جامعة الفاشر… زُوْحٌ باقِية

مضى على تأسيس الجامعة ربع قرن بل يزيد من الزمان، فهي وليدة ثورة التعليم العالي، والأم التي ولدت من رحمها جامعتا( نيالا و زالنجي) في التسعينيّات من القرن الماضي، وقد رفدت المجتمع المحلي والقومي والعالمي بعددٍ من الكوادر العلمية التي اكتسبت سمعة جيّدة في السودان وخارجها. وقد تعاقب على إدارتها عدد من المدراء، حيث نجح بعضهم في قيادة سفينة الجامعة بمهارة عالية، وتنكّب بعضهم فكادت السفينة أن تغرق لولا لطف الله وعنايته،وقد كان آخرهم البروفسور عثمان عبدالجبار الذي كان مثار جدلِ كثيف في أسلوبه الانتقائي الاقصائي في إدارته للجامعة وحتى بعد صدور قرار إعفائه، ومها يكن فإنّ اجترار الماضي بسيئاته لا يجدي إلا إذا كان من باب الاستفادة من تجارب الماضي ، وينبغي ألّا يفهم من ذلك أنّ عهده سوداوياً محضاً مهما كان حجم الاختلاف معه ورأينا في طريقة إدارته، وذلك عهدٍ قد مضى.
ولعلّ من إشراقات جامعة الفاشر،تعيين البروفسور الجيلاني التجاني مديراً للجامعة، ونقول بلا رياء أو تملقٍ وفقه الله وأعانه في إدارة الجامعة إدارة رشيدة، وينبغي لكلِّ مكونات الجامعة أن تلتف حوله في سبيل نهضة الجامعة بعيداً عن الصراعات، واللهث وراء الوظائف والامتيازات، من أجل أن نزيّن جيد جامعة الفاشر بعقد نفيس من ألماس وبلور، ونزفّها عروساً حسناء في موكب الأعراس والأفراح.
ولا شكّ أنّ البروف الجيلاني مدير الجامعة، بقدومه يجد عبئاً ثقيلاً من الملفات التي في انتظاره، وسنجملها في المحاور التالية:
محور الطلاب: الطالب ركن أساسى من اركان تأسيس الجامعات في العالم كله، ولذلك استقراره نفسياً ومادياً يعني استقرار الجامعة، ومعلوم أنّ الجامعة على بعد إسبوعين فقط من بداية العام الدراسي، وفي نهاية الفصل الدراسي المنصرم، شهدت الجامعة أحداثاً دموية ما تزال آثارها كامنة في النفوس، وبذلك تقع على الإدارة الجديدة مسؤولية خلق مناخ خالٍ من عواصف طلابية تنسف استقرار الجامعة وينبغي أن يكون ذلك وفق رؤية شاملة تشخِّص العلل، وتقدّم الوصفة العلاجية وليست المسكنات،حتّى يكون الطالب جنديّ سلاحه الكلمة ،وبدل الكلاش والساطور كتابُ وقلم.
المحور الأكاديمي: معلوم أنّ الرسالة الأساسية للجامعات هي تأهيل الطلاب تأهيلاً أكاديمياً يجعلهم قادرين علىى خدمة المجتمع على المستوى القومي والعالمي، ولا يتحقق ذلك إلا بمواكبة البرامج والمقررات الأكاديمية ومسايرتها للمستجدات، ومن هنا يكون أمر تقويمها واعتمادها شرطاً من شروط نجاح الطالب ومقدرته على مواكبة العصر وانجازاته في شتى مجالات المعرفة، ويكون من مصدر سرورنا لو عقدت الجامعة سلسلة من الورش في التقويم الاكاديمي تمهيداً لمؤتمر جامع يتم فيه تقويم البرامج والمقررات واستحداثها، ومعلوم أن جامعة الفاشر لم تخطُ هذه الخطوة من سنوات قد خلت.
(المحاور الأخري سنفرد لها مساحة أخرى)
همسة وداع:
(وكُنْ رجُلاً على الأهْوالِ جلداً…… وشِيْمتُكَ السَّماحةُ والوَفَاءُ )
عبدالرحمن فضل أحمد
[email][email protected][/email]