المتربصات

الساعة 25

لشيء في النفس العليلة يرى القوم في المرأة كائن متربص بالغواية، لذلك كرسوا جل وقتهم إعتكافا على التشريعات الدينية منها والوضعية، فأحدثوا في الأولى تشوهات بينة في ليهم لعنق النصوص لتقف بالمرصاد بحواء السودانية تربصا بحركاتها وسكناتها وزيها ،أما الثانية فحدث ولا حرج، ويكفي ما إصطلحوا عليه بقانون الزي الفاضح تحت المادة (152)
بينة على النفس المشوهة التي ترى في المرأة شيطان رجيم وفي ذلك معارضة صريحة لتكريم المولى عز وجل المرأة بسورة النساء وهي بمثابة مصدر عظيم وإعجاز أعظم ،يتجلى فيه العدل و حقوق الميراث وتحديد الأنصبة في دقة متناهية حار ولا يزال العقل البشري في هذه العملية الرياضية بالغة الدقة، ومن عجب صون وإقتداء غير أهل الملة للحقوق بينما يعمد الى إنتهاكها دعاة المشروع الحضاري / حراس النوايا ،ممن يرون في المرأة التي “ما أكرمها الا كريم وما أهانها الا لئيم”… من يرون في المرأة كائن متربص بالغواية ووعاء يدخر الموبقات السبع، وبذلك لم يتبق لهم في جهلهم وجاهليتهم عدا وأدها
ولو انهم فعلوا لما وجدت نفوسهم ما يرمم تشوهاتها وصدئها ، وتلك حالة نفسية تستعيض توازنها برمي الآخر بأوزارها ، تعويضا لنقيصة عويصة
وتلك شر البلية، وأولئك قوم نسيوا الله فانساهم أنفسهم، والعياذ بالله، ومن عقاب الذي يمهل ولا يهمل ان يسلط على الطغاة من يخشونه ولا يخشون الخالق الاحد ولا يستحوا
طالبت السفارة الاميركية في الخرطوم بإلغاء المادة (152) من القانون الجنائي المتعلقة بالزي الفاضح ، لعدم اتساقها مع الميثاق العالمي لحقوق الانسان، وأعربت السفارة في بيان أصدرته الأحد ، عن قلقها من إيقاف الأجهزة الأمنية الناشطة ويني عمر بتهمة إرتداء الزي الفاضح، كما ندد بيان السفارة بإعتقال الناشط منتصر ابراهيم من داخل قسم الشرطة لمناصرته للناشطة ويني عمر، وأعربت السفارة الأمريكية عن قلقها من تكرار حوادث إعتقال النساء بموجب المادة (152) من القانون الجنائي لعام 1991، مشيرة إلى اعتقال الآلاف من النساء بموجب هذه المادة ، ومنوهة إلى اعتقال السلطات لـ(24) فتاة من حفل نسائي في الخرطوم الأسبوع الماضي
وطالبت السفارة حكومة الخرطوم بتعديل هذه المادة أو إلغائها ، لعدم إتساقها مع المادة (18) من العهد الدولي لحقوق الانسان، وقالت السفارة ان جون سوليفان ، نائب وزير الخارجية الاميركي ، قد طالب السلطات السودان بحماية وصون الحريات العامة ، وذلك في زيارته الأخيرة للخرطوم نهاية الشهر الماضي، وكانت الناشطة ويني عمر أعلنت في صفحتها على (الفيسبوك)، ان أحد وكلاء النيابة قد اعترضها الاسبوع الماضي أثناء سيرها في الشارع العام بالقرب من مكان عملها ، ومن ثم اقتادها إلى قسم شرطة النظام بحجة أن ملابسها غير محتشمة ، حيث تم فتح بلاغ في مواجهتها بتهمة (ارتداء زي فاضح) ، حيث احتجازها لمدة (5) ساعات قبل ان يطلق سراحها بالضمان، وقال المحامي اسحق احمد ، ان الضابط شاهد بالقضية ، وهو ملازم شرطة قد قال في أقواله: (ان وكيل النيابة لم تعجبه مشيتها!) ، ودون في مواجهتها بلاغ ، أمام محكمة النظام بمنطقة الديم في الخرطوم ، بموجب المادة (152) ارتداء زي فاضح ، في حين يحاكم الناشط منتصر ابراهيم اليوم الثلاثاء أمام محكمة الخرطوم وسط ، بموجب المادة (77) الازعاج العام.
بعيدا عن الامريكان دعونا نتساءل.. ما هو وصف الزي الفاضح؟ ولئن اراد المشرع الستر ففي بعض ما أصطلحوا عليه بالزي الاسلامي “إظهار للرقم” بل ولكل الشاسيه على ضيقه وتحزقه فهو كما قال الشاعر الطيب برير “بعض العري تفضحه الثياب” والأمر محض تجارة وافتراع لمشاريع لاصلة لها باللافتة الاسلامية لانعاش الاستثمارات باسم الدين ليس الا، ولعل في ما ترتدي ما رموهن بالتحرر من بنطال تستره بلوزة طويلة فضفاضة ما يستر أكثر مما أنتجته بيوت أزياء القوم من عباءات على أيام طيب الذكر/ المشروع الحضاري، ولافتات الزي الاسلامي التي إنهارات مع صلح حديبية الامريكان مقابل رفع الحظر كذلك يحدوهم الامل في إزالتهم من قائمة رعاة الإرهاب وهذا كلفته منفصلة عن ما تنازلوا عنه بالصفقة الاولى رغم قساوة الاشتراطات والتنازلات فبالله عليكم هل من عري أفضح من نزعهم للمشروع الحضاري!؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..