أخبار السودان

بمُناسَبة التَعْدِيلات الجَديدة في القانون الجنائي –

= في حَوَالَيْ التاسِعة والنِصْف صباحاً.,كانَ الحُضُور قَدْ أخَذُوا مواقِعَهُم في قاعة المحكمة انتظاراً لجلسة النُطْق بالحُكْم في قضية عبد الحكيم., المُقَرَّرة لها العاشرة تماماً.
نَظَرَ القاضي إلى ساعته, وأمَرَ بإدخال المُتَّهم في القضية الإيجازية الفرعية .فنادى عليه الحاجب, وأوْقفه أمام القاضي.فسألهُ ; هَلْ دَفَنْتَ كَلْباً في مقابر المُسْلمِين ?!.
فرَدَّ المُتَّهم ; نَعَم .تَلْبِيةً لوَصِيِّتِه .
القاضي ; وَيْحَك !!. تَدْفِن عَيْناً نَجِسة في مقابر المُسلمين الطاهِرين., ثُمَّ تسْتَهْزَأ بالقاضي !?! .
قالَ المُتَّهم ; ولقد أوْصَى الكَلْبُ أيضاً بألْفِ دينارٍ للقاضي.
فقال القاضي ; رَحِمَ اللهُ الكَلْب.ونفَعَنا بذِكْرِه..إنّهُ لفَقْدٌ عظيم..وأمَرَ بشَطْب الإتهام في مواجهة المتهم.وأن يُطْلَقَ سراحُهُ بالبراءة.فتعجَّب الناسُ من صنيع القاضي, وسَرَتْ هَمْهَماتٌ في القاعة., اضطر معها القاضي لضرْب الجرس.وقال لهُم ; لا تتعجَّبُوا.لقد تدبَّرْتُ الأمْرَ سريعاً, وتوصَّلْتُ إلى أنَّ هذا الكلْب الصالح من نَسْل كَلْب أهل الكَهْف.تكبير.سَبْعَةٌ وثامِنُهُم كلْبُهُم.تهليل .اللهُ أكبر…
,,,,,,
وفي تمام العاشرة.أُدْخِلَ عَبْدُ الحكيم.وحكَمَ عليه بعقوبة معنوية, هِيَ الإقْرار بذَنْبه عَلَناً أمام قَبْر الشيخ التُرابي.حيث يجب أنْ يُسْحَب ويُقَاد في عربة عارياً إلا من قماش يستُر عَوْرته., حاملاً مِشْعلاً من الشمع الملتهب وزنه قرابة الكيلوغرام.ثُمَّ وفي العربة نفسها عند ساحة مسجد النور بكافوري, وفوق منصة الإعدام التي ستُنْصَب هناك, يجْرِي قَرْصُه بقارِصة في حَلَمَتَيْه وذِراعَيْه.,ورُكْبَتَيْه وشَحَمات فخذيْه.على أنْ يحْمِل في يده اليُمْنَى العصا التي ارتكب بها جريمته.جريمة قَتْل كَلْب.ثُمَّ تُحْرَق يَدُه بنار الكبريت.وفوق المواضع التي قُرِصَ فيها يُوضَع رصاص مُذَوَّب., وزيْتٌ مَحْمِيٌّ وقَارٌ صَمْغِيٌّ حارِق., وشَمْعٌ وكبريتٌ ممزوجان معاً.وبعدها يُمَزَّق جَسَدُه., ويُقَطَّع بواسطة أربعة أحْصِنة.ثُمَّ تُتْلَف أوْصالُهُ وجَسَدُه بالنار حتى تتحَوَّل إلى رماد يذْرِي في الهواء.
لم تكن الأحصنة التي اُسْتُخْدِمت مُتَعَوِّدة على الجَر.,بحيث أنه بدلاً من أربعة كانَ لابُدَّ من استخدام ستة.ومع ذلك لم يكن هذا كافِياً.فتوَجَّبَ من أجل اقتطاع رُكَب عبد الحكيم قَطْع أعصابه ومفاصله بالفأْس.ثُمَّ جرى اشْعال الكبريت.ولكن النار كانت خفيفة حتى أنَّ جِلْد أعلى اليد فقط لم يتأذَّ إلا قليلاً.وبعدها جاءَ أحد مُنَفِّذي الحُكْم وقد شَمَّرَ عن ساعِدَيْه إلى أعلى من المِرْفَق.فأخذ يقْرُصُه بالقارِصة في شَحْمة الفَخْذ الأيْمَن.ثُمَّ في الرُكْبة.وانتقل منها إلى قِسْمَيْ شَحْمة الذراع الأيْمَن ثُمَّ الحَلَمَتَيْن.
هذا المُنَفِّذ وإنْ بدا قَوِيَّاً متيناً, لَقِيِ الكثير من الصعوبة في اقتلاع قِطَع اللَحْم التي كانَ يأخُذُها في الكَمَّاشة مرَّتين أو ثلاث مرَّات من الجانب ذاته وهو يَفْتِل.وما كانَ يطلع معه كانَ يُشَكّل في كل موضع جُرْحَاً بضخامة قِطَع نقود كبيرة.
بعد هذه القرْصات كانَ عبْدُ الحكيم يرفع رأْسَهُ وينظر إلى حالِه.وبعدها تَمَّ ربْط أمراس صغيرة بالأمراس المخصصة للربط بالأحْصِنة.ثُمَّ رُبِطَت الخُيُول فوقها بكُلِّ طَرَف على طُول الرُكَب والأفْخاذ والأذرعة.وشُدَّتْ الأحصنة فسَحَبَ كُلُُّ منها طَرَفاً بشكل مُتَواز.وكانَ كُلُّ حصان يقودُه مُنَفِّذ .وبعد رُبع ساعة تَمَّ تغيير اتجاه الخُيُول عند الشَد.فخُيُول الذراع الأيْمَن سُحِبَت باتجاه الرأس.وخُيُول الرُكَب رُدَّتْ باتجاه الرُكَب مما أدَّى إلى كَسْر الذراعَيْن عند المفاصل.وكانَ عَبْدُ الحكيم يرفع رأْسَهُ وينْظُر إلى حَالِه.وأخيراً قالَ المُنَفِّذ للقاضي ; إنه لا أمَلَ في هذه التدابير.وسألَهُ إنْ كانَ يُمْكِن تقْطيعُه إلى قِطَع.ولكنَّ القاضي رَفَضَ ذلك وأمَرَ بِبَذْل جُهُود جديدة.وهذا ماحصل.ولكنَّ الخُيُول توقَّفَت, وسَقَطَ أحَدُها الذي كانَ مربوطاً بالرُكْبة على الأرض.فسَحَبَ المُنَفِّذ سكيناً من جيْبِه وقَطَعَ الفخْذَيْن من دون جِذْع الجسم.وكانت الخُيُول في أقْصى سُرْعَتِها فسحَبَت الفخْذَيْن وراءَها.أيْ الفَخْذ من الجهة اليُمْنَى أوَّلاً والآخر بعده.وبعدها حدثَ ذات الشئ بالذراعَيْن وفي موضع الكَتِفَيْن والباطَيْن وفي الأقسام الأربعة.وبعد اجْتِزاء هذه الأقسام نَزَلَ شَيْخٌ من هَيْئة عُلَماء الدين ليُلَقِّن عَبْدَ الحكيم الشهادة.لكن المُنَفِّذ قالَ أنَّهُ مات.رَغْمَ أنَّهُ كانَ يضطرب وفكُّه الأسفل يذهب ويجئ كما لو كانَ يتكلم.
بعد ذلك رفعوا جذع الجسم لرَمْيِه فوق الحطب المُشْتَعِل المُعَد داخل العَرْصة على خط مستقيم من منَصَّة الإعدام.وسُلِخَت الأطراف الأربعة من أمراس الخُيُول.ثُمَّ غُطِّيَ الجسم بالحَطَب والرزم.وكانَ عَبْدُ الحكيم ما يزَالُ حَيَّاً.وَوُضِعَت النار في القش المختلط بالخشب.وظلَّت قِطَع اللَحْم والجذع حوالي أربع ساعات تحترق.وتحوَّل كُلُّ شئ إلى رماد.ولكن قطعة أخيرة وُجِدَتْ في الجَمْر لم تَتَرَمَّد إلا بعد ساعة أُخْرَى.
وأرادُوا معرفة السبب الذي حَمَلَ كَلْباً على النَوْم في الساحة التي كانت فيها المَحْرَقة.وقد طُرِدَ مِنْه عِدَّة مَرَّات.ولكنَّهُ كانَ يَعُودُ دائِماً.
“شُكْرِي”

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..