ثقافة وفنون

رتيلاء في انتظار وارد الشّر

تحولت نملة السّكر إلى رتيلاء ، بعد أن أعيتها الحيلة في التغلب على ظلم ذوي القربى من أبناء- قبل بنات- جنسها ، (هن أيضا مع ذلك لهن باع في الظّلم. هكذا تنبس الرتيلاء لنفسها )،لعلها وجدت مخرجاً من مضايقات الذين لا يرون فيها إلا معمل سكر مايكرو يجب أن ينضح بالحلاوة في كل ثانية.
النقلة النوعية التي حدثت لها جعلتها كائناً آخر فمن ذات حجم ضئيل ولون باهت يجنح إلى أن يكون شفّافاً تكاد ترى سريان السّكر عبر أجهزة تمثيلها الغذائي تحولت نملة السّكر إلى نملة عسلية داكنة جامبو نملي بأجنحة هي أسلحة المباغتة وفم سنين لاسع ولاذع ولعاب تتركز فيه جرعة حارقة من السّميات.
كانت قبل تحورها تعجب من نقصان الأسلحة الدفاعية في بنات جنسها إلى حد الصفر. أحد أصدقائها المارقين أيّان كانت تدرس قوانين الامتصاص، ردّ ذلك إلى حالة سهو مقدّسة.
طارت وطارت في التجربة الأولى لمنحنى الشراسة، وتأكدت من أن قدراتها على اللسع قد أسقطت عنها دعاوى ضعف النوع وهي أنثى.ها قد أصبحت رتيلاء تضارع وتبز أقوى رتل نمل رتيلٍ، أياً كانت مظاهر فحولته.
طارت وطارت وطارت لكنها لم تجد عدواً تلسعه.كانت أسلحتها الفتّاكة: الجناحان والفم واللعاب السّمي قد نشرت جيوشها قبل ابتداع خلايا الشر في الدماغ.
وهكذا كلما رأت ناملاً نملياً فتىً من قبيلتها السابقة أو أي نامل مهما كانت قسوته اغرورقت أنابيبها بالأشجان بل غرقت تمام الغرق لا اغرورقت فحسب بالحزن إشفاقا عليه .
والحال كذلك ركّت الرتيلاء فوق ورقة مانجو وسط جدول هو بمثابة محيطها المتلاطم.
وريثما ينبت الله في دماغها خلايا الشر أصابتها هاء السّكت فسكتت.

بشرى الفاضل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..