في ذكري 18 يناير

في ذكري18يناير معا لالغاء المادة(126)من القانون الجنائى
تنص م(126)من القانون الجنائى السوداني لسنة 1991:
(1)يعد مرتكبا جريمة الردة كل مسلم يروج للخروج عن ملة الاسلام او يجاهر بالخروج عنها بقول صريح او بفعل قاطع الدلالة.
(2)يستتاب من يرتكب جريمة الردة ويمهل مدة تقررها المحكمة فاذا اصر علي ردتة ولم يكن حديث عهد بالاسلام يعاقب بالاعدام.
*لقد تحدث القران في الكثير من اياتة عن الردة والمرتدين كظاهرة من ظواهر المجتمع المدني في عهد الرسول (ص) ومع ذلك لم يرد في القران نص علي عقوبة دنيوية للردة.ولم يحدث في عهد الرسول (ص) ان اقام للردة عقوبة دنيوية علي احد من هؤلاء المرتدين.لانهم كانوا زنادقة اسروا الكفر واظهروا الايمان. وبعبارة الامام الشافعي(فان الزنديق هو الذي يسر الكفر ويظهر الايمان).وهذا النفاق هو الذي قال فية الامام مالك(ان النفاق في عهد الرسول(ص) هو الزندقة فينا اليوم)*1
ولانهم لم يشيعوا زندقتهم بين الناس وانما ستروها في خاصة اعتقادهم عوملوا في الدنيا معاملة المسلمين.وترك حسابهم الاخروي الي الله سبحانة وتعالي.فخلت ايات القران التي تحدثت عنهم مستخدمة مصطلح الكفر ومصطلح الردة في وصف حالهم من تقرير عقوبة القتل وخلت تجربة دولة النبوة في المدينة من اقامة حد للردة علي احد هؤلاء المرتدين(ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون)*2
(يا ايها الذين امنوا لاتتخذوا اليهود والنصاري اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولاهم منكم فانه منهم ان الله لايهدي القوم الظالمين*فتري الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشي ان تصيبنا دائرة فعسي الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده فيصبحوا علي ما اسروا في انفسهم نادمين*يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة علي المؤمنين اعزة علي الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)*3
*فالمرتدون قوم يسرون موالاة الاعداء في الوقت الذي يظهرون فية موالاة المسلمين بل لقد (اقسموا بالله جهد ايمانهم)مع المسلمين(ان الذين ارتدوا علي ادبارهم من بعد ما تبين لهم الهدي الشيطان سول لهم واملي لهم.وذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامور والله يعلم اسرارهم)*4.فهم يعيشون في اطار الامه المسلمة والمجتمع الاسلامي والدولة الاسلامية اي لم يفارقوا للجماعة-الامه ولم يشنوا حربا ولم ينحازوا الي عدوها لكنهم ارتدوا عن كامل الولاء والموالاة للجماعة والامة الاسلامية.فاطاعوا الاعداء في بعض الامر سرا.وهم قد ارتدوا علي الطاعة التي اعلنوها للرسول(ص) لكنهم بيتوا هذة الردة واسروها(ويقولون طاعة فاذا برزوا من عند بيت طائفة غير الذي تقول والله يكتب مايبيتون فاعرض عنهم وتوكل علي الله وكفي بالله وكيلا)*5
(كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق وجاءهم البينات والله لايهدي القوم الظالمين)*6
(ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم اولئك هم الظالمون)*7
(ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا*بشر المنافقين بان لهم عذابا اليما)*8
(وقالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل علي الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخرة لعلهم يرجعون)*9
*هذة الايات القرانية تصور ظاهرة الردة والمرتدين في مجتمع المدينة وتبين ان الردة قد سترها اصحابها بالنفاق عندما اسروها واظهروا الاسلام.وعندما استمر سلوكهم وانتمائهم في اطار الجماعة المسلمة لذلك جاء الحديث عنهم وعن ردتهم خالي من تحديد اي عقاب دنيوي.وحتي في حالة راس المنافقين عبد الله بن ابي سلول الذي وصف نفسة وجماعتة بالعزاء ووصف الرسول(ص)وصحابتة بالازل فقال(لئن رجعنا الي المدينه ليخرجن الاعز منها الازل)فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك فاتي النبي(ص) فقال يا رسول الله دعني اضرب عنق هذا المنافق فقال النبي(ياعمر دعه.لايتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه)*10
*وهكذا خلت تجربة دولة المدينه في عهد الرسول(ص) من اقامة عقوبة دنيوية علي جريمة الردة.فكان هذا البيان النبوي مؤكد لما جاء في البلاغ القراني من عدم وجود اي عقوبة دنيوية لهذة الجريمة.
وعن هذا الحكم القراني والبيان النبوي يقول الامام بن جرير الطبري(لقد جعل الله الاحكام علي عبادة علي الظاهر وتولي الحكم في سرائرهم دون احد من خلقة فليس لاحد من ان يحكم بخلاف ما ظهر لانه حكم بالظنون ولو كان ذلك كان اولي الناس به رسول الله(ص) وقد حكم للمنافقين بحكم الاسلام بما اظهروا وكل سرائرهم الي الله وقد كذب الله ظاهرهم في قوله(والله يشهد ان المنافقين لكاذبون)*11
*يبدو ان المشرع السوداني اعتمد علي التراث الفقهي الذي تحدث عنه علماؤه وائمته عن حد الردة وهو القتل.الا انه الملاحظ ليس هناك اتفاق بين الفقهاء علي حد الردة.والحد في الاصطلاح هو العقوبة المقدرة علي ذنب وجبت بتقدير الشارع حقا لله تعالي.فلقد اتفق الفقهاء علي ان الحدود خمسة (الزنا والقذف والسكر والسرقه وقطع الطريق)ولقد اضاف المالكيه حد الردة الذي ظل خارج ما اتفق عليه الفقهاء في الحدود*12
*ولان القران قد خلا من تحديد عقوبة دنيوية علي الردة وكذلك خلت السنه النبوية العمليه فان الفقهاء الذين قالوا بحد الردة استندوا الي حديث نبوي يروية عبد الله بن عمر رضي الله عنه فيقول(قام فينا رسول الله(ص) فقال(والذي لا اله غيره لايحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وني رسول الله الا باحدي ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه والمفارق للجماعة)*13
هذا الحديث حديث احاد يصعب ان تشرع بة عقوية قتل كما نلاحظ ان الحديث تحدث عن المفارق للجماعة والعقاب الدنيوي الذي قرره الحديث هو عقاب مفارقة الجماعة ومحاربة الامة وليس عقابا علي ضلال او الحاد والاعتقاد في الدين.وذلك لان الاسلام يحرر الاعتقاد من كل الوان الاكراه فلا اكراه للاخر ولا اكراه للذات علي الايمان لان الايمان تصديق قلبي يبلغ درجة اليقين.
لذلك نطالب بالغاء المادة (126)من القانون الجنائى السودانى لنة 1991 لمخافتها للشرع ودستور السودان وميثاق حقوق الانسان.
الهامش:
*1-القرطبي. الجامع لاحكام القران ج1ص199 *2-سورة البقرة ايه217
*3-سورة المائدة ايه51-54 *4-سورة محمد ايه25-26
*5-سورة النساء ايه81 *6-سورة ال عمران ايه 86
*7سورة ال عمران ايه 90 *8-سورة النساء ايه 137-138
*9-سورة ال عمران ايه72 *10-رواه البخاري ومسلم
*11-الجامع لاحكام القران ج1ص200 *12-الموسوعه الفقهيه
*13-رواه الامام احمد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هولاء الدواعش ياأستاذ العجمى لو لغوا هذه المادة لن يلغوها استنادا على الحيثيات الصحيحة التى ذكرتها بل استجابة لطلب أمريكا كشرط لرفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب لان الشروط الامريكية تشمل حد الردة وقانون النظام العام وقد بدأ فعلا مجمع الفقه الاسلامى فى دراسة هذه المطالب الامريكية

  2. هولاء الدواعش ياأستاذ العجمى لو لغوا هذه المادة لن يلغوها استنادا على الحيثيات الصحيحة التى ذكرتها بل استجابة لطلب أمريكا كشرط لرفع أسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب لان الشروط الامريكية تشمل حد الردة وقانون النظام العام وقد بدأ فعلا مجمع الفقه الاسلامى فى دراسة هذه المطالب الامريكية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..