(مغسة ناس تمبول) من ايلا !!

(ليس من راى ك من سمع) كما يقولون، فعندما نقل لي شيخ الخط الثاني لقبيلة الشكرية الرشيد ابوسن امتعاض أهالي شرق الجزيره من سلوك والي الولاية محمد طاهر ايلا بسبب تجاوزهم بعدم تنفيذ مشاريع تنمويه يتم وضعها في قائمة تلك التي افتتحها السيد رئيس الجمهوريه كما حدث في المحليات الاخرى، كان ذلك بالنسبه لي مجرد (سمع) حيث كان حديثا هاتفيا ،ولكن يوم امس اتيحت لي الفرصه لزيارة احدى مدن المحليه المعروفه وهي مدينة تمبول ولحظتها تحول السمع عندي الى (شوف) ! وفي اثناء طريق الذهاب الى المدينه بدات اقارن بين ماقاله لي شيخ العرب ومابين ما اراه لكي (اصل) للحقيقه ،فكانت النتيجه من خلال ماشاهدت من مناظر ومن ماسمعت من افادات مباشره هي ان الحال اكثر سواء مما قال .
بدات رحلتي الى مدينة تمبول فجرا عبر الطريق القومي الذي يمر شرق النيل ،وهو يربط العاصمه بمدينة ود مدني ،ومالاحظته في اثناء السير هو انتشار واسع (للحفر) على طول الطريق مايعني ان طبقة السفلته بدات تتاكل ، فكان السائق الذي ذهبت معه ينعطف يسارا ثم يمينا لكي يتفادي تلك الحفر وكان قد حدثني عن وقوع عدد من الحوادث المروريه بسبب ذلك في اليومين الماضيين.
هناك طرفه ظل اهالي تمبول يرددونها دائما فيقولون ان الزعيم الراحل معمر القذافي الذي تبرع بهذا الطريق لحكومة السودان عندما جاء ليحضر الافتتاح وراى ان حكومتنا نفذت المشروع بصوره غير تلك المتفق حولها قال لهم (ده اللي رايح وين اللي جايي) !! .
ظل سكان تمبول وقراها وكل القرى في محلية شرق الجزيره الذين يفضلون السفر للخرطوم عبر مدينة تمبول وهم بالالاف طبعا يعانون عندما يتحركون من المدينه قاصدين الطريق القومي الذي يقع غرب المدينه وتفصله عنها حوالي 29 كيلو متر وذلك لعدة اسباب منها ان الطريق ترابي وتوجد فيه منعرجات كثيره الى جانب مروره بترع وحواشات مصنع سكر الجنيد وذلك زاد من (وعورته ) مما يزيد من رهق المسافرين، ونفس الشي يحدث للقادمين الذين يفارقون الطريق القومي عند محطة مدينة الهلاليه ،وهذه المعاناة استمرت لسنوات طويله وكان عشم المواطنين ان ينتبه لها الوالي بان يربط تمبول بالطريق القومي ،ولكن كعادته ركز علي مدني و نسيهم بل حتى (الجاياهم من الله ثبتها) عندما قام بايقاف العمل في طريق تمبول رفاعه الذي بداه الوالي السابق الدكتور محمد يوسف ابن الجزيره البار.
لدي قناعه راسخه تقول بان تمبول ستكون اخر اهتمامات والي الجزيره الحالي وثبت من المتابعه لمايقوم به يعمل بمنهج التنميه الشكليه وليست الحقيقيه وبالتالي فانه لم ولن يمسح دمعة تمبول الحزينه و التي لايوجد بها حتى هذه اللحظه (ولا شارع واحد مسفلت) رغم ضخامة نشاطها التجاري والاقتصادي ..فكل شي فيها غير منظم ويسير بعشوائية شديده وما ان وطات قدم اي زائر ارضها تلفحه روائح نفاياتها الكريهه التي تنتشر في كل مكان وحتى شوارع السوق واذقته تجدها مليئه بالاوساخ المتراكمه، ويتسال الواحد منا عن الاموال الطائلة التي تتحصلها محلية شرق الجزيره وتصب في خزينة المعتمد الغريب والعجيب! مصطفى الشامي اين تذهب؟ وفي الحقيقه هذا (اغرب) معتمد في السودان …ولايهمه اي شي سوى ان يكون محمد طاهر ايلا راضيا عنه …وسنكشف لكم عنه الكثير المثير قريبا باذن الله.
مواطني مدينة تمبول وماجاورها من قرى ساخطون بدرجه كبيره عن اداء والي الجزيره وبرايهم ان ايلا لم يجلس اليهم ليطلع على همومهم ،ويتحدثون كذلك عن ظلم وقع عليهم من مصطفى الشامي الذي لم يقف معهم في اية محنة، واللجان الشعبية بتمبول عاتبة على المدير التنفيذي للوحده الاداريه و تعتبر انه لم يستشرها وياخذ برايها في قراره بتوزيع الاراضي والمحال التجاريه داخل المدينه وعدد من مسؤولي هذه اللجان رفعوا شكاوى للجهات المختصه في رفاعه ومدني بهذا الصدد .
قال لي احد مواطني تمبول وكان يجلس بجواري في العربه التي سافرنا بها (والله ياولدي نحن ممغوسين من ايلا ده وخدعنا فيه ) ويعني انهم (زعلانين حد الغضب ) وواصل حديثه بقوله (وماعمل لينا اي حاجه في تمبول) واضح لي بان غالبية المشاريع التي افتتحها الرئيس مؤخرا كانت نسبة الجهد الشعبي فيها اكثر من 70%.
هذا هو راي الشارع في شرق الجزيره عن الوالي ولذلك الان تشكلت عندهم قناعه بعد التجربه تقول بان والي الجزيره لن يغير سلوكه بل ويحاول كل مره ان (يقشر) ويفتخر بجهد المواطنين للحكومه وللشعب السوداني ليقول انه الوالي الوحيد الذي ينفذ مشاريع صخمه با اموال حكوميه خالصه مع ان المراجع العام اثبت في تقريره الاخير عن تجاوزات ضخمه واهدار للمال العام في عهد محمد طاهر هذا .
على اهلنا في تمبول ان لايظنوا خيرا كثيرا في هذا الرجل وانصحهم ان لا (ينمغسوا) لانهم سيموتون ..وان يرفعوا اياديهم عاليه لله عز وجل لكي تنفرج الامور وتحل الكرب قريبا انشاء الله .

[email][email protected][/email]

صحيفة الوطن