أكتوبر 64 إعادة انتاج الازمة

يعتبر السودان من اقل الدول قراءة واستقراء للتاريخ والشخصية السودانية تعتمد بصورة كبيرة علي المشافهة فالمعرفة عند السودانيين تتسم بالطابع الشفهي في اغلب الادبيات وحتي المكونات المعرفية التي يرتكز عليها كثير من السودانيين قامت علي تقصي الحقيقة من خلال الحكاوي والقصص التي تروي وادلل علي ذلك بكتاب الطبقات والمشهور بطبقات ود ضيف الله والذي يعتبر من أمهات كتب التراث السوداني هذا الكتاب ورغم تدوينه من قبل محمد نور ود ضيف الله ويعتبر من المصادر الأولية الهامة لحقبة مهمة في تاريخ السودان هي فترة سلطنة الفونج الا ان الكتاب قائم فقط علي نقل الحكاوي والمشافهة للحقائق .
لقد خلقت الشخصية السودانية بصورة تعاطيها للتاريخ بتلك الصورة النقلية والمشافهة لتراكمات ثقافية تضخمت وفقدت كثير من الحقائق عبر تاريخها النقلي وهذا بدورة ادي الي ظهور عالماً من المسوغات والاقاويل والمنقولات الفكرية كان اعتماده بشكل أساسي علي المرجعية الشفاهية والحقيقة الشاخصة لنا بان السودانيين لم يعرفوا وسيلة الاتصال الكتابي والتحليل واستقراء التاريخ الا في وقت قريب جدا . .
ومن تلك النقطة نستطيع ان نفسر بوضوح الغياب الملحوظ لتحليل اهم المواقف في تاريخنا كسودانيين فغياب عنصر الكتاب التحليلي لاهم الوقائع التاريخية لنا هو احد اهم الأسباب للتخبط الكبير الذي نعيشه اليوم في الوطن فكل حدث مهم لنا يكون الاعتماد فيه بشكل مباشر علي الثقافة الشفاهية في التداول المعرفي انظر بالله عليك الي أسماء في حياتنا كبرنامج ونفس ذلك البرنامج تم نقل فكرتة الي قناة الجزير ة بعنوان شاهد علي العصر الا ان المضمون يختلف من ناحية الاعداد ، نعم يمكننا ان نعلل ذلك بان النظم الديكتاتورية او الشمولية التي تعاقبت علي حكم السودان قد لعبت دور كبير في طمث كثير من الحقائق في تاريخ السودان بحيث عملت علي عدم السماح للكتب التي تعمل علي تحليل التاريخ وربطة بالواقع من التداول وقامت بمصادرة كثير منها فتلك الكتب تعتبر وسيلة اتصال معرفي حر من خلاله يتم زرع بؤرة الاشعاع التنويري الامر الذي تكون محصلته النهاية هي رفع مستوي الوعي وهذا يتناقض مع فكرة المستبد الذي يفضل دايما ان يظل الشعب علي جهلة حتي بتاريخه والا بماذا تفسر مصادرة كتاب مثل النوبيون العظماء من معرض الخرطوم الدولي الكتاب لم يتناول السياسة ولا الدين فقط تاريخ السودان القديم فهو للكاتبة الامريكية دروسيلا دونجي هيوستن ( 1836- 1941 ) ولان النظم الشمولية تخاف من التاريخ التحليلي المستنبط من الاحداث في الماضي كان مثل هذا الكتاب عبء ثقيل علي النظام في السودان .
ولان الشخصية السودانية تتميز بالاستكانة للحكي والحكاوي ويجد المواطن نفسة مع تلك القصص التي تخرج من فم الراوي فان اغلب تاريخنا تم سردة بتلك الصورة دون التطرق لنقد وتحليل رواية الراوي بل في كثير من الأحيان يمكن اخذ تلك المقولات كحقائق ثابتة فانظر رعاك الله الي تاريخ الحركة الوطنية وكيفية تدوينه مذكرات خضر حمد ومذكرات عبدا لماجد أبو حسبو والديمقراطية في الميزان لمحمد احمد المحجوب وكفاح جيل لأحمد خير المحامي وغيرهم كل تلك الكتب تدخل ضمن كتب السيرة الذاتية وليس ضمن كتب تاريخية يمكن ان تكون هي مرجع لأحداث هامة لتاريخ السودان يمكن استقراء الاحداث من خلالها ، وهذا بدوره يعيدنا الي النمط الفعلي للشخصية السودانية التي تؤسس لمفهوم الخضوع للمشافهة حتي في تناول شتي مناحي حياتها وبالتالي تمثل تلك الفكرة الأرضية الخصبة لنمو بذرة اضمحلال نزعه الاستقلالية الفكرية وحتي الاجتماعية لدي الشخصية السودانية فينعكس ذلك في شكل ذوبان تام في مفهوم الثقافة الجمعية والذي يتأطر باطار قوي يعرف باسم التناول الشفهي للأحداث ، وحين تختفي عن الانسان نزعه التفرد في التفكير ونزعه الاستقلالية يصبح بحمدلله نموذج مائعاً يذوب بسهولة في نمط الأفكار السائدة والاتجاهات الثقافية الرائجة ويكون الخروج عن تلك الأطر تعدياً علي المفهوم الجمعي لشعب السودان وهذا بالضبط ما كان يلعب علية النظام القائم الان في الخرطوم هو الاستفادة بأكبر قدر ممكن من ثقافة المشافهة لدي السودانيين فكانت الإشاعة حول كثير من الاحداث الخيالية تبث عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ومن ثم يتولى الشعب بقية النشر ان كان من خلال نفس الوسيلة او من خلال النقل المباشر وبالتالي يكون للنظام ما أراد من لفت الانتباه وشغل المواطنين بأمور اخري .
ان الأمم والشعوب المتقدمة فقط هي التي تستنطق تاريخها بعين التحليل والتعليل وليس بعين الذكريات والاشجان والسرد غير الممنهج ان المشكلة عندنا في السودان عميقة ومتأزمة ودائرية ولسوف تظل مستعصية يصعب الفكاك منها لأننا باختصار شعب لا يستوعب الدرس ولا يتحقق من تاريخه حتي المكتوب .
ونحن هنا لا نزدري الثقافة الشفوية لا سمح الله بقدر ما نطمح ان يتم إعادة لاستقراء تاريخ الوطن بالصورة المطلوبة والتي تقتضي ان نستفيد من تجارب الماضي وهي مرحلة اعلي من مرحلة التدوين ، ان استقراء التاريخ السوداني بما فيه من احداث خلاف قراءة التاريخ فهو تعليل وتحليل واعمال للعقل وتجريد للعاطفة عند تناول الحدث وهذا بالضبط ما نريد ، فالأحداث التاريخية اذا تم اختزالها في شكل حكاوي وذكريات فهي تتحول من قوة دافعه داعمة لمستقبل الوطن الي أداة تعمل علي تأخير النمو الطبيعي والتطور الحتمي للسودان .
هنالك مقولة ( ان الحاضر هو ابن الماضي ) واذا تم التمعن في تلك المقولة يمكننا القول ان ما يعيشه السودان اليوم هو نتاج طبيعي لأحداث مهمة كانت جزء من تاريخ هذا الوطن وبالتالي فان محصلة الحاضر هو عبارة عن قراءة خاطئة لتلك الاحداث و مرت ذكري أكتوبر الثالثة والخمسون كحدث مهم في تاريخ السودان ونقف عند تلك الذكري كثيراً بانها اول ثورة ضد طغمة العسكر في السودان والوطن العربي .
تكون أكتوبر ويكون الشجن والذكريات وتسترسل الي مسامعنا الأغاني الوطنية ولكن يبقي السؤال قائماً وهو هل نُحيي الحدث التاريخي من خلال الاحتفال به بصورة فوقية نمطية تعتمد فقط علي مفردات الأغاني الثورية والخطب الحماسية أم من خلال تحليل الحدث ونتائجه الحتمية فيما بعد ..؟
ان الاحتفال بالأحداث المهمة في تاريخ الشعوب اذا تم بتلك الصورة يكون خيانة للحدث التاريخي نفسة لأنه باختصار لابد من تحليل الوقائع التاريخية ودراستها بالصورة التي تضمن عدم تشوه الحاضر واذا لم يتم التحليل الموضوعي لها فان الشاهد يكون ما أصاب السودان من وعك في دائرة شريرة تبدا بحكم مدني الي انقلاب عسكري الي انتفاضة شعبية الي حكم مدني اخر الي تسلط ديكتاتوري الي انتفاضة او هبة شعبية الي مزيج غريب من نوعه يجمع ما بين الأصولية والشمولية في شكل النظام القابض علي سدة الوطن اليوم .
لم تكن أكتوبر ثورة بمعني الكلمة وانما كانت هبة جماهيرية لم تكتمل تفاصيلها ولم تتلاحم فيها جماهير الشعب وانما كانت عبارة تلاحم افندية ومثقفين في خرطوم السودان وقد يخرج سؤال موضوعي هل نجحت أكتوبر لقوة الدفع الثوري الجماهيري ام لإنسانية من كان علي سدة الحكم في ذلك الوقت ولعل هذا التساؤل يقودنا الي حقيقة نوعية النظام العسكري في ذلك الوقت وهل هو نظام انقلابي حقيقة علي سلطة شرعية ام كانت تصفية حسابات حزبية وادي الامر الي تسليم وتسلم للسلطة .
قد تكون اثارة تلك الأسئلة فيه نوع الاستفزاز الرخيص لبعض القراء ولكن حقيقة الامر تتطلب مراجعه موضوعية لفكرة الثورة التي وصفت بها أكتوبر 1964 فالشاهد سادتي ان الوضع الاقتصادي ابان حقبة العسكرية الاولي كان مستقر الي حد كبير ولكن تكمن المشكلة في الابعاد السياسية وهو الذي يقودنا بان المطالب السياسية دائماً ما تكون من مثقفي المنطقة وليس من الطبقة الدنيا التي تعيد توازن عائدات راس المال فليس الاشكال طبقي ولم تكن القوي المحركة للحراك الجماهيري في أكتوبر نابعه من إحساس ظلم توزيع العائد من الإنتاج …. و يكون الحديث عن الفشل الإداري في أوجه الصرف للمال العام فقط وهو امر لم يكن من الأسباب لطبيعة شخصية من كانوا علي سدة النظام في ذلك الوقت باختصار انه يمكننا القول ان أكتوبر 64 لم يكن من ضمن أسبابها مشكل اقتصادي بقدر المشكل السياسي ويحدد في قضية جنوب السودان وهو السبب الأول في تلك الهبة الجماهيرية وحتي حكومة نوفمبر كانت تري ضروري حل القضية سياسية من دون تدخل عسكري لذلك كان لها راي واضح في مشاركة كثير من الآراء الأخرى لحل القضية وهذا ما عكسه نظام عبود في شكل تكوين لجنة قومية لشؤون الجنوب وكانت تلك اللجنة براسة السيد احمد محمد يس ، وذهب النظام اكثر من ذلك بان سمح بقيام ندوات تتحدث عن المشكل وتشخص الحالة مع تقديم الحلول و بالفعل كانت اول ندوة تتحدث عن مشكلة الجنوب بجامعه الخرطوم ويومها كان الاتحاد بالتمثيل النسبي ونظم الندوة جمعية الدراسات الاجتماعية في مساء الخميس
10 /9/1964 وكان المتحدثون أستاذ احمد عبد الحليم وعثمان خالد مضوي المحامي وحسن الترابي وخوجلي عبد الحليم وهو موظف بوزارة المالية
والشاهد هنا سادتي بان حسن الترابي لم يكن شخصية معروفة في ذلك الوقت فلم يمضي على وصولة من باريس الا شهراً واحد ولم تكن له هوية سياسية واضحة عند الكثيرين وتمت دعوته الي الندوة بصفه شخصية كخبيراً في القوانين الدستورية ليس الا.
أقيمت بعد تلك الندوة التي تحدث فيها الترابي ندوة اخري بجامعه القاهرة فرع الخرطوم ومنع نظام عبودي بصفته العسكرية قيام الندوة الثالثة بتنظيم من جمعية الفلسفة جامعه الخرطوم وكان من المقرر ان تتحدث عن التقييم العلمي لمشكل الجنوب ، واصر اتحاد الجامعة علي قيام الندوة وحدثت احتكاكات مع الشرطة وتم فض الندوة بالقوة واعتقال لجنة الاتحاد التنفيذية وتكونت نتيجة لذلك لجنة تسيريه جديديه بنفس تقسيم المقاعد و تمت الدعوة لقيام ندوة اخري يوم 21 أكتوبر وكان من الواضح الاحتكاك المرتقب مع شرطة نظام عبود وحدث ان تم استشهاد طالب من الجامعة هو الشهيد القرشي بطلق ناري في راسة وعمت المظاهرات والاحتجاجات مدينة الخرطوم .
ومن الواضح ان التنظيمات السياسية لم يكن لها الدور الفاعل بقدر الحراك الطلابي الفعال فالترابي لم يكن ممثل لتنظيم الاخوان المسلمين حينها واليسار السوداني ممثل في الحزب الشيوعي السوداني لم يكن من محركي القوى الدافعة للتصاعد الجماهيري بقدر ما كان احد أسباب الصدمة لها فيما بعد بتكوين جبهه الهيئات التي عملت علي انزال بدعه الصالح العام في مؤسسات المجتمع المدني .
نعم تكون تنظيم جبهه الميثاق الإسلامي في السودان كرد فعل اتجاه قوى اليسار وتجمع فساد الإسلام السياسي في تنظيم واحد شهدت الفترة التي سقطت فيها حكومة نوفمبر بقيادة جنرالات الجيش الي قيام انقلاب 25 مايو 1969 اكثر من 5 حكومات وهي حكومة سر الختم الخليفة الاولي وحكومة سر الختم الخليفة الثانية و حكومة الوطني الاتحادي مع الامة بقيادة محمد احمد المحجوب وحكومة حزب الوطني الاتحادي مع حزب الامة بقيادة الصادق المهدي وحكومة الحزب الاتحادي الديمقراطي مع حزب الامة ، كاسوء نموذج مدني يمكن ان تقدمة الأحزاب بمعدل حكومة كل 11 شهر ، ويومها تعامل إسماعيل الازهري رمز الاستقلال الوطني مع الأوضاع تلك بصورة ميكافيليله بحتة وفي سبيل ان يكون هو علي راسة الوزراء عمل علي الاتحاد مع تنظيم حزب الشعب الديمقراطي الذي كان يمثل حزب الطائفة الختمية حتي يحصل تنظيمه علي اعلي مقاعد في البرلمان ولم يكتفي عند ذلك الحد وانما ظهرت دعاوي الدستور الإسلامي من التنظيمات الطائفية في محاولة لصد قوي اليسار المتصاعدة والتي احتوت اغلب دوائر الاشعاع والتنوير في السودان دوائر الخريجين ، ودخل مقترح الدستور الإسلامي مرحلة الاجازة الاولي في البرلمان ومرحلة الاجازة الثانية وكانت مايو اليسار والقوميين العرب و كانت أكتوبر كذب الكلمة والتعبير لأنها لم تكون ثورة بمعني المصطلح التعبيري للكلمة بقدر ما كانت حراك ضد سلطة العسكر في الخرطوم ونحن هنا لا ننقض الحدث الفعلي في حراك الجماهير التي ضحت من اجل الحرية حتي ولو كانت حرية التعبير لازمة سياسية ولكن اتهامنا لا كتوبر في النتائج التي وضحت في الممارسة المنهجية للأحزاب التي برهنت الي غياب تام لأسس العمل البرامجي لها وما ادلل علي ذلك بأكثر من حادثة طرد الحزب الشيوعي من البرلمان وكيف تم سوقة الجماهير بقوة الدفع العاطفية واستغلال للبعد الديني من اجل تحقيق المكاسب السياسية وكانت مقولة الحل في الحل هي الطريقة التي عاجلت بنحر الثورة الاكذوبة امام منزل الزعيم الازهري الذي كان له دور فاعل في خيانة الديمقراطية بوازع الفعل المرتجل حينها .
لم تكن أكتوبر ثورة ولان الثورة تأتي بمفاهيم يؤسس عليها المستقبل البعيد فان التخبط لدي اغلب التنظيمات في كل المناحي كان له الدور الحقيقي في ردة الفعل الجماهيري اتجاه عبود الرئيس عند زيارته سوق الخضار و شعار المواطنين ضيعناك وضعنا وراك …
وهكذا تمت اغتيال أكتوبر في فصول لم تكتمل وهي التي سطرت ما سوف يكون علية الوطن من صراع للدين والسلطة والقهر المبرمج للوطن
واذا كان التعريف السياسي للثورة هو الخروج عن الوضع الراهن وتغييرة الي وضع افضل ويصاحب هذا التغيير عنف بخلاف التغيير الإصلاحي الذي لا يتطلب العنف فان الشاهد ان أكتوبر لم تستطيع ان تصل الي تغيير حقيقي في نمط التفكير السلطوي للسياسيين بل هي التي أسست الي صراع البيوت والأصول للتنظيمات وما صراع ال المهدي في رئاسة التنظيم ببعيد عن الاذهان و كيف يتثني بالله عليك ان يقوم يافع علي تخوم الثلاثين الي مقارعة من هم في قامة محمد احمد المحجوب الا ان يكون منسوب الي بيت المهدي دون دراية او خبرة ومع كل تلك السنون لم نستفيد من أكتوبر في استقراء واضح للتاريخ والدليل بان نفس تلك الشخصية تحلم وبعد 53 عام ان تكون علي سدة حكم الوطن في أي تغير قادم بعد ان غدر بحكومة مدنية ثانية المدنية الثالثة بعد ابريل خلاف حكومة ما بعد أكتوبر ولذلك يمكننا القول بان أكتوبر كانت عبارة عن تغيير فوقي فقط تغيير من دكتاتورية العسكر الي ديكتاتورية وهرج العقائديين والطائفيين .
ظلت أكتوبر خالدة فقط من خلال الكلمات وليست كفعل حقيقي في تغيير كثير من المفاهيم تؤسس الي دستور ودولة بغض النظر عن البرنامج كما كان في فرنسا مثلاً او روسيا التي السوفيتية او كوبا او حتي الولايات المتحدة ما بعد الحرب الاهلية ، ولان اليسار السوداني يبدع فقط في الحماسة والاشعار والعمل التحتي والانشقاق والتعامل بفوقية مع الاخر فقد ظلت أكتوبر عبارة عن غنوة وطنية تلهب الحماس وتخدر العقول لتغيير قادم دون النظر الي البعد البرامجي للتنظيمات او حتي للقيادات في تلك التنظيمات ، نعم كانت أكتوبر في اشعار محمد المكي إبراهيم وهاشم صديق ومحجوب شريف وغيرهم ولم تكن اطلاقاً تغير مفاهيم وبناء وطن والدليل بان أكتوبر قامت علي اثر ندوات تتحدث عن مشكلة السودان في جنوبه وبعد اكثر من 53 عام يحتفل السياسيون المعارضون بأكتوبر ونفس ذلك الجزء مبتور من الوطن بالله كيف يستقيم ذلك وماذا فعلنا بأكتوبر .
والامر المستغرب اليه ان حتي الملحمة التي كتبها الأستاذ هاشم صديق كتبت في العام 68 19 أي بعد اربعه سنوات من قيام تلك الهبة الجماهيرية وبعدها بعام فقط كانت مايو خنجر اخر في خاصرة الوطن رغم التهديد الواضح والصريح في القصيدة الفلتة والتي خرجت من يراع فتي لم يتجاوز 16 عام بعد .
لما ليل الظالم طول وفجر النور من عينا اتحول
قلنا نعيد الماضي الأول
وما أطول ليل ظلم النظام الحالي وما اقبحه والي الان نقف عاجزين عن إعادة انتاج الماضي لكثرة تكرار الماسي .
ولنا عودة
[email][email protected][/email]