صحافة “قدِّر ظروقك”

الساعة 25
للشاعر المهاجر عاطف خيري بيت شعر كما النصل ـ “يفِّج” دربا سالكا صوب الفجيعةـ “أجمل الناجين من الذبح/ صار يعبد خنجرا، وصحيفة أوربية من قبل تخرج على قرائها بمانشيت صادم لمجتمع الفرنجة ذاك بيد انه عادي كما الزبادي وعاديا تماما في هنا السودان ـ صوت القوم، “نصف وزراء الحكومة فاسدين”، ومن مفاسد حكومتنا إفسادها للصحافة ويحق لنا التصرف وإستعارة المانشيت االأوربي … نصف صحافة الخرطوم فاسدة ،ونصفها الآخر لا تجد الى الفساد سبيلا، وهذا لا يعدو كونه فساد في نسخة بئيسة ، وصحافة الخرطوم في إنتهاجها سياسة “قدِّر ظروفك” تثري على عرق المحررين ولهاثهم وتجني البلاوي بينما المحرر المسكين “ياخد ملاليم”… صحافة الخرطوم ما بين سلطة الإعلان وسلطة القوم تمارس شكلا شائها سمه ما شئت عدا ـ “صحافة” ولزاما عليها لنيل رضاء السلطتين ـ “تبيع وتشتري في القاريء” هذه الأيام راجت إعلانات لصحف في طريقها للإنضمام لصحافة ـ”ما تطلبه السلطات” وسيان هي “السلطات ـ بضم السين وفتحها”.. فكلاهما يليقان بها، ولعل (القاريء الحصيف) وهي عبارة إلتفافية لكسب ود القاريء، وفي ذلك قاسم مشترك ما بين الصحافة والسلطة في توهمهما ريالة تسيل على صدر ـ القاريء/المواطن، الإعلان يفرد مساحة كبيرة لصور كُتاب مشاركين بالصحيفة إياها وصحافيين، وذات الصور تجدها بإعلان لصحيفة أخرى تستعد للديربي المتوهم ،كأنما صحافة الخرطوم وقفا عليهم، وأحسبها كذلك لتمتعهم بالحس المطلوب لدي السلطتين بالسين خاطفة اللونين، ما علينا ويحق لهم إحتكار الفضائيات المحلية البئيسة محللين للأخبارـ المتحللة ولا يكلفهم ذلك سوى إقتناء باقة من البِدل وربطات العنق المشاترة وشيء من المصطلحات منتهية الصلاحية، مع سوء الإستخدام، بالله عليكم هل من إستخفاف أبلغ من هذا الهراء….صحافة الخرطوم تغرد بعيدا عن وجع القاريء في عدوه المتواصل على مضمار لقمة العيش التي أحالتها السلطات بضم أم فتح سينها، الى جحيم مستعر “وبعد دا كلو” تدلعه بالحصيف، ويا حيف على صحافة ذا الزمان بهذي السطور التي ناصبتنا العداء ومضت الى مجالس السلطان تصيد فتات الموائد لتدبج خطوطها العريضة بـ(أطال الله عمرك يا مليكي المقتدر) .. أما آن لهؤلاء ان يستحوا
بعد الركلة الترجيحية التي سددتها السلطة بتعديلها القوانين لتضع الصحافي في قفص الإتهام ومن ثم ترحيله السجن لا لذنب جناه سوى بضع سطور في حق آل البلاد أو الايقاف من الكتابة والامر متروك وفق تقديرات المحكمة… فيك الخصام وأنت الحكم والخصم…ولا لواذ الا “إنت يا الظالم وعند الله جزاك” وبئس الصحافة هي…وقد تركت دورها كسلطة رابعة فإرتضت بالسلطة الخضراء بفتح السين ،.. وبدلا من إنتزاع حقوق المواطن تسهم في إنتهاكاتها وتفتأ تخطب ود السلطة المطلقة طبقا لعاطف خيري ـ “أجمل الناجين من الذبح صار يعبد خنجرا” ونصف آخر لا يجد الى الفساد سبيلا.
وحسبنا الله ونعم الوكيل