المؤسسات التعليمية العليا بشرق السودان: مؤامرة ضد الوطن…

المؤسسات التعليمية العليا بشرق السودان: مؤامرة ضد الوطن…
✍ وحدث ما كنّا نخشاه، ها هي منظمة الصحة العالمية عبر فرعها الصحة والتعليم، ترسل خطاباً قوياً للمجلس الطبي السوداني، عبر مديره بروفيسور الزين كرار، هذا الرجل الذي نكن له كل التقدير والاحترام، وجاء خطاب منظمة الصحة العالمية مستفسراً وهو يشكو في نفس اللحظة ما آلت إليه حال المؤسسات العلمية بشرق السودان، عبر التدهور المريع بكليات الطب بجامعات شرق السودان وهي جامعة كسلا والبحر الأحمر والقضارف.
✍ خطاب منظمة الصحة العالمية المشرفة علي الحقوق الإنسانية الصحية في كل بقاع العالم، لبروف الزين كرار، يحمل في طياته آلاف المعاني التي تعكس أن المسؤولين في بلادي عن التعليم العالي غير جديرين بهذه الثقة التي أولتهم لها رئاسة الجمهورية، فلا يعقل أن نخاطب وزيرة التعليم العالي شهورا عددا بأن تلتفت لمايحدث بمؤسسات الشرق التعليمية العليا وخاصة جامعة كسلا، والوزيرة تتفرج محاباة لأعضاء تنظيمها بالمؤتمر الوطني، حتي تدخلت مؤسسات دولية عليا كمنظمة الصحة العالمية وهي تشكي من حال كليات الطب المتدهورة بشرق السودان.
✍ توقفت الدراسة ببعض الأقسام وفقدت كليات الطب مقوّماتها من كوادر بشرية متخصصة، وخير دليل على هذا تجفيف قسم جراحة كامل بكلية الطب، وإغلاق أبوابه، وفصل ما يقارب من 30 أستاذا جامعياً من إحدى الجامعات الشرقية وادانات عبر القضاء السوداني النزيه للإدارة الجامعية.
✍ تم تعيين أساتذة درجاتهم بالكالاريوس هي الدرجات الثالثة (مقبول) وتم تعيينهم حتي في منصب عمداء كليات، وتم استبعاد المؤهلين ممن تحصلوا علي الامتياز والجيد جداً، كل هذا تحت مظلة سياسة التمكين، أتت ادارة جامعة كسلا بالمتحرشين بالطالبات، الذين يريدون انتهاك الأعراض، فاقدي التأهيل الأخلاقي التربوي وممن يتسترون عليهم ويحمونهم، ونصبتهم رؤساء أقسام وعمداء كليات، ووزيرة التعليم العالي تتفرج.
✍ الآن منظمة الصحة العالمية تحتاج رداً شافياً، من المجلس الطبي السوداني، عبر بروفيسور الزين كرار، الذي بعد أن أصر على تشكيل لجنة تحقيق قوية، لكننا لم نرى لها أثراً حتى الآن، فهل سيكتفي برفع تقرير للمنظمة لا يمت للواقع بصلة، أم أنه سيواصل في إجراءات هذه اللجنة ليحمي بذلك مؤسسات الوطن من هذه الأيدي الغاشمة التي تريد فقط الحفاظ على مناصبها ومخصصاتها المالية ولا يهمها مصير طلاب وطالبات المواطنين المتفوقين أكاديمياً الذين لم يقرأوا بالجامعات الخاصة، وانما دخلوا هذه الجامعات عبر كفاحهم العلمي واجتهادهم ومثابرتهم القوية، فهل يكون مصيرهم بأن تأتي إليهم هذه الوزيرة بالمتحرشين وأصحاب الدرجات (مقبول) و (جيد)، وشباب الوطني المتميز من الذين نالوا درجات الإمتياز يتجولون بالأسواق (لبيع الرصيد).
✍ بروفيسور الزين كرار، نعلم أنك رجل مخلص لوطنك ولبلادك، ونعشم فيك خيراً كثيراً، وننبهك لعدم تصديق ما تقوله الوزيرة بحق هذه المؤسسات الشرقية التي تعكس واقع التعليم العالي بشرق السودان، ونطالبك بأن تنزل أرض الواقع لترى بنفسك حال كليات الطب، وخلو بعض أقسامها من الأساتذة تماماً.
✍ السادة قيادات جهاز الأمن والمخابرات الوطني، إن كان يهمكم أمر هذا الوطن، عليكم بالمسؤولين أولاً، فهاهي وزيرة التعليم العالي تريد التستر علي الحال الذي وصلت اليه كليات الطب، وتريد حماية أمثال مدير جامعة كسلا، الذي قام بتشريد عشرات الأكفاء أصحاب التخصصات العلمية من جامعة كسلا، عليكم بهؤلاء قبل كل شئ، فهم من يريدون زعزعة الأمن وضرب استقرار البلاد ونزول الطلاب الي الشوارع بعد أن تخلوا قاعاتهم من الأساتذة.
✍ ماذا ستقولين لله عزوجل يا وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي، عندما تقفين بين يديه، وانت من تسبب بحرمان طلاب الطب من الحصول على أبسط حقوقهم العلمية من التحصيل الأكاديمي الدراسي؟، ان ارسلتي تقرير كاذب لمنظمة الصحة العالمية عن حال كليات الطب بشرق السودان، فماذا ستقولين لنساء السودان وأنت تمثلين المرأة السودانية عبر هذا المنصب؟ ماذا ستقولين لهذا الجيل وانت تحمي الفاشلين والفاسدين.. ؟.
✍ ظللت أكتب عن إدارة جامعة كسلا ومديرها، ما يقارب العام ونصف العام، ونبّهت وزيرة التعليم العالي، كثيراً، لضرورة تكوين لجنة تحقيق وتقصي لمعرفة الحقائق والتأكد من صحة ما أكتبه، ولكن للأسف الشديد غلبت النزعة الحزبية لدى الوزيرة علي مصلحة الوطن واستقراره، وآثرت وزيرة التعليم العالي الدفاع عن منسوبي حزبها، وهي تعلم علم اليقين ما يحدث بجامعة كسلا وجامعة البحر البحر الأحمر وجامعة القضارف وخاصة كليات الطب، التي ربما تتوقف الدراسة في بعضها بسبب ما افتقدته من مقوّمات علمية وكوادر بشرية مؤهلة وأتت الحزبية البغيضة بشخصيات غير مؤهلة وغير مستوفية لأبسط معايير لوائح تعيين أعضاء هيئة التدريس.
✍ السيد رئيس مجلس الوزراء: عندما يتحدث أهل شرق السودان عن التهميش الذي يحيق بقطاعات مناطقهم المختلفة، يتهمونهم بالعنصرية والحزبية، فهل يصمتون علي حال كليات الطب بشرق السودان وهم يرون مايحدث، هل تعلم سيدي الرئيس أن مدير جامعة كسلا يفكر جاهداً في تحويل طلاب الطب ليدرسوا مقررات الجراحة خارج جامعة كسلا بجامعات ولائية أخرى، لأن كل أخصائي الجراحة بل كل أساتذة الجامعة غير راضين عن هذا المدير الذي فصل معظمهم وأبعدهم عن العمل؟ كل أساتذة الجراحة بمستشفي كسلا التعليمي رفضوا العمل بالجامعة بسبب هذا المدير، فهل ستقوم مستشفي كسلا عبر وزارة الصحة باستبعاد هؤلاء الجراحيين وتأتي من الخارج بأساتذة آخرين؟
✍ مازلت أكتب عن جامعة كسلا وسأكتب حتي يحق الله الحق ولو كره الظالمون، وأعلم تماماً ربما يتم اعتقالي في أي لحظة من اللحظات، وقد نصحني كثيرين بالخروج من الوطن خوفاً علي حياتي، ولكن لن أعارض من خارج وطني، مهما كلّّف الأمر، فالتصحيح لا يكون الا عبر قراءة الأحداث من موقعها، ولن يسلب الروح غير خالقها، وكفي دليلا على صحة ما نقول أن من يتسببون في تدمير كليات الطب والجامعات أجبن من يقارعوننا الحجة بالحجة.
✍ الله أكبر علي كل ظالم، ولا نامت أعين الجبناء.
[email][email protected][/email]