عركي في الميزان

الساعة 25

أثارالحفل الساهر الذي أحياه المطرب ابو عركي البخيت في إحتفالية بعثة الإتحاد الأوروبي بالبلاد بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان، ردود افعال واسعة وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ووجه العشرات حملة إنتقادات لأبو عركي، لإحيائه حفل بالبعثة الأوروبية، مقابل رفضه إحياء حفلات جماهيرية بالسودان، بحجة التضامن مع المواطن الذي يعاني من الوضع الاقتصادي السيئ، مستدلاً بأن معجون الطماطم علبة الصلصة أصبحت بعشرون جنيهاً، حسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي
يشار إلى أن أبو عركي متوقف عن إحياء الحفلات الجماهيرية بالسودان منذ سنوات، وكان عدد من معجبيه أطلقوا حملات بمواقع التواصل الاجتماعي لإقناعه بإقامة حفلات، ويبدو ان ما أثاره الكوميديان عوض شكسبير قد صب زيتا على تلكم النيران لتنتقل ألسنتها الى مساحات اخرى ما بين جمهور أبوعركي ومن يخالفونهم الرأي، والى هنا والأمر عادي فمن حق الجمهور الدفاع عن فنانه ،وبالمقابل من حق الآخر إبداء رأيه دون فرض وصايا أو حجر، إيمانا بحرية الرأي ، وقبل الخوض في تفاصيل المسألة يجب تثبيت ان عركي قامة فنية وكذلك شكسبير فنان وله جمهور ومن حقه التعبير بما يتفق مع صون إحترام حقوق الآخر، ودون المساس به…في رأيي ان شكسبير قد رمي حجرا في بركة ساكنة، محدثا إختراقا أحوج ما نكون له، كما ان رأيي في مواقف عركي واضحة وقد واجهته بذلك من قبل ،فمواقف الاخ عركي للأسف سلبية… اذا سلمنا بإختلاف فضاءات السياسي عن الفني في تحليق الاخير في أجواء السموء والحب والخير والجمال، عكس الأول فالسياسة لعبة قذرة ، عليه فأدوات الفنان تختلف عن أدوات السياسي ، ولا أحسب السياسي/المعارض يستعين بـ( لفافات الصبر دخنتها)،
في مواجهة قرار سياسي خاطي للنظام مثلا، … فأدوات المبدع أيا كان بما فيه المغني هي مفرداته بطاقاتها وصدقها اللا محدود والتي تجد دروبا سالكة صوب الجمهور عكس الخطاب السياسي المشوب بالأجندة واعتماده العزف على وتر أشواق الأمة كسبا للحشود بتلكم الرشاوي، اما الإبداع فخطابه يلج الوجدان مباشرة متحسسا الإنسان ، لذلك تذهب الأنظمة ويبقى الفنان ما بقيت الحياة… بالنسبة لعركي فمواقفه سالبة بل وتصب في مصلحة السياسي بمقاطعته الحفلات والمنابر التي حفرها بصوت كما السيف، والبعد عن جمهوره الذي تركه كما اليتيم ـ “وسط اللمة منسيا” وحتما هذا الفراغ الإبداعي من مصلحة السلطة، وحتما سيحل مكانه ما لايرقى لذائقة جمهوره… وليس من حق عركي الإنسحاب بما إرتضاه من موقف في شأن لا يخصه وحده، بل له ـ شريك أصيل هو جهوره وقد تركه غير آبه بمصيره بمفترق ،وهو العائل الوجداني الذي غذاه بمشروعه الغنائي فمن له بعده إذاً ؟ بيد ان الموقف فني وليس شخصيا حصرا على عركي المواطن ، لذلك لا اتفق مع موقف عركي مع كل احترامي له… وللوقوف على بعض مواقف عركي اسمحوا لي عرض نمازج منها…. حكى لي صديق أديب وشاعر معروف لا يحق لي ذكر إسمه، وقد تزامن ذلك مع زيارة الراحل الشاعر القامة الفيتوري للبلاد مشاركا في فعاليات ـ “الخرطوم عاصمة الثقافة” قال الصديق في وقت متأخر من الليل إستيقظت على رنين الهاتف وكان على الطرف الآخر ابو عركي مجهشا بالبكاء، فحسبت الامر متعلق برحيل شخص مقرب وبعد تهدئة مني قال ابو عركي شفت السقطة دي يا أستاذ؟ فتساءلت بدوري أية سقطة ؟ فأجاب الفيتوري يلبي دعوة الحكومة مشاركا بفعاليتها.
بعدها حاورت الراحل الفيتوري بصحيفة “الرأي الآخر” وكان ان تصدت لي بعض الأقلام مستنكرة حواري لشاعر “باع القضية” “حسب وصفهم” وقد شهدت تلكم الايام سجالا بيني وبينها.
في جلسة لي مع المبدع الراحل القامة وردي، وقد عهدته كما الجميع واضح في آرائه بلا تجمل كما أهلنا النوبيين فوجدته منزعجا تجاه موقف عركي المقاطع للاجهزة الإعلامية… فقال لي الراحل ليس من حق عركي الابتعاد عن جمهوره وهذه الأجهزة الإعلامية ملك للشعب …و ليست ملكا لأي نظام، نخلص الى ان موقف عركي سالب ،ولو ان المقاطعة سلاح المبدع لانقطعت عنا إشراقات درويش والبياتي وغسان كنفاني ونازك الملائكة ولما وقفنا على روائع خليل فرح وغيرهم ،لو انهم وقفوا موقف عركي هذا، يكفي ان لعبقري الرواية العربية الطيب صالح زيارات مشهودة للبلاد في عهد الانقاذ فلماذا يتخير عركي مقاطعة جمهوره قبل مقاطعة السلطة!؟ اما فيما يلي شكسبير فيكفي انه حرك ساكنا مخترقا المسكوت عنه
متيحا منبرا حرا للرأي وناسفا لتقديس الرموز، وفي هذا فتح نحو نقاش قضايانا بصوت جهير، الا اننا لا اتفق مع شكسبير في جزئية اليوروهات التي رمى بها الاخ عركي فالرجل مشهود له الرسالية الفنية ونظافة اليد واللسان… عموما نأمل في عودة عركي ..صوت عهدناه كما النصل في حده الحد بين الفن واللعب.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله من ما قلت (و لا (احسب) السياسي /المعارض…..الي اخر الهترشه)انا عرفت يا إما انك كوز معفن أو يوروهات جهاز الأمن هبشتك يا زول أبو عركي ده زول زاهد في الدنيا و لو أراد الثروه لفاق الكثيرين من أثرياء الغفله و انت شايف براك الحضور المهيب لي حفلاته لكن أبو عركي يرفض أن يغني و الوطن يئن من اوجاعه و لكن امثالك و أمثال العاطل عن الموهبه المدعو شكسبير لا يفهمون مثل هذه المواقف النبيله

  2. والله من ما قلت (و لا (احسب) السياسي /المعارض…..الي اخر الهترشه)انا عرفت يا إما انك كوز معفن أو يوروهات جهاز الأمن هبشتك يا زول أبو عركي ده زول زاهد في الدنيا و لو أراد الثروه لفاق الكثيرين من أثرياء الغفله و انت شايف براك الحضور المهيب لي حفلاته لكن أبو عركي يرفض أن يغني و الوطن يئن من اوجاعه و لكن امثالك و أمثال العاطل عن الموهبه المدعو شكسبير لا يفهمون مثل هذه المواقف النبيله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..