا امر قدره الله تعالى وقسم الارزاق بين البشر , واما ما فعلته الانقاذ هو افقار الاغنياء لتمكين المقربين واصحاب الحظوة من المتمكنين والمتنفذين , ولتغطية افعالهم الفاسدة ابتدعوا اسماء لتحسين القبيح الواضح كأن يقال للتُبَع والمؤلفة قلوبهم (متوالين ? التوالي ) وللمحاربين مجاهدين وتغيير التركيبة الاقتصادية ببعض المتسلقين والتغول على أراضي الزراع واعادة توزيعها على المتمكنين (وهم الانتهازيين ) وتغيير اسس الخدمة المدنية وشغلها بقدامى المنتسبين (الولاء فوق الخبرة ) وسحب سلطة الجيش الوطني واستبداله بالمليشيات وتسميتها (بالدعم السريع) , والتحايل على التجنيد الإجباري (بالخدمة الوطنية ) وتحويل بنك امدرمان الى (سيد شباب البنوك) وتحويل منافعها لكل ما يحظى باسم وطني من الجيش للأمن والدعم والخدمة و الحزب وشباب الحزب .
اما الفقر الذى ساقوه عنوة لأهل السودان لكى يتعمدوا ازلالهم واقتيادهم لكى يصطفوا في طوابير المنتظرين لتكرم دواوين الزكاة بعد ان تمت تسميتهم بالمحتاجين والمتعففين واخرى , لم ترد في مصارف الزكاة المثبتة وبعد ان تم تحويل اصولها ومدخراتها لاستثمارات الوزراء والهيئات العليا للحزب ومجالس الشورى والحركة الإسلامية وتمكينها من الاستحواذ واحتكار كل المشاريع المنتجة المربحة باسم زادنا وزوايا وسالكا ثم سريال ونهر شاري وكلما هو منتج من فنادق ومصانع , والقائمة تطول وبذلك اثبتوا قولتهم الشهيرة (دخلنا الناس المساجد ودخلنا السوق ) فلا يهم الجوع والعوز فكلها يمكن تغطيتها بالشعارات والاكاذيب والوعود حتى تعود الشعب السوداني على الحالة في انتظار الوعد الكاذب .واما قدامى المنتفعين من المختلسين من بيت مال المسلمين فتغير اسمهم للمتحللين وما دعم الولايات لإخوانهم المتضررين عنهم ببعيد . ومازلنا في انتظار النظام الخالف للتأصيل والتحضير لعودة جناح الترابي للسلطة تطبيقا لفقه المصلحة .
من لا يحمل هم الوطن — فهو هم على الوطن .
أللهم يا حنان ويا منان ألطف بشعب السودان — آميــــــــــــــــــــــــن .

محمد حجازى عبد اللطيف
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..