مؤتمر كادقلي حول قضايا السلام- صدى الدعوة لتقرير المصير

ما تزال هنالك ردود افعال وأحاديث تتداول حول موضوع تقرير المصير الذي تضمنه إعلان مؤتمر كاودا الإستثنائي, جل هذه الردود يعتبر أن مسألة المطالبة بتقرير المصير هي مطالبة بفصل الولاية على الطريقة التي فصل بها الجنوب عبر إستفتاء تم في العام 2011م بموجب إتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية عام 2005م.
المطالبة بتقرير المصير دعوة قديمة متجددة وهي حق للمظلوم, اي كلما طغى وطفح كيل الجلادين على الضحية كلما فكر الضحية في مخرج ينتهي عند هذا المصير.
في العام 1956م نال السودان إستقلاله من المستعمر الإنجليزي بموجب مطالبة بحق تقرير للمصير او الحكم الذاتي للسودان في مؤتمر عقد في الأربعينات وكان مقدم الإقتراح وقتذاك السيدعبد الرحمن المهدي.
وفي العام 2011م كما سلفت الاشارة إنفصل جنوب السودان بطرح رؤية الإستقلال عن شمال السودان بذات الخطوات.
ففي الحالتين توجد مشتركات وإختلافات نعرضها هنا علها تجلي الفهم بكيفية طريقة المطالبة وكيفية التصدي في مسالة تقرير المصير- من الذي يطالب ومن من يطلب؟
وجه الشبه في الحالتين, أن هنالك ضحية(السودان) تطالب بحق المصير وجلاد(المستعمر) يمنح هذا الحق. وتختلفان في أن الحالة الأولى, اي أن تقرير المصير للسودان ككل لم يكن بفصل جغرافية ,بل كان بطرد الجلاد والتخلص منه ماديا ومعنويا. بينما حالة جنوب السودان كانت بفصل جغرافية الجنوب وترك الجلاد رابضا يمارس ذات السياسات التي قادت إلى مزيد من المطالبات بتقرير المصير والدليل ما تفعله الحركة الشعبية الان بصفتها كضحية وما أكثرهم.
مؤتمر كادقلي حول قضايا السلام الذي سينعقد في 25112017م سيقدم ضمن اوراقه موضوعا عن الوضع السياسي كما ذكر رئيس لجنة الإعلام إيهاب مادبو في تقريره المنشور في صحيفة الراكوبة 23-11-2017م وبالتأكيد هذه الورقة ستتناول مسألة تقرير المصير كمطلب صدعت به الحركة الشعبية في مؤتمر كاودا,وأكاد أجزم بأن المفهوم السائد الان لمسألة تقرير المصير هو الإنفصال اي إنفصال الولاية كما في حالة جنوب السودان.
مبدأ الإنفصال وارد بحسب تجربة الجنوب المريرة , وخاصة أن الجلاد هو ذات الجلاد, والحكم الذاتي وارد أن توافق عليه الحكومة, لأن وراءها عصي غليظة. وليس عيبا ان تطالب الحركة الشعبية أو غيرها بحق تقرير المصيرمادام هنالك ظلم وعدم مساواة نتيجتها الحرب والخراب.
وأختم بالقول: الدعوات المضادة والمناهضة لتقرير المصير بمعناه الإنفصالي بالضرورة توجه للجلاد وليس الضحية.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..