مبروك سنار 1-2

يوم أمس وكما قال رئيس الوزراء بكري حسن صالح “يوم اختلطت فيه مشاعر الحزن مع مشاعر الفرح” …فأما الحزن لكون أن أفئدة استهوتها سنار ستودع تلك المدينة الوادعة الرائعة في كل شيء وذلك بعد إسدال الستار على حراك ثقافي كان له طعم فريد، وأما الفرح كان بذلك العرس السناري الذي كان فريدًا في كل شيء، حيث ابتهج الناس وغنوا أنشودة الفرح حينما رأوا حلم “مشروع سنار عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2017″ بكل نتائجه الحلو الماثلة للعيان، وبكل ثمراته اليانعة التي حان وقت قطافها، قد أصبح واقعاً يشرف أهل مدينة سنار بصفة خاصة أولاً، ويشرف أهل ولاية سنار بصفة عامة ثانياً، وأخيراً يشرف أهل السودان بصفة أعم، بعد الترميمات والمعالجات التي قومت الأخطاء السابقة…
لكن مدينة سنار نفسها أسدلت الستار أمس عن هذا الحدث الكبير وطوت صفحة من الحراك الثقافي والاقتصادي الذي انتظم المدينة منذ أشهر عديدة، لتبدأ مرحلة جديدة فيها ما فيها من التحديات الجسام والتي تأتي إدارة المنشآت الثقافية المكونة للمشروع من أبرزها على الإطلاق…
يوم أمس كان يوماً حافلاً بمظاهر الفرح والابتهاج استقبلت فيه مدينة سنار جهابذة الحكومة الاتحادية وأركان حربها بقيادة النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح، وولاة سنار والجزيرة والنيل الأبيض والنيل الأزرق، وعدد من وزراء الثقافة في الولايات ومثلهم من الدول الإسلامية والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (آيسسكو) عبد العزيز التويجري…
الناظر إلى مشروع سنار عاصمة الثقافة للعام 2017 وهو يختتم فعالياته أمس بمدينة سنار تستوقفه عدة محطات منها على سبيل المثال أن المشروع وعلى مدى عامين كاملين خلق حراكاً ثقافياً، جسد كل التراث والثقافات السودانية في الشرق والغرب والوسط والشمال وذلك من خلال القرية التراثية التي تبدو الآن عبارة عن تحفة فنية بذلت فيها جهود مخلصة واعتصر فيها الخبراء والمختصون عصارة جهد مقدر، ويأتي قصر السلطان بادي و”شاليهات” وزرائه، والمتحف والمركزان الثقافي والإعلامي، تأتي كل هذه المنشآت لاستكمال هذه اللوحة الفنية الرائعة والتي تؤكد عظمة ورسوخ الدولة الإسلامية في سنار..
هذا من الناحية الثقافية، ومن الناحية الاقتصادية تظل هذه المنشآت أرضية صلبة لإنعاش السياحة في المدينة وتحقيق عائدات اقتصادية معتبرة إذا ما وجدت هذه المنشآت الإدارة الاقتصادية الفاعلة والذهنية الاستثمارية… فهنيئاً لأهل مدينة سنار وهنيئاً لأهل الولاية وللشعب السوداني عامة بهذه المنشآت التي من الممكن جداً أن يكون لها مردود اقتصادي محترم إذا ما أديرت بفهم وتجرد بعيداً عن الصراعات التي نعرف إتجاهاتها منذ الآن… اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..
الصيحة