موسم الرقص مع الذئاب

? ظلت وكالات الأنباء المحلية والعالمية تتناقل خبر ما حدث بالأمس في “مستريحة” و “سرف عمران” و أولوه إهتماما بالغاً، بين أبناء العمومة “حميدتي” قائد مليشيات الجنجويد الحالي الموسومة بـ “الدعم السريع” والذي لمع نجمه في عمليات القتل النوعية التي تمت للمواطنين في هبة سبتمبر 2013، و “موسى هلال ” ذلكم القائد الجنجويدي العتيد الذي قاد ما يسمى بـ “حرس الحدود” و ورد اسمه في ذات القائمة التي طلب بموجبها الرئيس وقيادات بارزة للمحكمة الجنائية الدولية لإتهامهم بإرتكاب جرائم حرب تصنف على أنها ضد الإنسانية في دارفور.
? و قد سبق للزعيم القبلي وقائد الجنجويد السابق موسى هلال الخروج عن بيت الطاعة الحكومي عدة مرات وفي كل مرة كان يذهب إليه وفد من رئاسة الجمهورية و تتم تسوية أموره وإعادته مرة أخرى ليلعب الدور المنوط به في لعبة الموت التي تديرها أصابع النظام الإسلاموي لتصفية الإنسان الدارفوري بإشعال الإقتتال بينهم ليأكل بعضهم البعض و يظل النظام بمفسديه متفرغا لمآكله وتنمية أمواله في الداخل والخارج ليبقى حاكما.
? في هذه المرة لم يكن النظام جاداً في إعادة هلال الى بيت الطاعة لعدة أسباب :
أولها أنه قد تم إستبداله فعلياً بابن عمه حميدتي و قد أوحي الى حميدتي بأنه أكثر فعالية من هلال مماجعله يناصبه العداء طمعاً في أي يبقى وحيدا في مائدة الذئاب. وثانيها أن هلال نفسه قد طور من خطابه القبلي ليتحدث باسم كيان سياسي له مطالب وأجندة وبرامج وخطط وحلفاء وبالتالي خصوم في النظام نفسه أولهم “الوالي عثمان كبر” و خصوم غير معلنين مثل “حميدتي”، فصعب على النظام تقبل فكرة هلال القائد والزعيم القومي لا القبلي ويتحدث عن التهميش والحقوق في التنمية والمساواة بمن في الخرطوم على حد وصف هلال، مما جعل زحفه نحو السلطة ممكنا على المديين القريب و المتوسط على أسوأ الفروض فكان لابد من كسر شوكته بابن عمومته قبل أن يبادر الرجلان بتوحيد صفوفهما فكان الإسفين الإسلاموي هو الأسبق.
ثالثهما أن شخصية حميدتي ما زالت غير مدركة لما يمكن أن يحاك من مؤامرات من قبل ثعالب النظام، فهو شخص وجد نفسه قد تحول الى شخصية في الدولة بارزة تفوق وزير الدفاع نفسه ، فهو يحمل رتبة فريق و يقود قوات غير نظامية تشرعنها حوجة الدولة لها بديلا للقوات المسلحة التي يخشى النظام الشرفاء فيها، فدجن ما تبقى ليكون في مأمن من تحركات المجنزرات نحو القصر او الإنحياز لمطالب الشعب الذي ييقن النظام بأنه يتوق الى الحرية والإنعتاق من الفسق الإسلاموي القمئ، فأبتدع النظام مسألة جمع السلاح وهو على يقين بأن ذلك مستحيل ولكنه فقط ذريعة لخلق خلافات وصراعات جديدة في دارفور بالإضافة الى تعميق الخلافات القديمة فيشعل بذلك دارفور، علها تكون ذريعة أخرى لفشله الإقتصادي بعد أن ضاعت شماعة العقوبات الأمريكية “شمار في مرقة” حين مد الدولار لسانه هازئا بزيف التخطيط الإقتصادي والفساد الإسلاموي المنتن
? لم يكن يوما موسى هلال بطلا قوميا يستحق التمجيد والشفقة عليه ولكنه دمية إستخدمها النظام لقتل أهلنا في دارفور في جرائم بشعة صرخ لها الضمير الإنساني عاليا وطالب بتسليمه للعدالة ليقتص لأولئك الذين قتلوا وشردوا و أخرجوا من ديارهم بغير حق سوى النعرة العرقية التي أزكت نيرانها الجبهة الإسلامية لتنزف دماء الأبرياء مهرا لبقائها على السلطة . وكذلك حميدتي لن يكون هو المخلص للنظام ورهنا لبقائه إذا ما توحدت قوانا الحية و طالبنا بالتغيير
? قام النظام بإشاعة خبر موت موسى هلال تمهيداً لتصفيته ولكن ربما تسريبات من داخل قياداته أو ضغوط ما مورست جعل مسألة التصفية صعبة المنال فأضطر لاحقا للإعلان عن أسره
? صراع أدوات النظام في مواجهة القوى الشعبية الحية لا يعنينا بالدرجة الأساس بقدر ما هو بشارة خير لقربنا إن تحركنا بجدية لإزالة هذا النظام الذي أذلنا وقهرنا لنستبدله بنظام ديمقراطي يعبر عنا في وطن الحرية والسلام والعدالة
ويبقى بيننا الأمل في التغيير دوماً،،،،
حسن العمدة
[email][email protected][/email]