قمة الإنحطاط الأخلاقي!!

خلف الستار

مشهد أول:

في تقرير قدمه الإعلامي/محمد عبدالكريم في قناة الخرطوم فقرة الأخبار الأن،عن دار المايقوما لرعاية الأطفال غير الشرعيين مستضيفا فيه د/محمد محي الدين رئيس المركز الذي ذكر أن المركز يستقبل ألف طفل كل عام،يموت منهم حوالي مئتان نتيجة لعمليات تسمم قاتله،نقص الوزن،فقدان الرضاعة،والأهات المستديمة بالإضافة الي معاناتهم الحادة في توفير إحتياجات المركز التي تصل للمليارات سنويا،والمؤسف في الأمر أن القليل من الدعم الذي يصلهم يأتي من الشرائح الخاصة،المرأة السودانية،مساهمات الطلاب،وبعض المحسنين وليس هنالك أي دعم رسمي يُذكر .
مشهد ثاني:-
في توثيق أخر أعده السيد/عبدالله دومه عن جرائم الإغتصاب في دارفور بالتضامن مع بعض منظمات حقوق الإنسان،وتم التركيز فيه علي معسكرات النازحين ولقاء عدد مُقدر من النساء اللائي تعرضن لأبشع عمليات الإغتصاب الجماعي،حيثُ ذكرت إحداهن وهي تبكي بمرارة في الفيديو،عن قصة إقتيادهن الي معسكر الجنجويد مع جاراتها السته،بعد ما تم قذف منطقتهم كرنوي بقنابل الأنتينوف ونهب كل ما فيها،وحرق المتبقي من مقتنياتهم ومنازلهم،وبتقول ده كلوا ما مشلكة لكن الكعب لامن ودونا معسكرهم وقعوا فينا إغتصاب بالجملة وحصل حمل!وجبنا منهم عيال وهسي عيال كتار في المعسكر ده حقن جنجويد،بس ولا نقدروا نسووا حاجه ليهم لأنو كان أبهاتهم جنجويد كلو نحنا أمهاتهم!والمراة الزوجا قبل المشكلة ده الولد ببقي سوا مع باقي اخوانوا ونسموا علي أبوهم!والرجال البابوا كمان ما يسموا جني جنجويد بإسمهم نخلوهم توا،إلا حدو الله غالب نسووا كيف!!
إذن لامن نرجع للمشهد الأول حق دار المايقوما،بنلقي ألف طفل مجهول الأبوين بخشوا المركز في الخرطوم،وهم في حال سيئه خالص لأنو معظمهم بلقوهم في كراتين في الكُوش ومكبات النفايات،وبعضهم بنهشوهم الكلاب إذا سلموا من دهس إطارات العربات في الشوارع الكبيرة،طبعا ديل بوضعهم المزري ده حالفهم الحظ بطلوعهم للدنيا الظلمتهم من أول لمحه!والحظهم أكثر سوءا هم الألاف البتم تسقيطهم بالعقاقير الطبية وجزء من الحاجات الطبيعية المعروفة!وكذلك في الوف تانية بتم قتلهم وكبهم في دورات المياه،واللقوا رأفه بسيط بتم دفنهم بالدس بعيدا عن المقابر،وأحيانا بتم إستئجار بعض أصحاب المصالح عشان يتولوا دفنهم في المقابر!والمؤسف إنو في أخرين بموتوا مع أمهاتهم أثناء عمليات الإجهاض الأليمة البسووها بعض الدايات،الممرضات،والدكاترة العندهم عيادات خاصة بالقصة دي قصاد قروش كتيرة كده!الكلام ده كلوا في العاصمة يعني الحيصلة تطلع حوالي تلاته ألف طفل ضحية ممارسات خاطئه بأقل تقدير!ونفس القصص منتشرة في الولايات بس بصورة أقله شوية،ولكن مؤكد إنو العدد في بقية الولايات بصل حق العاصمة بقراية تقديرية،يعني الحصيلة بتكون عندنا حوالي سته ألف طفل ديل كلهم ضحايا بالبارد وما محسوبين،ونحن كشعب سوداني مجتمع ملائكي أخلاقنا مافي زيها في العالم!طبعا السته الف ديل ضحايا الدم البارد وفي ضعف العدد بموتوا في الحرب في دارفور،جبال النوبة والنيل الأزرق!بالإضافة الي ستة ألف تانيين بقتلهم الأمراض الفتاكه ونقص المناعة،في الشرق،الوسط،وبقية أنحاء السودان وضعفهم في معسكرات هيبان،النيل الأزرق،دارفور وبقية المعسكرات في تشاد!يعني بالمنطق كده بكون عندنا حوالي تلاتين الف طفل ضحية في العام الواحد.وممكن نضرب التلاتين ألف في عمر الإنقاذ عشان يدينا النتيجة النهائية.
لامن نعود للتحليل فيما يخص الظاهرة المنتشرة بشدة،بنلقاها بتنسف كل القيم الدينية،الأخلاقية والإنسانية البنتكلم عنها كسودانيين إنو نحنا مجتمع فاضل متدين وأحسن شعب من حيث شنو شنو كده!وفوق لده بنلقي الأب البطرد بتوا من البيت وبتبرأ منها عشان غلطت!مع إنو الأباء هم بشر وكتار عندهم تاريخ عجيب! والأخوه البكسروا رقبة أختهم عشان جابت ليهم العار،وهم عندهم أولاد كتار حايمين في بطن الحلة،وكذلك الأمهات البشجعن بناتهن تحت تحت للتخلص من الحمل بأي طريقة!وإحتمال يسفروهن لحتة تانية لإنجاز المهمة بسلامة!من باب السترة والعافية والحفاظ علي مستقبل البنت،بس المُخجل في نفس الوكت ظاهرة إنتشار علاقات النسوان المتزوجات بالشباب،والقصة لقت قبول من الشباب العازفين عن الزواج لأنها أمنة،وما مكلفه يعني قصص لو بتحبني حول لي رصيد وباقي المصدعات مافي!والمحظوظين بعد كراع العنقريب المزبط بلقوا ليهم مصاريف كمان!!
ومن جانب تاني بنلقي بنات الجامعات علاقاتهم المصلحية مع ناس العربات المظلله كترت،وفي الشوارع واقفات منتظرات مجرد تأشيرة!والمؤسسات الحكومية كمان عشان الواحدة تشتغل لازم تخضع لمعاينة فندقية كشرط أساسي في القبول!ده طبعا بعد تجاوزهن مرارة الجامعات بصبر علي القوانين الجديدة،حقت تختاري شنو في النجاح ياأمورة رفيق ولا ربيد!بالإضافة الي قصص الحب البدون عنوان والخطوبات البتستمر سنين وتطرشق!وتكاليف الزواج الكتيرة اللسة متمسكين بيها الأسر،معايير ده ما بنفع لأنو أزرقاني شديد وأهلو غرابة أو ديل رطانه،إفرازات الزواج الجبري،حلات الطلاق المتزايدة،هجرة الشباب،إرتفاع معدل العنوسة،عمليات الإستغلال للفتيات الصغيرات،إفرازات الحروب المستمرة في الهوامش،المشايخ الفجرة والأئمه الضلاليين،ضعف التعليم وإنتشار الثقافة السالبة للميديا،إنحلال الأسر وتشتتها،وغياب دولة القانون.
إذن في تقديري الخاص المجتمع كلو مسؤول مسؤولية مباشرة إزاء هذا الإنحطاط الاخلاقي والتراجع المريع في القيم والمباديء!لانو ترسباب الإنهيار تتوالي ولسه نحنا بنصفق للحكومة ومنتفعنها الأرزقية،المواصلين في تدمير شعب بكاملوا نهائيا،والبنشاف بالعين ما بضووا ليهو نار علي قول أهلنا،وبعد ده كلوا لسه دايرين يكملوا مشاريع التنمية،بالله شوفوا شكل تنميتهم دي وصلتنا لحدي وين!وأي سودانية أو سوداني غيور لايمكن أن يرضي بالعبث الفوضوي وهدم الأعراض ده يستمر أكتر من كده!فقط تخيلوا معاي في المشهد التاني إنو مليشيات يغتصبوا زوجتك بصورة جماعية ويجبوا ليك طفل تسمي بإسمك وتشرف علي تربيتوا،كده أي سودانية باقي فيهو ذرة أدمية يخط نفسوا في الحتة دي ويعيش مستوي الإحساس بالألم والمعاناة لخمس دقائق!عموما في مئات من الأطفال بالوضع الأليم ده في كل المعسكرات المليانة بملايين النازحين،والأطفال ديل نشأؤوا وترعرعوا في ظل الظروف القاسية دي،وجواهم أكيد براكين من ثورات الغضب القابلة للإنفجار تحت أي لحظة!وبنفس المستوي ده في الاف من الاطفال الوصولوا لمرحلة الشباب مشردين ومنتشرين داخل المُدن،والمجتمع قاعد يقول ديل سلوكياتهم غريبة وبصفوهم ب{جيل الغضب} ااي هم فعلا غضبانيين وكان لقوا فرصة ما برحموا كبيرهم الإتسبب في وجودهم ونكرهم!ولا صغيرهم الكان بشمت فيهم طوالي،وطبيعتهم دي ما غريبة لأنو ذات المجتمع السوداني المثالي ولد أباءهم البضربوا الأطفال بالطائرات،وبشتروا أسلحة من الناس السمحين القبل اليوم عملوا سبعة وذمتا مع أجدادنا داخل السودان،عذبوهم،حرقوهم،كتلوهم،باعوهم وكمان إغتصبوا النسوان وعملوا عمايل كتيرة،عشان كده قاعدين يكرروا سيناريوهات التاريخ بتطبيق ثقافة المستعمر حرفيا وتطويرها،بس قسوتهم بقت أكتر من حقت المستعمر نفسوا،عشان كده ما حريصين علي سترة جرائهم وفخورين بيها،والبتأكد الحته دي عدم دعمهم لمركز المايقوما إلا انو البهمهم الأمر من الناس اللسة فاضله فيهم الضمير،من الطلبة،المراة السودانية،والرجال المحسينين هم سند المشروع زيما ذكر المدير.
يبقي نحنا كسودانيين ماشين لمرحلة الإنقسامات،التشرذمات،التكلتلات،القبليات،العنصريات والإنقراض النهائي!فما باقي حاجة يا نكرب صلبنا ونتحد ونقوموا نرفعوا شعار نكون أو لا نكون،أو بباقي صبرنا الفضل نتحمل ونموت سريريا ونبقي تاريخ يدرسوا الشعوب ويقولوا هنا كان شعب السودان العظيم قبل التلاشي.

صالح مهاجر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بس المُخجل في نفس الوكت ظاهرة إنتشار علاقات النسوان المتزوجات بالشباب،والقصة لقت قبول من الشباب العازفين عن الزواج لأنها أمنة،وما مكلفه يعني قصص لو بتحبني حول لي رصيد وباقي المصدعات مافي!والمحظوظين بعد كراع العنقريب المزبط بلقوا ليهم مصاريف كمان!!

  2. نتفق معك في أن الانهيار الذي أصاب كل شيء قد أصاب الأخلاق في مقتل …
    ولكن لماذا تخلط بين الشعب السوداني ( المجتمع ) والحكومة ؟؟؟ وعلى أي أساس بنيت تقديرك بأن المجتمع كلو مسئول وأنت تعرف من اغتصب النساء في دار فور ؟؟؟ ومن الذي قصف القرى الآمنة بالقنابل ؟؟؟ ومن الذي تسبب في ندرة الدواء ليموت الأطفال بالكوليرا وغيرها ؟؟؟ ومن الذي تسبب في الأزمة الاقتصادية ليجعل بنات الجامعات ينتظرن أصحاب السيارات المظللة ؟؟؟ هل هم الشعب السوداني ؟؟؟ لماذا لا تطعن الفيل وهو ماثل بين عينيك ؟؟؟

  3. بس المُخجل في نفس الوكت ظاهرة إنتشار علاقات النسوان المتزوجات بالشباب،والقصة لقت قبول من الشباب العازفين عن الزواج لأنها أمنة،وما مكلفه يعني قصص لو بتحبني حول لي رصيد وباقي المصدعات مافي!والمحظوظين بعد كراع العنقريب المزبط بلقوا ليهم مصاريف كمان!!

  4. نتفق معك في أن الانهيار الذي أصاب كل شيء قد أصاب الأخلاق في مقتل …
    ولكن لماذا تخلط بين الشعب السوداني ( المجتمع ) والحكومة ؟؟؟ وعلى أي أساس بنيت تقديرك بأن المجتمع كلو مسئول وأنت تعرف من اغتصب النساء في دار فور ؟؟؟ ومن الذي قصف القرى الآمنة بالقنابل ؟؟؟ ومن الذي تسبب في ندرة الدواء ليموت الأطفال بالكوليرا وغيرها ؟؟؟ ومن الذي تسبب في الأزمة الاقتصادية ليجعل بنات الجامعات ينتظرن أصحاب السيارات المظللة ؟؟؟ هل هم الشعب السوداني ؟؟؟ لماذا لا تطعن الفيل وهو ماثل بين عينيك ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..