الى متى هذا الصمت ياقوم؟

لقد كتبنا كثيرا وقتلنا امر السودان تحليلاً خلال سنوات الإنقاذ وإن جمعنا ما كتبناه اسفيريا وماطبع ورقياً خلال تلك السنوات، لملأنا مكتبة معتبرة ولكن ماهى الفائدة ان كانت الكلمات لا تغنى ولا تسمن من جوع في حالتنا ? السودانوية ? الخاصة جدا ومنعرجاتها الخطيرة.
اردت ان اسأل كل من نصب نفسه معارضا لهذا النظام القمئ والخطير جداً على مستقبل السودان، ماهى الخطوة القادمة؟ فلقد طرحنا من المشاريع مايكفى لبناء قارة افريقيا ولكنها لم تبرح اسافيرها كما نعلم ولم تك لها فائدة على ارض الواقع المرير داخل السودان. لقد إجتمعنا وتظاهرنا وخرجنا في مسيرات غاضبة لقد ثرنا وتم قتل الكثير منا ولكن الوضع كما هو لم يتغير… فعادة وبعد اى حدث جلل نركن الى أسافيرنا ونفرغ ما يعترينا وننام الى صباحات (بيض) كما يقول أهلنا وهكذا تدور عجلة الحياة عندنا وعجلة الإنقاذ تواصل دورانها العكسى وماضية في تهشيم ما إتفقنا عليه كأمة لها جذورها وتأريخها العميق..
أ وهكذا نريد لسوداننا هذا الدمار؟ ولماذا اذاً لا ننسى خلافاتنا ولو لمرة واحدة ونجلس معا ونتفق على فكرة ما؟ لماذا لا نلقى بكل إختلافاتنا وراءنا ان كنا صادقين في حب بلادنا او كما نعبر عن ذلك بإستمرار عبر الأسافير؟ لماذا لا نثق في بعضنا البعض وننسى ما افرزته السياسة من احقاد فرقت بين الناس؟ ولماذا لا نتحد الآن بجميع إختلافاتنا فكرية كانت ام سياسية طالما كلنا نعارض نظام الإنقاذ ونعرف الى اين يتجه بالسودان؟
لنتحد الآن ولنبدا بالدعوة الى مؤتمر عام للمعارضة تدعى اليه كل القوى المعارضة والأفراد المؤثرين والذين آثروا الصمت خلال السنوات الماضية. لندعوا اهل التخصصات ونعهد اليهم كتابة أوراق علمية كل في مجاله ولنسأل المساعدة من بعض بيوتات الخبرة في هذا المجال فليس هنالك عيب في ذلك لاننى اعتقد جازما انه تنقصنا الخبرة في بعض المجالات ونحتاج الى بعض الخبراء للخروج بتوصيات ربما ساهمت في تغيير الواقع المرير والنفق المظلم الذى دخل فيه السودان بسبب رعونة النظام.
لن يسامحنا التاريخ وسوف تسخر منا الأجيال القادمة لتقاعسنا وقلة حيلتنا في التصدي لهذا النظام الخطير. وفى إعتقادى نحن اليوم مثار تقريع وسخرية من بعض الدول التي تعرف السودان خير معرفة وكيف كانت الدولة من قبل وموقعها إقليميا ودوليا بين الدول الأخرى وكلنا يعرف ذلك اننا تدهورنا ووصل بنا الحال الى ماوصلنا الية بسبب قلة حيلة القوى المعارضة وعدم مقدرتها على الجلوس في طاولة واحدة والإتفاق على شيء ما بإحترام وتقدير ومسؤولية.
اعرف جيدا ان هذا امر عسير على بعض الفئات او المجموعات او بعض الأفراد ولكن، -أخبار سيئة- ليس هنالك حل آخر غيره وفقط الاتفاق هو الحل الوحيد الذى سيفضى الى نتيجة إيجابية حيث أننى متيقن جدا من مقدرتنا ان إتفقنا أو كما قال الشاعر:
كونوا جميعاً يابني إذا اعترى *** خطب ولا تتفرقوا آحـــادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت أفرادا
فلذا علينا ان نبدا من الآن قبل فوات الأوآن وقبل ان ينطفئ ماتبقى من ضوء في أخر النفق الذى أدخلنا فيه النظام ولنستلهم روح ثورات أكتوبر وأبريل ونضالاتنا وكيف كنا نتفق ونختلف بديمقراطية نحسد عليها أرغمت العالم على إحترامنا كشعب قادر على تغيير الأمور وقيادات واعية وعارفة بمسؤولياتها وهذا ارث في إعتقادى ينفع تماما كبذرة تتغذى بها ثورتنا القادمة ان شاء الله.
ختاماً، أتمنى حقاً ان نبدأ بفكرة المؤتمر العام ولنبحث عن دولة تتعاطف مع قضيتنا العادلة في التغيير وسنجد ضالتنا في الكثير من الدول التي افزعها نظام الإنقاذ. دولة يمكننا السفر اليها من منافينا ودول إغترابنا وهجرتنا ولنجلس على مائدة واحدة دون إستعجال ولنخرج للعالم بعد ذلك المؤتمر بحكومة فعلية تتشكل من خيرة أبناء السودان الذين شردهم النظام ونكل بهم فنحن الآن في أمس الحاجة الى خبراتهم وعلمهم الذى اكتسبوه بعيداً عن ارضهم، فهى احق بهم من أي دولة أخرى مهما كان حجمها وعظمتها لان عظمة الوطن الأم لن ولم تتغير في قلب الإنسان الى اخر يوم في حياته..
فمتى ما بدأنا فنحن قادرون على إنتاج الحلول، البداية هي الأصعب وما طرحته هنا فكرة ملك للجميع وأتقبل من خلالها أي نقد او طرح موازى وإقتراحات قد تفضى الى أفكار جديدة تصب في ذات الإتجاه ولنكن فقط موضوعيين في طرحنا ونبتعد عن شخصنة الأمور والتهاتر وإختلاق المشاكل لأن الوضع خطير جدا وأمر البلاد والعباد غير معلوم خلال السنوات القادمة وكل ثانية تمر يزيد التدهور وتمضى البلاد من أسوأ الى أسوأ فلذا لنلتزم الموضوعية والجدية في الطرح ولنكن أيضا صادقين ومخلصين في نوايانا.
فإلى لقاء
احمد ابنعوف
فرجينيا
ديسمبر 2017
[email][email protected][/email]
لن نبارح مواقع السوشيال ميديا وسنتنفس بسخريتنا منهم دوما
لن نبارح مواقع السوشيال ميديا وسنتنفس بسخريتنا منهم دوما