هذا الرئيس .. يفكر حقاً بقرونه.. و لكن لماذا !

إعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة تاريخية وابدية للكيان الإسرائيلي وعزمه دون غيره من الرؤساء السابقين على إنفاذ قرار الكونجرس الصادرمنذ عشرين عاما بنقل السفارةالأمريكية اليها ..ومن ثم ترك حسم بقية التفاصيل لمسارات التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حول مسالة الحل النهائي سواء كان اتفاقا على صيغة الدوليتن أوغيرذلك من الحلول الأخرى ..!
هو تماما مثل الأب الذي يعترف بالجنين الذي في أحشاء إبنته سفاحاً ويطلق عليه اسماً من عنده سلفاً ..ويقول لها أما مسالة مستقبل شرعنة لعلاقة بينك وبين الأب فهي حكاية بسيطة و سنجد لها حلا في لاحق الزمن !

يطلق ترامب التاجر الذي يجهل ابجديات السياسة قنبلته تلك ليثير بها غباراً كثيفاً في كل جنبات الشعور الإسلامي العام .. ومن ثم يحذر رعاياه ودبلوماسيه بأخذ الحيطة والحذر من غضبة ذلك الشارع المطعون في خاصرته الروحية ..وكأنه متيقن بأن كل ذلك سيكون محض زوبعة لحظية في فناجين القلوب المغبونة من أنظمتها الضعيفة حيال تقطيبة وجهه الأشقر الشيطاني الملامح ..أكثر من حنقها على أمريكا أوحتى كرهها للعدو الصهيوني ..وهي في نظره ومن هم حوله من مستشاري السوء العنصري البغيض مجرد مسيرات لن تلبث أن تهدأ و تمر بسلام مثلما كانت الهبة التي أعقبت حرق الصهاينة للمسجدالأقصى في أواخر ستينيات القرن الماضي ..وما تلاها من كل إنتفاضات الشارع العربي والإسلامي وأقربها مشهداً في الذاكرة تلك التي قامت إحتجاجا على رسوم الكارتون المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منذ عدة سنوات.
فلم يتصرف ذلك الرئيس الأرعن ..وهو يتلاعب بقرونه كالثور المجنون بهذه الصورة المستفزة لقاطبة المسلمين والمسيحيين الشرقيين بصورة خاصة .. وهم أصحاب حق أصيل في المدينة الروحية والعزيزة عليهم وباعتراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتلك الحقيقة ..ورغم استنكار القادة الذين ابلغهم قبل أيام بنيته ارتكاب حماقته تلك في مستودع خزف المنطقة المرتبك أصلاً ..إلا لأنه يدرك الهوة العميقة التي تفصل بين استقوائهم بأدوات سلطاتهم واسلحتها رغم ضعفهم تجاه سطوته عليهم كرئيس دولة من شأنها أن تهزعروشهم إذا ما تجاسروا برفع حاجب الدهشة أكثر مما يجب حيال قراراته ولو كانت تجرح كرامة أمتهم وتمس قدسية معتقداتها ..وبين إرادة شعوبهم التي هي في آخر سلم إهتماماتهم طالما أنهم يصعدون الى سدة السلطة بسلالم القوة أوعلى روافع التوريث ويبقون متكلسين عندها الى أن يأخذ الله أمانته .. بل ولايتعظون من مصير غيرهم من الذين غابوا في رياح الربيع الذي تحول من نعمة مرجوة الى نقمة مخيبة للأمال كرست لبقائهم على صدور و فوق جماجم شعوبهم عقابا لها ..وانتجت من الكوارث ما استثمره كبار العالم ايما استثمار !
نعم توالت بيانات الإستنكار ..و الدعوات لإنعقاد مجالس الشجب المخزية و كلمات الترجي الواجفة ..وخرجت المسيرات بالأمس تباعاً وستهتزاليوم الشوارع والساحات بخطوات الغضب الشعبي إنطلاقاً من مساجد الجمعة في كل مكان .ولكن ثم ماذا بعد ..!
هل سينتهي العزاء بمراسم النواح والهتاف ..مثلما تعودنا دائماً ..لينفض السامر إنتظاراً لما يستدعي نصب السرادقات لتمثيل المشهد من جديد ..!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد اطلق ترامب وعده للصهاينة عهم 2017 بعد مائة عام من وعد بلفور الذصدر فى عام 1917 وكأنه قصد ذلك ,ليقول للصهانية لقد اوفيت بوعدى لكم وعليكم الوقوف معى فيما اواجه من مشاكل (التحقيقات فى اتهام روسيا بالتدخل فى الانتخابات الاخيرة ). والوقوف معى فى حال ترشيحى للمرة الثانية , يعنى شىء مقابل شىء . وقد اطلق وعده فى هذا الوقت لعلمه بان الوطن العربى ممزق يقاتل بعضه بعض ويعيش فى فوضى وقد اختلط حابله بنابله.ولعلمه ايضا بالفجوة التى تفصل بين الشعوب وحكامها . هولاء الحكام الذين يطلقون البيانات النارية نهارا ويمرقون الليل فى الحانات فى دينا على موائد اسيادهم الخضراء التى تضفح بالنبيذ وبالورود على قول محى الدين فارس . يجب على الشعوب ان تتحرر من هولاء الحكام الظلمة اولا حتى تستطيع مواجهة العدو بكل قوتها. مع وجود هولاء الحكام لاشىء سوف يتغير .

  2. (و عزمه دون الرؤساء السابقين على انفاذ قرار الكونغرس الصادر منذ عشرين عاماً) ..
    هذه العبارة تشير بوضوح إلى أن القرار ليس شطحة من الرئيس ترامب , تتوافق مع غرابة أطواره .. و تكشف أن قرار الكونغرس الخطير لم يواجه بالحملة السياسية و الاعلامية المستحقة , فأصبح قابلا لـ(الانفاذ) متى ما وقع اي رئيس أمريكي عليه , فبدا ان الرؤساء السابقين قد (تفضلوا) على أصحاب القضية بعدم التوقيع .
    هذه الحقيقة التي لم يغفلها الكاتب تؤكد أن موضوع القدس موضع اهتمام خاص من الناحيتين السياسية و الدينية في المؤسسات الأمريكية . و أن المعتقد الديني من القوة بما يجعله عاملا مؤثرا في الغرب لا كما نظن نحن في المشرق بان الغرب لا تحركه الغيبيات .
    تبقى حقيقة مهمة جداً , هي أن اشتراك عدة أديان في تقديس القدس يجعل من الضرورة ألا يخضع وضعها النهائي للحدود السياسية فقط .

  3. لقد اطلق ترامب وعده للصهاينة عهم 2017 بعد مائة عام من وعد بلفور الذصدر فى عام 1917 وكأنه قصد ذلك ,ليقول للصهانية لقد اوفيت بوعدى لكم وعليكم الوقوف معى فيما اواجه من مشاكل (التحقيقات فى اتهام روسيا بالتدخل فى الانتخابات الاخيرة ). والوقوف معى فى حال ترشيحى للمرة الثانية , يعنى شىء مقابل شىء . وقد اطلق وعده فى هذا الوقت لعلمه بان الوطن العربى ممزق يقاتل بعضه بعض ويعيش فى فوضى وقد اختلط حابله بنابله.ولعلمه ايضا بالفجوة التى تفصل بين الشعوب وحكامها . هولاء الحكام الذين يطلقون البيانات النارية نهارا ويمرقون الليل فى الحانات فى دينا على موائد اسيادهم الخضراء التى تضفح بالنبيذ وبالورود على قول محى الدين فارس . يجب على الشعوب ان تتحرر من هولاء الحكام الظلمة اولا حتى تستطيع مواجهة العدو بكل قوتها. مع وجود هولاء الحكام لاشىء سوف يتغير .

  4. (و عزمه دون الرؤساء السابقين على انفاذ قرار الكونغرس الصادر منذ عشرين عاماً) ..
    هذه العبارة تشير بوضوح إلى أن القرار ليس شطحة من الرئيس ترامب , تتوافق مع غرابة أطواره .. و تكشف أن قرار الكونغرس الخطير لم يواجه بالحملة السياسية و الاعلامية المستحقة , فأصبح قابلا لـ(الانفاذ) متى ما وقع اي رئيس أمريكي عليه , فبدا ان الرؤساء السابقين قد (تفضلوا) على أصحاب القضية بعدم التوقيع .
    هذه الحقيقة التي لم يغفلها الكاتب تؤكد أن موضوع القدس موضع اهتمام خاص من الناحيتين السياسية و الدينية في المؤسسات الأمريكية . و أن المعتقد الديني من القوة بما يجعله عاملا مؤثرا في الغرب لا كما نظن نحن في المشرق بان الغرب لا تحركه الغيبيات .
    تبقى حقيقة مهمة جداً , هي أن اشتراك عدة أديان في تقديس القدس يجعل من الضرورة ألا يخضع وضعها النهائي للحدود السياسية فقط .

  5. الحل العملي الوحيد هو مقاطعة أمريكا اقتصاديا ودبلوماسيا لأن الحل العسكري غير وارد مع وجود أرجوازات العالمين العربي والإسلامي. ويمكن لدولة مثل تركيا أن تقود حملة المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية لأنها على الأقل أشجع دولة بالنسبة للزعانف العربية ولديها قوة العين بغض النظر عن المتكآت الآيديولوجية.

  6. الحل العملي الوحيد هو مقاطعة أمريكا اقتصاديا ودبلوماسيا لأن الحل العسكري غير وارد مع وجود أرجوازات العالمين العربي والإسلامي. ويمكن لدولة مثل تركيا أن تقود حملة المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية لأنها على الأقل أشجع دولة بالنسبة للزعانف العربية ولديها قوة العين بغض النظر عن المتكآت الآيديولوجية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..