صهاينة السودان.. سرطان الشعب !

خلف الستار
قبل أن ندلف الي العمق العميق لابد من تعريف مفهوم الصهيونية،وهي تعني حركة عنصرية يهودية ذات أهداف عدوانية،متمثلة في العدوان،القهر،الإستبداد،الظلم،الكبرياء،لا مبالاة بتصرفات العالم للظلم الذي تمارسه،الهيمنة علي مقدرات الشعوب،وتوسيع سلطانها علي أكبر بقعة من الأرض.إذ إنطلقت صرختها الأولي من مدينة بال السويسرية علي لسان مفكرها النمساوي الأول هرتزل،ويأتي إسم الحركة من جبل صهيون قرب المقدس الذي فية قصر سليمان أو الهيكل،فإتسعت وتغلغلت وعم إنتشارها في العالم عن طريق القوي الخفية والمأسونية،فكان هدفهم الأسمي السيطرة علي العالم عبر التحكم الإقتصادي،التحالف مع القوي العظمي حكومات وشخصيات كبري،التمدد عبر المنظمات الإنسانية تحت رأيات المحبة والإنسانية،دعم أرزقية الشعوب والمصلحيين لتبني الأجندة،مساندة حلفائها من الحركات الدينية المتعصبة دواعش،أخوان مسلمون،بوكوحرام،الشباب المجاهدين،حركات التحرر الظلامية وغيرهم.وفي نوفمبر 1975 أصدرت الأمم المتحدة قرارا تحت المادة 3379 تُدين الحركة الصهيونية وتوجهاتها العنصرية،إلا أنها تراجعت في العام 1991 عن طريق الضغط من دولة إسرائيل وحلفائها.
أما اليهودية فهي مختلفة تماما عن الصهيونية وتعتبر من أقدم الأديان في الأرض،وتسلسل فيها الأنبياء علي سبيل الذكر إسحق،يعقوب،موسي بن عمران الذي جاءبالرسالة الأولي لقومه العبرانيين بني إسرائيل،ثم عيسي أو يسوع الذي بُشر بالرسالة الثانية المسيحية تكملة لما جاء في العهد القديم،فاليهود المؤمنين يرفضون الصهيونية وغالبا يخرجون في مظاهرات منددين ضد ممارساتهم القذرة،فهم أهل الكتاب ويجدون القليل من الإحترام من بعض المؤمنين بالكتب السماوية.
وعند العودة لواقع السودان نجد الكثير من الصهاينه المسلمين يمارسون الصهيونية بصورة أبشع من الصهاينة اليهود،نهبوا كل خيرات البلاد وثرواتها،باعوا المشاريع والأراضي للأجانب،هدموا البني التحتية السكك الحديدية،المصانع،الخطوط الجوية،البحرية والبرية،المشارع الزراعية،أفسدوا المناهيج والتعليم ونشروا ثقافة الجهل والقبلية،خصخصوا كل مؤسسات الدولة لصالحهم وأذيالهم من البلطجية النفعيين،خلقوا التمايزات العرقية والدينية وتعمدوا فرض الإستعلاء الثقافي وأيدولوجيا الأصالة،ومن تعطشهم المريع للدماء أشعلوا الحروب في كل بقاع الوطن وأغرقوا الشعب في برك الدماء،قسموا البلاد وشطروها لنصفين رفضا للتنوع وبحثا عن النقاء العباسي!أثاروا الفتن والحروب العبثية مع دول الجوار بالإضافة الي انتهاج العدوان المنظم ضد الشعوب المسالمة،فلستُ أدري طالما تراجع جزء من صهاينة الحكومة عن سياساتهم الأولي،وفتحوا الأبواب مشرعة للتطبيع مع الإمريكان،الرُوس،والإسرائليين أعداء الأمس وأحباب اليوم!فلماذا يثورون الصهاينة الجُدد في قبة البرلمان وشوارع الخرطوم رأفعين شعاراتهم التي عفي عنها الدهر!فهل تعتقدون أن الشعب سوف يصدقكم مرة أخري بعد ثلاثة عقود من النفاق والضلال بإسم الدين!أم تعتقدون أن عويلكم وصراخكم الفضفاض هذا سوف يخرج لكم مجاهدين جُدد من الشباب الذين تمت مصادرة أحلامهم ومستقبلهم جزافا!فهراء ما تفعلون والشعب لا يصغي البته لمكايدكم الهوجاء التي تصنع المصايد البشرية!
في تقديري قد إنكشف ستار أئمة السلطان الذين يتاجرون بالدين،ويفتون وفق ما يقتضي مصلحة سلطانهم الأكبر،فأصبح ما لا يدع مجالا للشك وفقا للممارسة والأقول هم بنو صهيون الأوائل!ويليهم كذلك حُلفائهم من صهاينة الدرجة الثانية وهم ملة المراغنة الإتحاديين،وملة المهديين حزب الأمة بأجنحته المتعددة،فهولاء أيضا محترفون في التلاعب بثياب الدين في أورقة السياسة مع الإستبداديين والطغاة،فمنذ زمانٍ بعيد كرسوا مجهوداتهم في السطو علي الأراضي وإستغلال الضعفاء في أنظمة إقطاعية،يجنون حصادها في ثرائهم الخاص كما يدعون فضلهم للشعب بكذبتهم الكبري المفخخه حول نسبهم المباشر لبيت النبوة!فهم دائما يشاركون السلطان قعدته الخليعة مع أبنائهم منتصف الليل،يدبرون ويخططون ويدعمون ترشيحه في الحكم للأبد!ويخرجون الصباح يعلنون معارضتهم السلسة بالخُطب الرنانة!ومازالوا يعتقدون الخُبل والبلاهه في الشعب السوداني الذي أصبح يعرف دبيب النمل في السياسة السودانية الفطيرة.
ويمضي في المنوال نفسه صهاينة الدرجة الثالثة الذين إستبشروا تحقيق حُلمهم بعد إنفصال البلاد،وظنوا أن شعار أمة عربية ذات رسالة خالدة أصبحت قريبة المنال،لأن تحدياتها الحقيقية قد إنجلت تماما وفضائه بات سالكا،رغم إصطدامهم بحركات أخري ترفع شعارات التعددية والتنوع ولكنهم لايبالون!وعدائهم المبطن للديمقراطية يجعلهم يدعمون النظام الذي يقهر الشعوب التي ترفض شعاراتهم!فهم حلفاء تكتيكيون للحكومة في مشاربها التي تخص فرض ثقافة واحدة،لغة واحدة، وهوية واحدة عن طريق البطش،القمع،والقوي الضاربة!فكل تلك السمات هي منطلقات أيدولوجية ثابتة لبني صهيون،الذين يدعون أنهم خير أمةً أخرجت في الأرض ولكنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف!فالعُربان البعثيين والناصريين لم يستفيدوا من تطور البشرية،ومازالوا في ضلالهم القديم يعمهون.
والجدير بالذكر أن صهاينة الدرجة الرابعة هم حلفاء إستراتيجيين للجميع بما فيهم مكتشفي الصهيونية القدامي،ولكنهم يتعارضون قليلا مع صهاينة الدرجة الثالثه،وذلك نتيجة للإختلاف الأيدولوجي في توجههم الإفريقي علي العروبي،وهؤلاء يسمون أنفسهم بحركات التحرر الوطنية رغم بعدهم عن مفاهيم التحرير والتحرر،فهم أكثر إنغماسا في التعصب والتمترس في خندق القبيلة الذي يرفض الإعتراف بالأخر.رفعوا مجموعة من الشعارات البراقة في بداياتهم،وعندما قويت سواعدهم فاوضوا النظام وإنتكسوا شر إنتكاسة!فمنهم من حمل امال وطمواحات الجماهير الطامحه للتغيير في الإنتخابات،وإنقلب بين ليلة وضحاها علي عقبيه معلنا إنسحابه الوضيع وموقعا علي وثيقة إنفصال البلاد مقابل المليارات!وهو لم يعتذر للشعب السوداني حتي الأن علي خزيه وعاره!وأخرون ضربوا طبول السلام في أبوجا والدوحه،وقاسموا السلطان قصره المكيف دون جدوي سوي التسبب في المزيد من القتل والدمار لأهلهم في الهوامش والمعسكرات!ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحالف بعضهم علنا مع النظام لتصفية بني جلدتهم بأقذر طرق الإستدراج والمؤامرات الدنيئة!ثم هرب بعض فلولهم الي ليبيا وخاضوا فيها العديد من حروب المرتزقة ضد الشعب الليبي،وعندما سقط القذافي هربوا مُدبرين وتسللوا الي جنوب السودان،فإستعان بهم سلفاكير في إبادة شعب النوير في بور وبانتيو،لأنهم مرتزقه بارعون يجيدون فنون القتال ويحبون الدولارات!ولكن التاريخ سطر أسمائهم وأفعالهم في ملفات الجرائم ضد الإنسانية،ولن يفلتوا من العدالة مهما طال الزمان.
إذن آن الأوان لتفكيك كل ترسانات القوي الدكتاتورية الغاشمة،القابعة في السلطه وحلفائهم من شرازمة الأحزاب الكرتونية القوقائية،بالإضافة الي تكسير كل القيود الميرغنية والمهدوية التي ظلت تنشر الجهل،تغيب الوعي وتعتم سماء الحرية بحربهم الضروسه علي الديمقراطية!فالحياة لا تحتمل المناصفه إما العيش بحرية وعزة أو الموت دونه بعزة،لذا ليس هنالك فرصة أخري لأي مساومة أو تسوية سياسية مع النظام،وخيارات التغيير من أجل إعادة بناء الوطن لن تحتمل إسترجاع ديناصورات الأمس وأباطرة اليوم،أمثال البشير،عقار،عرمان،المهدي،الميرغني،الفاضل،عبدالواحد،السنوسي،مناوي،السيسي،جبريل،دبجو ورصفائهم المساهمين في تفتيت وإنهيار السودان!فالأمل معقود علي أكتاف الشباب الصادقين والقوي الحية التي لا تساوم بأرض الوطن ومكتسباته،كما أن هنالك مشاعلا من طاقات التغيير الشابة بدأت تدك حصون الظلام،من داخل القوي الرافضة للتغيير فهؤلاء أيضا معقود عليهم ترميم ما بعثروه من الوطن!ويمضي في ذات المسار حركات التصحيح الثورية بقيادة الحلو في الشعبية،والطاهر حجر في قيادة تجمع القوي الثورية فثقافة الوحدة وترميم الأجسام التي أصابها الترهل،يُعد مخرجا جيدا من مستنقعات التقوقع ورفدا لشريان الثورة في المرحلة المفصلية!
إذن قد نفد صبر الإنتظار،وإنكشف كل المستخبي والمستور في أروقة السياسين الفجره!وتبين مدي مستوي زيفهم وخداعهم للشعب السوداني النقي،فوضع النقاط فوق الحروف باتت ممكنا،وإزاحة السدنة والمتسوليين أصبح حتميا بلا شك،وإغتنام الفرصة الأخيرة لإسترجاع الوطن لا يحتمل القسمه علي إثنين،والكلمة الأخيرة قولا وفعلا مازالت في ميدان الشعب،وهي أن نكون أو لا نكون.

صالح مهاجر
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..