سوداني في كل حال…

[CENTER]
[/CENTER]

كثير من المواطنين السودانيين، يرمون جام غضبهم على المعارضة السودانية وتشرزمها وانقساماتها، وهزال بنيتها، وضعف سياستها، ويرهنون فترة الفشل بالمدة التي قضتها حكومة المتأسلمين المتعسكرين في سدة الحكم، ويضعونها حججاً وذرائع رغم ايمانهم التام بأن هذا النظام بداية برئيسه، وحتي آخر منسوبيه قد ولغوا في الفساد، حتي بلغوا منتهاه، وانغمسوا في الجرائم والآثام حتي وصلوا نهاية مستواها، ولكن بالرغم من ذلك بعض المواطنين ينظرون للحكومة بأنها أفضل نسبيا من المعارضة ؛ طالما ان تلك الاهرامات المتقوقعة منذ الأزل، جالسه في مقاعدها لا تموت ولا تفوت، فاحتموا بالحاضر خوفا من القادم، وبتلك المقارنة وضع المواطنين أنفسهم في خانة المتفرجين، او المحللين، وتناسوا ما يحدث للبلاد، والعبء الذي سيصب علي كاهلهم لإصلاح ما يتلفه المتأسلمين المتعسكرين، والتمزق الذي يصعب رتقه، والمشردين الذين يصعب إعادتهم، والمآسي والآلام التي يتجرعها أهلهم، وذويهم، وشعبهم .
إن الخانة الذي يشغلها المواطن الآن تماثل خانة حكم في مباراة قدم، وهو يمسك بالصافرة لينفخ عليها من بعيد ؛ ليحتسب الاخطاء بخوف ورهبة في كل مخاشنة، او حركة سيئة ويتجنب طرد اللاعبين الذين يستحقون كرتاً أحمر، خوفاً من غضبة الجمهور، وهذا ما يعطي للاعبين السيئين فرصة للتمادي والتهور !!.
ولو جلس المواطن مع نفسه وادار صوت عقله سيعلم أن المعارضة، والحكومة يجب أن يمتثلا لأمره، وينفذا مطالبه، وهذه هي سنة العمل العام، فمقاييس الدولة مرتبطة بالحقوق الواجبات، وكذلك المواطنين عليهم ما علي الدولة . تحت ظل الحرية المرهونة بمراعاة حقوق الآخرين والالتزامات المتبادلة في تكملة نواقص المجتمع، ويقع العبء علي الشعب في تحديد المناصب السلطوية التي تخدمه، بعوامل زمنية مقدرة تمنح حقوق تبادل السلطة بميزان العدل والمساواة، فاذا اختل هذا الميزان سقطت الدولة، واندثر المواطن .
والإخفاقات التي أصبحت متوارثة جينييا في عقلية المواطن السوداني هي الأنانية المفرطة، فعندما يجد المواطن بعضاً من الرفاهية، وتتمحور حوله النعمة، وينعم بالاستقرار، تكون نظرته من زاوية واحدة، وهي الدفاع عن النظام الحاكم مهما كانت سيئاته خوفا من الغائب، فيكون دفاعه بصورة مستميتة من أجل مصالحه الشخصية وهذا ما يمنع عقله الداخلي للإستماع للآخرين، حتي ولو كانوا علي الصواب وهو يعلمهم، ويتذرع بالإرادة الإلهية، التي هي برآء من كل مظلمة ومسغبة، اما المواطنين الذي تغلبهم الحجة والمقارعة، فيقنعون أنفسهم ومن حولهم بان الحديث السياسي غير محبذ لديهم، فيتجنبوا المناقشات، حتي لا تلسعهم وخزات الضمير، والمدهش في الأمر أن نفس المواطن اذا عبثت به الدنيا، وأصطادته يد الظلم ومسه الشر، ووجد نفسه مفصولاً من العمل، أو علي قارعة الطريق، فتأكد بانك ستجده في كل موقع ومنبر يشجب، ويدين، ويكافح، وينافح ضد النظام الظالم المستبد، وهذا ما جبل عليه كبارات القيادات المعارضة وحذا المواطنين بحذوهم، فتجد المواطنين والمعارضة تتقمصهم روح المصلحة، وحب الذات، وكلمة وطن او الدين لا تساوي في قاموسهم سعر الحبر الذي تكتب به .
وحديثي لا يشمل الجميع، ولكن يشمل الاغلبية التي تتسابق وتتقافز أمام اعيننا، والتي تذهلك بجراءتها في التحول الدرامي وتبادل الأدوار، من أقصي اليمين الي أقصي اليسار، بلا حياء ولا خجل ولا تمسك بالمباديء ! . فهذه الفئة كلمة المبدأ في قاموسها لا تعني إلا الفائدة، وقد ظهر في الآونة الاخيرة كثير من الشباب، والمعارضين، والقيادات التي اصابتها الفاقة ووجدوا انفسهم في قارعة الطريق، فبرزوا يزأرون كالأسود الضارية ضد النظام بحثاً عن مدخل، ان الحق ورفع الظلم يجب ان ننادي به كل الحالات، والا أصبح رياء .
من حق كل وطني غيور، ومحب لتراب أرضه، أن يعارض ضد الظلم، ويكافح، ويناشد ويخلق كيانا آمنا مع الذين يؤمن بمسيرتهم الاخلاقية في العمل العام، ومن حق الشباب الذين يرون في انفسهم القدرة والمعرفة ان ينبروا لقيادة ثورة التغيير والإصلاح، والمعارضة ليست مسجلة باسم اشخاص او افراد او طوائف، بل الارتباط اصبح بالمنهج والسلوك والاجتهاد، والمثابرة وبرنامج واضح متكامل ينفذه ابناء الوطن الأحرار المؤهلين علمياً، واجتماعياً من كافة الأطياف السودانية .
فلا تدعو المعارضة والحكومة يستلبا حقوقكم .
ان كلمة وطن لا تعني اين تسكن ؟ ولا كيف تعيش ؟ ولكنها قيمة لكل إنسان، ورمزاً يبرز من اين أنت في هذا العالم لينظر اليك ساءلك بتقدير او بتحقير، فلا تحقروا الوطن، فنحن شعب كان نبراساً، ومنارة للأمم، وقيمتنا يعلمها التاريخ، ومدونة في الكتب، ولا قيمة لك سوي بوطنك وانتماؤك، واهلك، وشعبك .
وكم أنا فخور بأني سوداني، مولداً، ومنبعاً وملاذاً، وفخور بأن الثورة القادمة ستعلم الكثيرين، بان القادم أحلي .
وغداً نعود كما نود …

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..