ايها السودانين اصطفوا

ايها السودانين اصطفوا
أحمد عبد الرحيم
[email protected]
لماذا كل هذه الأزمات والمماحكات السياسية ؟ لماذا يجلب ساسة السودان المآسي لهذا الشعب ؟ ولماذا يصمت الشعب على كل ما يحيط به من ما عذابات وآلام مادية ومعنوية ؟
أعتقد أن أس الأزمة هو ترك مصير البلد والشعب منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل فى أيدى حزبىن فقط لكل منهما مآربه الخاصة فى الاتفاقية وأهدافه الخفية التى أدت إلى ما آل اليه الوضع الحالى -ومن المتوقع يزاد سوءا . فإذا كان استمرار كلا الحزبين فى قمة السلطة المركزية اثناء فترة الاتفاقية مرتبط بسريانها دون النظر إلى النتائج التى سوف تترتب على تطبيقها أو عدمه ، وهذا الاستمرار سوف ينقطع إذا طبقت الاتفاقية وبروتوكلاتها العديدة لذا سوف يسعى كلا الحزبين إلى عرقلة انفاذ هذه الاتفاقية حسب ما تم التوقيع عليه وخلق نقاط خلاف ومشاحنات سوف تؤدى إلى نزاعات وحروب تضمن تلك الاستمرارية إلى حين .
المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عينيهما على السلطة والثورة ( رغم قلتها) ولا يعيران اهتماما إلى حال أغلبية الشعب التى تعانى البؤس والحرمان من أبسط مقومات الحياة وسبل العيش بالاضافة لضياع كامل الحقوق المدنية والانسانية التى تهيئها الحكومات لشعوبها من مبدأ المسئولية مثل الصحة والتعليم والخدمات الاخرى . لهذا نراهما يتنازعان ثم يتفقان ثم يتازعان ثم يتفقان وهكذا فى حلقة تؤدى إلى ما يهدف له كل منهما على طريقته .
فمنذ تاريخ توقيع الاتفاقية وحتى الآن ظلا على هذه الوتيرة ولم يفلحا فى تحقيق أبسط اسباب نجاح الاتفاقية التى كان من المفترض أن تؤدى إلى وحدة أو انفصال بسلام وبالتالي انهاء فترة الحرب بين الحكومة المركزية وحركة التمرد فى الجنوب . وللأسف لم يتحقق هذا أو ذلك وبقى الوضع فى حالة عداء واحتراب ولكن بصورة مختلفة تماما لأن الجنوب سوف يكون دولة جنوب السودان وبالتالي فالنزاع سوف يكون بين دولتين وما أدراك ما نزاع الدول والتاثيرات والمصالح الخارجية التى سوف ترتبط به . إذا على الحزبين إعادة صياغة الاتفاقية وتوقيها من جديد بإسم ( اتفاقية الفشل الشامل ) .
وهذه الصياغة والتوقيع يجب أن تكون عن طريق الشعب المغلوب على أمره والذى كان يأمل فى حياة أفضل سواء فى الجنوب أو فى الشمال بعدما سلم أمر قيادته ? بطريقة أو أخرى ? لهذين الحزبين . فالنهاية المأسوية لما سمى باتفاقية السلام الشامل هو خير برهان على عدم الجدية فى تحقيق حياة أفضل للشعب السوداني عامة ، لهذا يجب أن يبادر الشعب إلى إعادة ترتيب أوضاع البلد وخلق بيئة سياسية توفر له حياة كريمة وسحب السلطة من هذين الحزبين و خلق تكتلات مدنية توقف تنفيذ ما تبقى من تلك الاتفاقية المشؤمة وتجميدها إلى حين إعادة ترتيب الوضع السوداني من كل النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ? فهذه الخطوة ا كان يجب القيام بها قبل التوقيع على هذه الاتفاقية ? وكذلك من الصعب فى هذا الوضع المتأزم نشوء مثل هذه التجمعات .
إن صمت الشعب فى الشمال والجنوب وكذلك عدم وضوح الرؤية للتيارات السياسية الاخرى وغياب الاحساس بالمسئولية الوطنية قاد المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية إلى المغالاة والسير بالسودان إلى هاويات عميقة وذلك بناء على عتقادهما أنهما مفوضان من الشعب ولهما الحق فى تقرير مصير البلد سابقا ولاحقا .. ومن خلال التجارب السابقة وممارسة الحزبين للسلطة واستغلالها فى تحقيق أهداف ومخططات لا علاقة علاقة بهموم المواطن والوطن فالسودان الآن فى طريقه للزوال دون مشورة أهله والتفرق والشتات لأسباب واهية وأوهام مصطنعة أثبت الواقع انها من نسج خيالات الحزبين وحصاد اياديهم برعاية ومباركة صمت واستسلام الشعب السوداني . يا ايها السودانين بلادكم فى مفترق طرق وهادى الركبان تائه فانتبهوا إلى أعداء الوطن من أبنائه قبل مواجهة أعداء الخارج الذين يحالون تحقيق أهدافهم عن طريقنا وليس بالتدخل المباشر .. اي اننا لو تركنا الوضع على ما عليه سوف نخرب بلدنا بايدينا أكثر مما هو مخرب الآن .. فتعالوا نصطف من أجل وطن يسع الجميع قولا فعلا وليس شعار للمزايدة والدعاية .