كسلا تعيش خاتمة عرسها الكبير

٭ لم تزل كسلا طفلة الأمطار الصباحية تتصدر واجهة الجمال المتوج بالخضرة، لم تزل هي نجمة الأماسي التي أخذت من تاجوج ضفائرها الطويلة، ومن كجراي قصائده التي تغنت بها وبنبعها توتيل، النبع الذي استمر يروي أهلها مدة تزيد عن مئات السنين، دون أن تجف له قطرة، لم تزل كسلا هي حبيبتي التي أنام على صدرها مطمئناً، فالأيام في هذه المدينة الأسطورة كلها بيضاء كأنها قطعة من ثوب زفاف، كسلا هذه الأيام تعيش بهجة عرسها الكبير بمناسبة ختام الدورة المدرسية القومية في نسختها 27، وأؤكد لكم أن كل من وجد من الأقدار فرصة لزيارتها في هذه الليلة سيكون كمن تناول تفاحة من حدائق بابل المعلقة.
٭ رفض الفنان الكبير ابراهيم عوض أن يمد لي مصافحا أثناء زيارة قام بها إلي دولة الامارات لإقامة حفل فني ساهر وكنت حينها مقيماً بها، عدت إلى منزلي بعد إنتهاء الحفل وأنا أسأل عن الأسباب التي دفعت الفنان الكبير أن يتعامل معي بهذه الطريقة الجارحة، وبعد ساعات تذكرت أنني حين جئت مهاجراً كنت قد وعدته أن هجرتي لن تطول، ولم أكن وفياً لعهدي معه فاستمرت هجرتي لسنوات طويلة، مما جعلني أجد له العذر في ما قام به، كيف سمحت لي نفسي أن أهاجر وأنا أنتمي لبلد تنام بين نيلين.
٭ نظر إليها وهي مكومة على سرير خشبي قديم، وقد أخذت منها السنين ما أخذت، ثم سرح بعيداً وهو يتذكرها صبية ضاحكة العيون طويلة الضفاير، كان يتبعها مثل ظلها لينال منها آخر المشوار ابتسامة عابرة، ثم توفي والدها ولحقت به والدتها بعد فترة قصيرة، فوجدت نفسها أمام مسؤولية ضخمة في تربية إخوانها، تقدم لها أكثر من رجل إلا أنها كانت ترفض دائماً، كان مستقبل إخوانها الصغار أهم لديها من كل شيء، جاهدت معهم إلى أن تخرجوا في الجامعات على يدها، تزوج منهم من تزوج، وهاجر من هاجر، الذي عذبني أن واحداً من إخوانها لم يعد يذكرها ولو بزيارة في عيد.
٭ هدية البستان:
طبع الغيمة بتسافر تشيل لأنو الريح بمشيها
وانت حرام على عيونك تشيل روحي وتروح بيها
آخر لحظة
غلطان الراحل ابراهيم عوض رحمه الله كان اخدك بالاحضان
أحمد ربك إنّو إبراهيم عوض ما أداك شلوت ولا تف على خلقتك. أنا غايتو أسع مستعد أعملهم الإتنين ليك جزاء لتطبيلك للبشير إيه رأيك
دورة صرفت فيها مليارات من حر فقر الشعب المكلوم
لتخرج لنا مزيد من الغنايين والغنايات
قال عرسها الكبير ….
غلطان الراحل ابراهيم عوض رحمه الله كان اخدك بالاحضان
أحمد ربك إنّو إبراهيم عوض ما أداك شلوت ولا تف على خلقتك. أنا غايتو أسع مستعد أعملهم الإتنين ليك جزاء لتطبيلك للبشير إيه رأيك
دورة صرفت فيها مليارات من حر فقر الشعب المكلوم
لتخرج لنا مزيد من الغنايين والغنايات
قال عرسها الكبير ….