انذار مبكر للحكومة والمسؤولين والمواطنين!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

انذار مبكر للحكومة والمسؤولين والمواطنين!!!!

ب/ نبيل حامد حسن بشير

جامعة الجزيرة

15/11/2015م

أنتهى خريف هذا العام بخيره وشره، وأصاب الاحباط الزراع والرعاة، ومن يفهمون في علوم الاقتصاد وغيرها من العلوم التي لها علاقة مباشرة بالاقتصاد الكلي ، وكما يقول أهل الاقتصاد أيضا الاقتصاد الجزئي!!!! خريف هذا العام ، كمثال في الجزيرة، لم تهطل به سوى مطرة واحدة طوال شهر يوليه، وخفيفة في أغسطس، أما سبتمبر فقد كان مأساة . أكتوبر عادة هو (عوا وسماك) فقط لمن يعرفون أسماء العينات. الجزيرة بصفة عامة والمشروع (المرحوم) بصفة خاصة يعتمدون على أمطار يوليه وأغسطس لتأسيس المحاصيل، وسبتمبر يكمل النقص ببعض الريات. اعتبارا من أكتوبر حتى الحصاد يكون الري هو الأصل. هذا بالنسبة للزراعة. أما بالنسبة للمرعى فيوليه وأغسطس هما الأساس في نمو الحشائش بكل الولاية. الخريف هو الفصل الذي تشبع فيه حيواناتنا وترتوي وترتاح وتستعيد عافيتها. ما حدث هذا الموسم كان كارثيا. اعتمد المرحوم (المشروع) على الري منذ اليوم الأول، وعانت الحيوانات أشد المعاناة وما زالت تعاني حتى اليوم من جوع واضح مع عدم مقدرة أصحابها على توفير القصب أو البرسيم أو العلائق المركزة التي أصبحت أسعارها خرافية.

أما الجارة ولاية القضارف فلا أعتقد أنها أفضل حالا من ولاية الجزيرة. فقد جاءت الأمطار متأخرة جدا، خاصة بالجزء الشمالي والغربي منها. والطريق من مدني حتى قرب مدينة القضارف تقريبا جاف لدرجة كبيرة وكانت الحشائش في الماضي بذات الطريق من الكثافة بدرجة قد يختفي من بداخلها انسان كان أم حيوان كبير، وبه تنوع من الحشائش التي تغطي احتياجات الحيوان من كل العناصر مع توفر تجمعات الماء. أما عن الزراعة فقد كانت متأخرة جدا نظرا لتأخر الأمطار أو عدم انتظامها. بعضها نجح الي حد ما والعديد من المزارعين أعاد الزراعة عدة مرات، لكن تقلصت المساحات بدرجة كبيرة. وطبقا لمصادر موثوقة فان انتاجية المنطقة لن تزيد عن 50% من انتاج العام الماضي، وان الذي زرع متأخرا قد يستخدم للرعي.

قد نقول ذات الشيء عن ولاية سنار، مع افضلية بسيطة لولاية النيل الأزرق، خاصة من ناحية المرعى. الأخبار القادمة من شمال كردفان تتطلب الحيطة والحذر منذ الآن، أما جنوبها فالمزروع فيها لا يقارن بالأعوام الماضية، أما خريفها فهو أقل من المتوسط، وبالتالي فان المرعى قد لا يغطي الاحتياجات حتى الخريف القادم. ولايات دار فور الأحوال فيها تختلف من الشمال الى الجنوب، علما بأن الكثافة الحيوانية فيها عالية جدا، والمرعى لا يرقى الى أن نقول بأنه سيغطي احتياجات ثروتها الحيوانية.

كل ما جاء أعلاه قد يتطلب اتخاذ عدة خطوات احترازية زراعية واقتصادية واجتماعية وسياسية.

من الناحية الزراعية فنتوقع ارتفاع أسعار المخلفات الزراعية بصورة غير مسبوقة خاصة مخلفات الذرة وطلق القطن وقش الفول، وقد يكون عائدها للمزارع أعلى من عائد المحصول نفسه. وقد يقوم البعض بتخزين القصب وقش الفول للحصول على أسعار أفضل بعد عدة أشهر، خاصة أثناء فترة الشتاء حتى فبراير 2016م. بالنسبة للمساحات التي ستزرع قمحا بالمناطق المروية نتوقع أن يكون لقش القمح عائد كبير، ولن يحرق كما كان يحدث في الأعوام السابقة. وبهذه المناسبة فان قش القمح من أفضل أنواع الأعلاف بالنسبة للبقر الحلوب فقد جربته بنفسي وكان اللبن لها كثافة عالية ونكهة لبن حقيقية وتحسنت صحة الحيوانات بدرجة ملفتة للنظر.

كما ننصح بأن تقوم الوزارة بتوفير بذور الذرة الشامية لكل مزارعي المناطق المروية حيث أنها قابلة للزراعة في السودان طوال العام ويمكن الاستفادة من الحبوب لمصانع الأعلاف و القصب لتكملة الاحتياجات حتى الخريف القادم علي أن يحفظ في شكل بالات ومكعبات مخلوطة بالمولاس أو بدونه. كما نوصي بزراعة مساحات من اللوبا المحلية والبرازيلية لتغطية النقص في الأعلاف الغنية بالبروتين في المناطق التي لا يصلح بها زراعة البرسيم وبالجروف وحول الزراعات المختلفة بالجداول والتقانت لمن يملكون قطعان صغيرة.

بالنسبة للسياسات الاقتصادية فنرجو أن يوقف تصدير الذرة للخارج حتى لا يحدث عجز ، وحتى لا ترتفع الأسعار أكثر من ذلك مما سيجعل المنتجين الي التخلص من حيواناتهم أو النفوق أو الهزال وتوابعه. ثروتنا الحيوانية من أعمدة اقتصادنا وان فقدنا جزء منها فمن الصعب استعادته في المستقبل القريب. نتوقع أن يقوم الكثير من المنتجين بالتخلص من جزء كبير من قطعانهم كما حدث في نهايات ثمانينات القرن الماضي وبأسعار زهيدة، خاصة الاناث منها. هنا قد تنخفض أسعار اللحوم الي حد ما، لكنها ستكون ذات جودة منخفضة جدا وهزيلة. عليه، قد يقوم البعض الأخر، خاصة ذوي المزارع المروية بشراء قطعان منها واستغلال هذه الظروف وتحدث تحولات كبيرة في مكان ونمط الانتاج. يجب أن تضع الدولة ذلك في حسبانها، وتشجع البنوك على توفير التمويل لمثل هؤلاء حتى يحافظوا على هذه الثروة، و يا حبذا ان كان ذلك التمويل من نصيب الشباب والخريجين من كليات الزراعة والبيطرة والانتاج الحيواني. أيضا ان كانت هنالك اتجاهات للتصدير فيجب التركيز عليها الآن حيث لا نتوقع أن تكون هنالك كميات مناسبة للتصدير في مقبل الشهور. نطالب أيضا بحجز كميات مناسبة من المولاس واستغلال البقاس بكميات لتوفير أعلاف مركزة. هنالك دراسات متوفرة عن هذا الأمر بجامعة الجزيرة، وابحاث الثروة الحيوانية بحلة كوكو.

من الناحية الاجتماعية فقد تحدث تغيرات جوهرية من ناحية الكثافة السكانية، ومواقع تجمع الحيوانات، وحدوث مشاكل بين الزراع والرعاة، وبين القبائل ومناطق رعي كل منها، ونزوح الكثير من الحيوانات الي جنوبنا السابق، والي افريقيا الوسطى وتشاد ان كان حال المرعي هناك أفضل من مناطقهم. قد يؤدي ذلك الي مشاكل اجتماعية وقبلية وسياسية.

كل ما جاء أعلاه من المتوقع أن ترتفع الأسعار منذ الآن حتى الخريف القادم بدرجة قد لا يحتملها الضعفاء من المجتمع والموظفين والطبقة المتوسطة التي اختفت من المجتمع السوداني. نتوقع ارتفاع أسعار الألبان ومشتقاتها واللحوم الجيدة بدرجة قد تصل الي الضعف. سينعكس ذلك على السلع الأخرى حيث أن لها متطلبات للسلع المذكورة وغيرها من السلع الزراعية التي سترتفع أسعارها بدرجة كبيرة نتيجة أسباب الكل يعرفها ولا داع للخوض فيها، بما في ذلك أسعار العملات الصعبة.

عليه يجب أن تتضافر الجهود بين وزارات الزراعة والثروة الحيوانية والاقتصاد..الخ. يا سادة، ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرون ما بأنفسهم. يجب أن نخطط بدقة لما هو قادم، وهو موقف حرج جدا، ولا يحتاج الي نبى الله يوسف بن يعقوب ليخطط لنا، فلدينا جيش جرار من العلماء الذين ليهم خطط وأفكار وبرامج يجب التشاور معهم والاهتداء بآرائهم.

هوامش

· الوالي الجديد وجد دعم كبير من المواطنين بالولاية، وقام برصف عدد من الطرق الهامة بمدني وبعض مدن الولاية مما وجد الاستحسان وقام البعض بذبح الذبائح بالطرق التي رصفت وتركها للمساكين تعبيرا عن الفرحة والشكر.

· نفس هذا الوالي قام بتشليع كل اللافتات والأكشاك والدربزينات بكل المدينة دون أن يضع في الحسبان ان كانت من الجماليات أو من المقبحات للمكان، مما تسبب في خسائر مادية كبيرة للجميع وتراكم المخلفات مع عدم معرفة من سينقلها أو يخزنها أو يقوم بشرائها وأعطى فرصة لا تزيد عن 24 ساعة أو غرامة نصف مليون جنيه والازالة بطريقتهم. تسبب هذا في انخفاض شعبيته بنسبة كبيرة.

· أوقف سيادته صرف المرتبات واليوم هو 20 من الشهر ولم يتم صرف المرتبات لأنه يريد مراجعة هذه المرتبات. هل هذا منطق مقبول يا سيادتك؟ من أين يأكل الناس وقد توقف الجميع عن اعطائهم احتياجاتهم حتى تسمح بإطلاق مرتباتهم. تسبب هذا ايضا في انخفاض الشعبية.

· دخل سيادته في خلاف مع مدير الخدمة المدنية بسبب بعض التعيينات التي طالب بها هو مع رفض المدير لذلك نظرا لعدم وجود وظائف، فأوقفه عن العمل!!!!

· هنالك تحرك داخل المجلس التشريعي ضد ما قام به من تكوين هيئة لنظافة المدينة دون الرجوع الي المجلس وتم تجميع توقيعات 66 عضو بالمجلس!!!

· هنالك صفوف غير مسبوقة بخصوص انعدام غاز الطبخ والبنزين. السبب عدم توفر المال وديون كبيرة بالنسبة لشركات البترول على الولاية!!!!

· نقول لسيادته، كن ديموقراطيا، وشاور وأشرك الجميع في القرارات حتى لا تندم عليها. اترك كل وزير يقوم بعمله بدلا أن يتشغل كما نرى الآن بالفيس بوك والواتساب!!!

· نحن نأمل فيك الكثير فنرجو أن لا تجعل أمالنا تذهب هوج الرياح.

ا للهم نسألك اللطف (آمين).