محنة احزاب ام ضعف قانون

اقامت اللجنة التنسيقية العليا لمخرجات الحوار الوطني ورشة عمل بعنوان الانتخابات ومستقبل الممارسة السياسية في السودان في يومي الرابع والخامس من هذا الشهر بمشاركة غالبية القوي السياسيه التي انتظمت الحوار الوطني بقاعة الصداقة بالخرطوم وسط حضور مكثف من القوي السياسيه برعاية رئيس الجمهورية الذي حضر انابةً عنه النائب الاول لرئيس الجمهوريه ورئس مجلس الوزراء بحكومة الوفاق الوطني وبحضور رؤساء الاحزاب السياسية المشاركة في الحكومة ورؤساء لجان المجلس الوطني ونوابهم ونواب المجلس والسادة الوزراء ووزراء الدولة والسلك الدبلوماسي ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات القومية والصحافة والاعلام .
قدمت في هذه الورشة اربعة اوراق من قبل كل من الدكتور مختار الاصم رئيس المفوضية الحالية للانتخابات بعنوان تجربة مفوضية الانتخابات(حقوق وممارسة) أتت مخيبة للامال حيث ووجهت بالنقد العنيف من كل المشاركين في الورشة ولكني شخصياً أحيي فيها صراحة الرجل الذي أتت اليه صحوة الضمير فجاة من العدم حيث قام بنقد نفسه من خلال اعترافات خطيرة قدمها من خلال ورقته التي اثبتت أن هناك تاثيراً واضحاً مورس علي مفوضية الانتخابات وبالطبع ادي الي عدم نزاهة عملية الاقتراع وشفافيته ولان كاتب الورقة رئيس المفوضية خط بيده في داخل ورقته ونصا علي دستور2005 المعدل 2015المعدل 2017 نص المادة (141) من الدستور أن يكون من اعضاء المفوضية تسعة اعضاء اسوة بالمفوضية السابقة في 2008 الا ان هذه المفوضية الحالية كانت من سبعة اعضاء وبالتالي فقدت المفوضية اهليتها في المقام الاول مما حدا بتضمين البند (59) من مخرجات الحوار الوطني والداعي لانشاء مفوضية جديدة ومستقلة ومن شخصيات مستقلة وبالتوافق السياسي وادرج البند (62) لنزاهة الانتخابات أن تشرف عليها مفوضية مستقلة في ظل حكومة الوفاق الوطني هذان البندان لم ياتيا عبثا وانما لاحساس الناس وشعورهم بعدم نزاهة وشفافية الانتخابات فإذا كان الرجل قبل لنفسه ان يترأس مفوضية فاقدة الشرعية بحكم الدستور من خلال قانون معيب لا اعتقد انها مفوضية محايدة وهذا فقط علي سبيل المثال والذي اضاف اليه ومن خلال اعترافه بنفسه عدم استقلالية المفوضية وان هناك عقبات كثيرة حتي في هذه الورقة التي قدمها امام جميع القوي السياسبة ذكر صراحة بانه مورس عليه التاثير من خلال نائب حزب المؤتمر الوطني ومساعد رئيس الجمهورية ولم يترك له خيار الكتابة والا كان قد قال الكثير المثير من الحقائق التي مورست ابان انتخابات 2014 ولكن أنا احي صحوة ضمير الرجل والشجاعة النادرة التي جعلت منه وامام الجميع أن يقدم هذا الاعتراف الصريح الذي ينم عن فشل المفوضية في النهوض بانتخابات شفافة ونزيهة ولكن يبدو والله اعلم ان الرجل ينوي أن ياخذ استراحة محارب والابتعاد عن الساحة السياسية.
الورقة الثانية كانت بعنوان الرؤية المستقبليه لانتخابات 2020 للدكتور سامي عبد الحليم سعيد وكانت ورقة علمية ممتازة وجدت قبول من المؤتمرين اما الورقتين الاخيرتين للدكتور غازي صلاح الدين العتباني ومولانا محمد بشارة دوسة من اميز الاوراق التي أتت غنية ووافقت جميع القوي السياسيه على اعتماد توصياتها كمرجعية يمكن أن يستنبط منها قوانيين لتحكم عمل الاحزاب السياسية وبخاصة أن ورقة مولانا دوسة كانت تتحدث عن تجربة قانون الاحزاب السياسية ولكن بدات الهرجلة عند اجازة التوصيات و التي جعلت مني اليوم أن اؤمن بان هذه القوي السياسيه أن صارت بهذه الوتيرة ستظل الانقاذ علي سدة الحكم مائة سنة مقبلة خاصة عند حضور مساعد رئيس الجمهورية اللواء عبدالرحمن الصادق المهدي لحضور الجلسة الختامية وتسلم التوصيات يرافقه وزير مجلس الوزراء احمد سعد ولكن تصدقوا بالله وبعد تلاوة التوصيات شعرت وللوهلة الاولي وكأننا في داخل سوق للدلالة حيث علت الاصوات بالهرج والمرج مما اضطر لتدخل مساعد الرئس لرفع الجلسة لمدة ساعة حتي يتم الاتفاق ولكن ولاكثر من ساعة والجدال مستمر وبصورة محزنة ففكرت في لحظة كيف لهؤلاء أن يحكموا دولة وشعب عظيم كالشعب السوداني وهم لا يتفقون علي سطر من الكلام اقسم بالله حزنت وشفقت علي نفسي قبل الاخرين وكانت الطامة الكبري عندما وقفنا قرابة ال 45 دقيقة في تعديل توصية واحدة فقط الا وهي يشترط علي تسجيل اي حزب أن يكون له فيه(2000) عضو مسجل في عشرة ولايات وانا لا اعتقد أن هذا شئ يصعب لاي حزب يأمل في نفسه قيادة دولة وشعب مثل السودان بل العكس انا اعتقد من المفروض أن يكون لاي حزب اقلاه (10,000) عضوية مسجلة في ستة ولايات علي الاقل حتي يتم تسجيله في مجلس الاحزاب والا ان يكون هذا الذي يحدث غير حقيقي فكيف أن لا يكون لاي حزب عضوية مسجلة باي ولاية ومعتمدة بعدد 2,000 عضو و يريد هذا الحزب أن يمارس سياسة ليصل لكرسي الحكم ؟؟؟؟ ولان غاية اي حزب هي الوصول الي السلطة وهذا بديهي ولكن هل يا تري بهذه الاحزاب التي تصر علي أن لا تزيد عضويتها علي 500 عضو في جميع ولايات السودان يمكن للشعب السوداني أن ينتظر منهم تغيير هذا النظام؟؟؟ لا اعتقد ذلك لان هذا جله يصب في مصلحة الوطني الغرض من التكتل والاندماج ومعرفة حجم وقوة الاحزاب الحقيقة ومدي وجودها في ارض الواقع وجماهيرها ليس للنيل منها واضعافها وانما الغرض من ذلك جعلها قوية ومتينة لتقف متراصة مع بعضها البعض أن ارادت فعلا أن تقهر الوطني وتصل الي سدة الحكم ولكن خلاف ذلك لن يصل اي حزب لاي موقع الا القليل منها الاحزاب التي فعلا لديها قواعد و اقامت مؤتمراتها التنشيطية والقاعدية واظهرت للجميع انها احزاب موجودة علي ارض الواقع وهذه الاحزاب هي التي تعمل لها الوطني الف حساب وهي معروفة وموجودة ولكن علي قلتها هذه ومع كل ما تقوم به أن لم تقف وقفة جاادة ايضا قد تتعرض لهزيمة أن أتت مفوضية جديدة علي شاكلة مفوضية الدكتور الاصم او ظلت هذه المفوضية اما بقية القوي السياسية التي شاهدتها اليوم تريد ان تدخل بعضوية 500 عضو انا بقول الله معهم والايام حبلي بالمفآجات أن كانت الانتخابات أتت شفافة ونزيهة ستتساقط اوراق التوت وان كانت غير ذلك اقول للوطني الف مبروك.
حياة ادم