رموز وطنية “3”

من مواليد مدينة ودمدني عام 1910م، من أعلام الحركة الوطنية، وأحد المؤسسين لحزب الأشقاء والحزب الوطني الاتحادي.
بدأ حياته الدراسية بالخلوة لحفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ الفضلي، تلقى تعليمه الأولي والابتدائي بمدينة ودمدني، التحق بكلية غردون وتخرج فيها عام 1922م ? قسم الكتبة والمحاسبين.
كانت الجرأة والشجاعة وقوة المنطق أكثر ما يميِّز شخصية يحيى الفضلي السياسية الوطنية الفذة، وهنا يروي عمر الفضلي قصة تجسد بعضاً من هذه الصفات نوردها على سبيل المثال يقول عمر: «كان بعض من الزملاء الناشطين في الحركة الوطنية ذاهبين إلى نادي الخريجين فأشار أحدهم إلى أن يسلكوا طريقاً آخر غير الذي كانوا يسلكونه، فسأل يحيى الفضلي لماذا؟ فرد عليه: الشارع ده فيهو ربّاط خطير جداً. فقال يحيى إنتو عايزين تحرروا السودان تخافوا من ربّاط؟! فذهب بذات الشارع ووجد الربّاط وضربه ضرباً شديداً حتى فرّ من أمامه». هذا الموقف يحكيه زملاء يحيى الفضلي عنه وهو يعكس شخصيته المصادمة الجريئة، وأيضاً قدرته على القيادة واتخاذ القرار حتى يكون قدوة.
بعضهم يلقبه بـ(دينمو) الحركة الوطنية، كان متفرداً في وطنيته، وبذل ماله لقضايا الوطن، وفي مواهبه الخطابية والشعرية الفذة. كان يحيى الفضلي أول طالب يفصل من كلية غردون بسبب مواقفه السياسية في عام 1929م، إذ درجت الكلية على أن تقيم احتفال وداع الخريجين في 17 يناير من كل عام، إحياءً لذكرى زيارة ملك بريطانيا جورج الخامس لمدينة بورتسودان وهو عائد من الهند في طريقه إلى لندن عام 1912م. كان يحيى الفضلي هو المتحدث في ذلك الحفل، فتقدم بكلمة أجازتها إدارة الكلية، ولكنه عندما صعد إلى المنبر رمى بالورقة المجازة وارتجل كلمة داوية في الهجوم على الاستعمار بدأها بأبيات شوقي:
كل دار أحق بالأهل إلا ** في خبيث من المذاهب رجس
وطني لو شغلت بالخلد عنه** نازعتني إليه في الخلد نفسى
وباع يحيى الفضلي كل ما أورثه له والده من ثروة طائلة، تشمل منازل ومتاجر بمدينة ود مدني، دون أن يستأذن حتى شقيقه محمود الفضلي، ووهب المال كله للحركة الوطنية مرتضياً أن يعيش بقية عمره في منزل متواضع من منازل الأوقاف في الأزقة الفرعية لشارع الحرية.
الخبرات العلمية والعملية: عمل محاسباً بمصلحة المالية،
ثم التحق بخدمة دائرة المهدي محاسباً بعد أن ترك العمل في الحكومة، عيّن وزيراً للشؤون الاجتماعية في أبريل 1954م حتى فبراير 1956م، ثم عضواً في مجلس إدارة البنك الصناعي في 1960م. اختير عضواً في المجلس المركزي في مارس 1964م. عيّن وزيراً للمعارف في 1967 – 1968م، ووزير المواصلات في حكومة المحجوب في عام 1968م. اشترك في النشاط السياسي وهو صاحب فكرة تكوين حزب الأشقاء ومن الذين أبرزوا فكرة مؤتمر الخريجين العام. كان سكرتيراً لحزب الأشقاء وسكرتير مؤتمر الخريجين. فاز عن دائرة الخرطوم جنوب في الانتخابات البرلمانية الأولى في 1953م ثم مرة أخرى في 1958م. إبان الحركة الوطنية اشترك في عدة وفود سودانية سافر إلى كل من القاهرة، باريس والأمم المتحدة لعرض قضية السودان.
الصيحة