الجان، السلطان، الحوت، الأسطورة : رسالة محمود الفنية

رباح الصادق

بسم الله الرحمن الرحيم

الجان، السلطان، الحوت، الأسطورة : رسالة محمود الفنية (1-3)

رحم الله محمود عبد العزيز، يا قارئي وقارئتي اقرأوا على روحه الفاتحة! إنه ظاهرة فنية ضخمة، وشخصية التف حولها شبابنا بلا منازع، تجمعت حوله قلوب لا تحصى، وكانت له أيادٍ بيضاء كثيرة لا تنكر.

كنت وعدت من قبل نحو عامين بالتطرق له كظاهرة فريدة. هو دفعة فقد ولدنا في عام الهزيمة العربية (1967م) وكما قال درويش (سيولدون من الهزائم/ يولدون من البراعم/ وسيولدون من البداية/ يولدون بلا نهاية).

نعم طالما أردت أن أكتب عنه بحياته، فهو مغنٍ مجيد تنطّ كلماته المغناة برأسي حينما استنطق الوجدان، مثلما تنط كلمات الإمام الصادق المهدي والبروف عبد الله علي إبراهيم حينما استمطر الفكر! طالبني بعض القراء باستنجاز ذلك الوعد، ولكني هجرت الكتابة ذاتها لسبعة أشهر حتى رحل محمود، فعدت إليها أدفّع آلاماً كثيرة فاضت فقلت أدوّلها أو أداولها، ولات حين مندم!
يفصلني من محمود شهران في المولد، وبضع كيلومترات في المسكن، ومع اختلاف المشارب والظروف، ننتمي لهذا الجيل المسكين الذي ولد قبل الحكم المايوي بقليل، فعاش طيلة عمره في أيام التيه الشمولي، عدا سنوات قليلة في الثمانينات لا تمثل 10% من أعمارنا. تخطفتنا السبل، لا يرضى عنا جيل المخضرمين ولا جيل الشباب، إلا محمود. كهلٌ في الأربعين ولكنه أيقونة الشباب، وغيرهم.

ظل محمودٌ يحمل سيما البرزخ، لا هو جزء من الملح الأجاج ولا العذب الفرات. وكلاهما يلتقي لديه.
فنانٌ متعدد المواهب، الدراما والغناء والصوت الشجي الرهيب والأداء الأسطوري.

اسمعه يغني (نحن ما درنا الفراق البيه جيت فاجأتنا) في “بعد الفراق”، أو (وا خوفي من طول الطريق) في “سكت الرباب”، أو اجر خلف روحك في “معقولة بس!” وذلك لا ينتهي، إنه خطير! مرهف الحس، استمع كثيراً لكل ضروب الغناء السوداني وأغرم بها، صادقٌ في مشاعره، مخلصٌ لفنه مجتهدٌ فيه لم يستند على الموهبة المجانية بل سعى للتجويد الموسيقي فلا يغني إلا بجوقة موسيقية كاملة بعازفين مجيدين، وسعى كذلك للتجديد فلم يقلد. والتجديد أمرٌ له ثمن غالٍ كما أن له مردود نفيس! كان مصطفى سيد أحمد رائداً في التجديد بالكلمة فكسر المألوف في المفردة المغناة، لا أزال أذكر كيف كانت مسامعي المروّضة بنشأة على المدائح والحقيبة وأبو داؤد، تصطك أيام الطلب، لمقطع لمصطفى صدح به في الجامعة: “وشك المكدود مكندك، سمسونايتك زمزمية” فألفظه بعنجهية، حتى استمعت وألفت الطرب لتلك الأوصاف التي كنت أراها وحشية وربما اقتدت لمصطفى بـ”عقد الجلاد”.

محمود في المقابل كسر سلم الأداء اللحني أو مألوفه، وقيل إن رائد هذا النوع من الأداء هو الأستاذ الهادي الجبل، ولكن محموداً هو سلطانه وأسطورته. قال أحد الإسفيريين وهو يصف هذا التجديد أن محموداً (يكعوج الغناء)، ولو أعطى لأذنه فرصة حتى تستمع لهذا الأسلوب لتذوق جمال هذا التجديد الكاسر للمألوف الذي أضاف للغناء القديم روعة وألقاً. تعرف يا قارئي، أظن أن كل الحواس تحتاج للترويض حتى تتذوق فليس السماع وحده!

من ناحية فنية، وحول جمال صوته، وعبقريات أدائه، ورصانة كلمته المغناة في غالبها، وجمال ألحانه لا يختلف النقاد كثيراً. كل قامات الغناء السوداني تعترف لمحمود بالتجويد والحنجرة التي لا تضاهى، بل قال الروس وقد سجل هناك ألبوم (سكت الرباب) إن صوته خامة نادرة تنتقل من الغليظ للحاد بسهولة كالآلة. ولكنه ظل دائماً حلبة للعراك بين عشاق ومعجبين (يرونه عصا موسى التي تلقف كل غناء سواها، يسمونه الجان، والسلطان، والأسطورة، والحوت، وكلها تنبي بأنه يلقف ما عداه ويبتلعه، بل ويصلون منافسيه الذين يقدرونهم بجام الغضب، بينما محمود يمد أياديه بيضاء للجميع، يزامل الفنانين بتواضع، ويكرّم المبدعين الذين عاصروه وسبقوه بعرفان)، وبين كارهين يعتبرونه أحد أوجه السقوط الحضاري وفشل المشروع وهؤلاء لا ينظرون لمحمود كفنان ولكن ينظرون بمقاسات شخصية أو سياسية، وهم موجودون في جانبي الحكم والمعارضة.

فالحكام طالما لاحقوه خاصة في عقد التسعينات مطالبين أن يؤدي فروض الولاء والطاعة ولم يستجب، والمعارضون نظروا له على أنه ظاهرة ارتدت بالفن الملتزم الذي قاده أمثال المرحوم مصطفى سيد أحمد لتجعل الشباب ينغمس في أجواء بعيدة عن هموم التحرر الديمقراطي. لكن محموداً لم يكن سياسياً، ولم تتح له ظروفه بلورة ما طلبه منه أولئك وهؤلاء. كان شاباً سودانياً عبقري الموهبة، محباً لوطنه ولأهله ولعمل الخير ولأصدقائه المقربين الذين لم تكن تلك الأفكار تراودهم بل لطالما لقبوه في صفحته بسجل الوجوه “الفيس بوك” بأنه (ملك الدخان)، وربما كان لأثرهم من جهة، وللابتعاد النسبي للنخبة المثقفة الملتزمة من جهة أخرى أثراً سالباً، طالما حلمنا أن يزول فتدرك تلك النخبة أن محموداً فنان مارد، وهو ليس خواء، ويحتاج لينتصر في جهاد النفس بجلساء من حملة المسك. وعلى أية حال، نجده غنى لبعض شعراء هذه النخبة الملتزمة المجيدين ممن تغنى لهم مصطفى أمثال الأساتذة يحي فضل الله ومدني النخلي وعماد الدين إبراهيم وقاسم أبو زيد.

يا حسرة على محمود. كان صادقاً في التعبير عما يحس به، جسوراً في مواجهة محاولات التدجين، ولكأن حياته اختتمت خلسة برغم نذر المرض. كان رحمه الله لا يتقن السياسة وإنما المحبة، والإمام المهدي قال: الما عنده محبة ما عنده الحبة! حينما تسوقه خطواته للحركة الشعبية يذهب، أو للمؤتمر الوطني يغني لهجليج، أو لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم يمدح، أو للصادق المهدي يحتضن ويقبّل، أو لحواء الطقطاقة.. كان محباً بقدر كبير، فوق ما يحتمل قلب (كتّر في المحبة، زيد الريدة حبة)، حتى نحل وصار حاله كخليل فرح (عزة جسمي صار زي الخلال).

ومع حساسيته المرهفة وتلاحق الملمات من حوله دفع جسده الثمن، فصار نوم عينيه عزيزاً، وروي عن أمه قولها إنه بعد فقدان صديقه نادر خضر رحمهما الله لم يذق الطعام، وإنك حينما تقرأ قصيدة الأستاذة سلمى علي محمد الحسن التي نشرت قبل عام بعنوان “بتأملك” تخاطب فيها محموداً يبلغ بك التأثر مداه: ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻷﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ/ ﻭﺍﻫﺘم ﻟﻴﻨﺎ بصحتك/ ﻣﺎ ﺗﺸﻴﻞ ﻫﻤﻮﻡ، ﻣﺎ ﺗﺠﺎﻓﻲ نوم/ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺘﻚ/ ﻋﺎﻳﺸﻴﻦ ﺃﻣﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻜﺮﺓ ﺑﻴﻚ/ ﻭﺍﻟﺠﺎﻱ ﺃﺣﻠﻰ ﻭﻣﺎﻓﻲ ﺷﻚ/ آلاف ﻣﻌﺎﻙ ﺑﺘﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻚ/ ﻭﻗﻠﻮﺏ ﻛﺘﻴﺮﺓ ﺑﺘﻌﺸﻘﻚ/ ﺧﺎﻳﻔﻴﻦ ﻭﻗﻠﻘﺎﻧﻴﻦ ﻋﻠﻴﻚ/ ﻣﺘﻠﻬﻔﻴﻦ ﻟﻲ ﻓﺮﺣﺘﻚ.

تلك الفرحة التي لم تطل أبداً، ففي عينيه حزنٌ حطم سياجات كل بسماته وضحكاته التي كان يجود بها إحساناً. حزنٌ جعله توأماً للبكائين، المتطهرين بالحزن والبكاء، حزنٌ سفيره إلى القلوب الحزينة. طبع محبوه يوم التشييع في ورق “فلكس”: سكت الرباب: اللهم ارحمه بقدر ما أسعدنا في هذا الزمان التعيس! لقد كان ملكاً للحزانى! والحزن مفردة كهفها غناء محمود (تفرح الناس الحزينة/ بحر الحزن ما ليهو قيف/ لا حزنك يداخلو سرور ولا ليلك يعاقبو صباح/ الغنية حزينة مليانة محنة وأغنيها/ بسأل عليك حزن الشفق..إلخ). ليس فنه المبدع وحده بل بالحزن والصدق والمحبة والإخلاص أيضاً اتخذ محمود معاول حطّم بها أسوار الشائع عنه، ومحاولات اغتيال الشخصية، فوصل لقلوبٍ كثيرة ما كان ليصلها لولا أولئك السفراء.

قلنا إن محمود (الطيب للآخر) لم يكن خواءً، فمفردته المغناة شفيفة وجميلة وذات مستوى رفيع غالباً. انزعج البعض من أغنية (العجب حبيبي) وهي ضمن الهوس المريخي، و”كهلالابية”، أعتقد أن المريخاب قوم لا ينكر عليهم اللوم! ولكنه لم يغنّ أفكاراً فطيرة مثل (شيخك خطير) وتلك أغنية متدنية بالمقايسس الحضارية ولا ندري كيف أجيزت؟ أو مثل أغنية (بدون أسباب هويتو.. وجات كدة!) والتي أغرت المحرفين لزيادات متسقة مثل (وطلّعت عينو وزيتو!). ولم يذهب مع زملائه الآخرين من فناني الشباب في الضرب الذي سماه بعض النقاد الأنثويين بـ”أغاني الأولاد” كـ(بنات حواء سابو الخجل)، أو (لو فاكرة ريدتنا زي مهند ونور) و(حبيبي مفلّس)، وهو ضرب صار شائعا شائها ومشوها للذائقة الشبابية يحول حفلات الأعراس أحياناً إلى نوع من أنواع النشاز الملحّن والبذاءة الراقصة. شتّان بين غناء محمود وغناء مجايليه، كان كالتبلدية تحوّل الأشجار قربها إلى ضرب من العشب!
والأكثر من ذلك أنه أزلف سمع الشباب المنصرف عن الفن السوداني، الولع بالغرب والشرق، إلى الموسيقى والغناء السوداني، وجعله يتذوق غناءنا الكلاسيكي المجيد (الحقيبة) فاختار زهرات من غنائها ووضعها في أباجورته، واختار روائع لفنانين شعبيين عاصرهم أمثال كمال ترباس ومحمود علي الحاج ومحمد أحمد عوض مما رد للغناء الشعبي المهضوم روحاً. وأجاد محمود أيضا في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم واندفع متحمسا في نصرته قائلاً (كله إلا رسول الله). يخطيء من يظن محمود في ذلك مساقاً بصولجان السلطة مثلما حاول البعض أن يقول، كان محباً لرسول الله بشكل روته الركبان التي زاملته في رحلات الحجيج والعمرة المتكررة، إذ قيل إنه كان يتعلق بأسوار طيبة باكياً حتى تكاد روحه تزهق، وقال أحدهم إن دمعه كان يذرف كانهمار المطر! كانت محبته لرسول الله جزءاً من شخصيته وترى بعض محبيه يلقبونه بـ(الحاج)!

ثم أنه، وهو ابن العاصمة الأصيل، لم يكتف برواء العطش المركزي، بل إنه غنى بعربي جوبا كما في أغنية جوبا، وغنى للجنوب كما في (قالو لي سرو) وبألحان حديثة كما في (سكت الرباب) وأخرى إفريقية كما في (الشوق غلّبنا) وهي أغنية ذات مفردات جميلة، وأغنية (زنوبة) في جبال النوبة، وأغانيه بلهجات غرب السودان (راقصين التويا)، و(إيّا يا امي).. والأغنية الأخيرة صعُب على غالب محبيه معرفة كلماتها فوجدتها تورد دائما مبتورة، لأنه يغنيها بغرباوية قحة حينما يقول (أنا كان تأرفي رايي نسوي التدوري/ كلامن ما بئجبيك أنا خاتي بس نتري/ اسمعي كلام قلبي وبيت الحلال سكوني/ من كلام كتاب انا اصلو ما ننتي) يقول لأمه إن رأيه لو تعرف أنه ينفذ ما تريد، ويعتذر عن خطئه بقول كلام لا يعجبها، ويطالبها بأن تأتي بمحبوبته وسوف يتزوج حينها ولن “ينط” من عقد القران.

كل هذا يؤكد أنه يختار لحنه ومفردته بوعي وبوطنية وبجودة تنبي أن له رسالة فنية واضحة، فهو لا يطلق لحنجرته الماسية النادرة عنان الغناء المحض. وإن لم يرم بغنائه نحو المشروع الحضاري، طبعاً، ولا اتخذ التحرر الديمقراطي هدفاً مباشراً، إلا أنه كانت له رسالة فنية ناضجة بالتعبير عن مشاعر صادقة، وجماعات وطنية متنوعة، ومواقف نبيلة، وحزن دفين، وجمال وتلوين في اللحن، كل ذلك برصانة فنية لا تضاهى وبوصلة ذوقية راقية، وبغزارة في الإنتاج مدهشة، فالألبومات وحدها 29 فيها أكثر من مائتي أغنية، والحفلات بالمئات وأغنياتها بالآلاف في هذا العمر القصير. هذا بعض ما نبدأ به الحديث عن فقيدنا الكبير رحمه الله، ونواصل بإذن الله،
وليبق ما بيننا

الرأي العام

21 يناير 2013م
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الغُنا ماحَرام
    ومُعظمو إبتسام
    حُب وسلام,

    فيهو الرّاقى
    البِبعَث الإلهام
    وفيهو الغير
    جدير بالإحترام

    السِكّين مُمكن تقتل
    أو تصنع الطّعام
    والبَلَح مُمكن يِغذِّى
    أو يِسَكِّر تمام,

    فَهَل سَمّينا السِكّين
    أداة إجرام
    أو البَلَح نَبتٌ حرام؟

    الغُنا موهبه وهبه,
    حاجه تمام
    من عند رَب الأنام
    فيهو شِفاء للروح
    من الأسقام

    وسُبحان رب
    الأنس والأنعام:

    حتّى العصافير
    تَغَرِّد بإنسِجام,
    الخيل تتمايَل
    ورا وقِدّام,
    يتراقَص الحَمام,

    والأجِنّه تطرب
    فى الأرحام
    ****************
    عاطف كمال

  2. بَعد إستِغفار
    الغَفّار اللّطيف

    أبكى بلداً
    يَتساقَط مُبدِعينها
    كأوراق الخريف
    فى أقَلّ من خريف

    فبعدما نَثروا الإبداع
    والأفراح ألوان طيف
    للقوى والضّعيف
    تَوارَى:
    وردى العبقرى الحَصيف
    الحَردَلّو الفَذ العفيف
    حمّيد المُرهَف ونظيف
    زيدان المُبدِع الظّريف
    محمود الرّائِع الشَّفيف
    ونادر الرّاقى اللَّطيف

    اللهمَّ يارب
    الحقيقه والطِّيف
    إجعل الجَنّه
    لهم ضِفّة وقِيف
    *******************
    أبكى بلداً
    يَتَساقَط مُبدِعينها
    كأوراق الخريف
    فى أقَلّ من خريف

    وفى الجّانِب الآخَر
    من الرَّصيف,
    لِمُضاعَفَة الآلام
    الكأداء والنَّزيف

    يُخَلِّد
    مُجرِمونها
    ثمانون عاماً ونيف

    ومازالت تَرزحُ تحت
    كابوسٌ مُخيف
    ثلاثَة وعِشرون
    عاماً أيضاً ونَيف

    ففى ذاتَ
    بائِس صيف
    سَلبوا برائتها
    ودَمّها الخفيف

    تُجّار دِين وتزييف,
    أبناء عاقون
    قول يالَطيف
    جُبِلوا على فسادٍ
    وإجرامٍ مُخيف

    وفى ظلام جهلهم
    الكثيف السَّخيف
    لَم ولَن يفهموا
    أرباب الزِّيف

    أنَّ حتّى تَبَرُّجها,
    دونَ تأليف,

    كانَ قَبلَهُم عَفيف
    *****************
    عاطف كمال

  3. وياله من فقد يجل عن الوصف ولا نقول الا ما يرضي الرب
    وداعا يا صاحب الصوت الجبلي المتفرد
    شكرا رباح فقد كفيتي واوفيتي

  4. كفيتي ووفيتي يابت الامام المهدي ، نحن نحس اننا قصرنا كثير في حق محمود كان من الأولى ان يهتم به جمهوره ويخفف عنه الامه لكن للاسف حتى الناس المحيطين به والمقربين منه لم يساعدوه . يعني في مرات كثيرة يقع محمود ضحية في يد الشرطة ويجلد او يسجن وهذا سبب له نفسيات ومعاناة . اين كان جهاز الامن وقتها ، اذا الفريق مساعد رئيس الجهاز بيقول هو صديق له من زمان. واين المقربين له ليه ماينقذوه من هذه المواقف؟؟ ولو كان مؤتمر وطني بالجد ليه يتركوه لهذه المواقف الحرجة.
    اللهم ارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة.

  5. الفن السودانى فقدت الفنى الشبابى فى رحال نادر خضر ومحمود عبدالعزيز وهجرة الفنان عصام محمد نور الى الخليج تاركاً الفن نهائياً

  6. رحم الله محمود عبد العزيز اللهم أرحمه وعافية وأعفو عنه وأكرم نزله وأنزله منازل الصدقين والشهداء فقد نزل بك وأنت خير منزول به اللهم أجعل مثواه الجنة وصبر أهله وزوجة واولاده واحبابه برحمتك ياارحم الراحمين اللهم آمين .

  7. العافية لا نحس باهميتها وقيمتها الحقيقية الا عندما نفتقدها ..
    هكذا قيمة محمود ومن قبله وردى ونادر وزيدان وغيرهم, ,,
    عليهم جميعا الرحمة والمغفرة ..
    ولك الشكر على المقال الوافى ..

  8. لو كان المبدع المرحوم يعيش فى عهد قدماء الاغريق والرومان لكان عرف با ابولو إله الغناء والطرب..
    مقال ورثاء رائع فى ظاهرة فنية متميزة ونادرة جداً.
    محمود رحمه الله لم يكن مدرسة موسيقية فريدة فحسب بل كان ثروة قومية يجب الحفاظ عليها و درع واقى للفن الاصيل ضد الابتذال والهبوط الذى تشهده الساحة حالياً. الله المستعان

  9. اللهم ارحم محمود كنت اطالع هذا المقال وان استمع اليه في اغنية اكتب الي وطمنين عليك قولي يا بنية ولكن من يطمن البنية راح وذهب وتركها تزرف حر الدمع علي موتك المفجع والاليم اللهم ارحم حبيبنا محمود محمود في القلب الله اجمعنا به في جنات الخلد يا الله

  10. كان شاباً سودانياً عبقري الموهبة، محباً لوطنه ولأهله ولعمل الخير ولأصدقائه المقربين الذين لم تكن تلك الأفكار تراودهم بل لطالما لقبوه في صفحته بسجل الوجوه “الفيس بوك” بأنه (ملك الدخان)، وربما كان لأثرهم من جهة، وللابتعاد النسبي للنخبة المثقفة الملتزمة من جهة أخرى أثراً سالباً، طالما حلمنا أن يزول فتدرك تلك النخبة أن محموداً فنان مارد، وهو ليس خواء، ويحتاج لينتصر في جهاد النفس بجلساء من حملة المسك. وعلى أية حال، نجده غنى لبعض شعراء هذه النخبة الملتزمة المجيدين ممن تغنى لهم مصطفى أمثال الأساتذة يحي فضل الله ومدني النخلي وعماد الدين إبراهيم وقاسم أبو زيد.

    أبلغ وأصدق وصف للراحل المفيم
    الحـــــــــــــــــــــــوت
    كفيتي ووفيتي
    نسأل الله أن يتقبله مع الشهداء والصديقين
    ولا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون

  11. اللهم اغفر له وارحمه…اللهم امين
    ولكننى حاولت الاستماع الى فنه مرارا وتكرارا ولكننى اقول واجرى على الله باننى لم اجد فيه ما يجده الاخرين من عشاق فنه!!!.

  12. من الاحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر

    يوجد فنان مثقف بمقدرات صوتية محدودة ..

    وبثقافته يستطيع ان يغطي هذا النقص من حلال الاهتمام بالمظهرالشكل
    وخلق هالة من النرجسية والفوقية يحيط بها نفسه؟

    وفنان انسان بمقدرات صوتية هائلة وثقافة صوتية يسطيع من خلالها تصوير الكلمات

    واعطاءها بعدا ثالثا عندما تستمع له تشعر كانك تري هذه الكلمات

    ترقص طربا وفرحا عند لحظات الفرح؟
    او تراها تبكي دما ودمعا عند لحظات الحزن والفراق؟
    وهذا هو الفنان الانسان البسيط الذي يتخلل مسامك وحواسك دون استئذان

    ومحمود له الرحمة كان يمثل الفنان الانسان المتنازع ما بين العقل الباطن الذي

    يميل الي البساطة والاندماج مع العامة دون نرجسية وحواجز…
    وعقله الواعي الذي يمثله الواقع الذي عاشه الذي يمثل السلطة والتسلط والجبروة
    والرمادية غير الواضحة ؟

    كذلك آثر الانطواء والانزواء في عوالمه الخاصة التي توفر له الراحة النفسية ولو

    لفترة وجيزة..

    وكانت النتيجة النهائية لهذا التنازع ما بين العقل الباطن المسالم

    والعقل الواعي (الواقع)القاسي

    واضحة في لقاء قناة النيل الازرق مع محمود بعد عودته من القاهرة فقد بدا شبحا

    لانسان وكان يهذي نتيجة ما عاناه من ضغط نفسي رهيب..

    لكن الملاحظ ان عقل محمود الباطن كان حاضرا وتحدث بمكنوناته
    وظهر جليا حبه للنبي صلي الله عليه وسلم..

    الايام ستكشف لنا الكثير والمثير عن المتسببين في موت محمود المعنوي والذي

    كان واضحا من خلال برنامج اغاني واغاني والعزلة التي كانت تقتله برغم

    وجود مجموعة البرنامج معه؟

    وايضا موته المادي الذي بدا واضحا منذ اكثر من خمس سنوات في انتحال جسده وهزاله

    اللهم ارحمه واغفر له يارب

  13. أتمنى أن لا يكتب غيرك عن محمود ايتها العبقرية النرجسية فكفيت ووفيت عنه ومقال روعة قرأته بتمعن وممتع حقيقة ركمك الله يا أسطورة …

  14. من المسؤول عن تصرُّفات الباكين على محمود عبدالعزيز، رحمه الله؟ نسأل الله له الرحمة ولمعجبيه الهداية.
    هل الخسارة هي احتلال مدرجات المطار وتكسير بواباته فقط؟ هل الخسارة سمعة مطار الخرطوم المستباح وتعطيل عدة رحلات وتأخر مثلها. إن كان في الدولة عقلاء فهذه الظاهرة أو هذه الواقعة أو هذه الفجيعة أظهرت بجلاء مشكلة كبيرة هي غياب الخطة وغياب المنهج وغياب الإستراتيجية التي لم تكن إلا حبرًا على ورق، أكل بها قوم عيشهم سنين عددا وعندما تبين فشلهم تمت ترقيتهم لدرجة سفير، وسيأتي يوم بعد عدة سنوات نعالج فيه ما خرّبه السفير وكل ذلك بسبب المجاملات والحياء من قول الحق.
    بعد الذي حدث ما المطلوب؟ المطلوب في رأيي دراسة حالة الشباب هذه دراسة علمية يشارك فيها علماء التربية وعلماء الاجتماع وعلماء الاقتصاد «شفتوا كيف لم نتطرّق لعلماء السياسة، لأن السياسة في بلادنا لا يمارسها علماء» لتبحث الدراسة في مسألة الشباب من كل جوانبها لماذا هم كذلك، الأسباب والعلاج؟.
    أتقدم بما أراه جديرًا بالبحث، من يزرع يحصد، هذا الشباب وعلى أكثر من عقد من الزمان لم يجمعه إلا برنامج «أغاني وأغاني» وبرنامج «نجوم الغد»، هذا البرنامج الذي استمر لأكثر من عشر سنوات يخرِّج كل أسبوع فنانين وفنانات. بالمناسبة كل من يشارك في هذا البرنامج نجح أو لم ينجح فاز أو لم يفز سيعتبر نفسه فناناً وبقى أحسبوا«10» فنانين كل أسبوع على مدى عشر سنوات وآخرين في الانتظار والكل يريد أن يصبح فناناً ولكل فنان معجبون قلّوا أم كثروا. غير أن معجبي محمود الذين سموه الجان والحوت وبالغوا في ذلك شرّ مبالغة.
    منذ عقدين من الزمان لم توظف طاقات الشباب توظيفاً مدروساً، لم تكن هناك مسابقات في الأدب، قصة وشعر لم تكن هناك مسابقات في الإلقاء لم تكن هناك مسابقات في الرياضيات ومهارات أخرى، لم تكن هناك مسابقات في حفظ القرآن على مستوى واسع، لم تكن هناك مسابقات في الحديث لم تكن هناك مسابقات في الكمبيوتر والاختراعات والابتكارات. حتى هيئة رعاية الإبداع العلمي هذا الاسم الكبير حصر نفسه في زاوية ضيِّقة ولم يعطها حقها كما هو مأمول منه. لذا لم تكن هناك مسابقات إلا في الغناء وهذه نتيجته أن التفت كل الشباب للغناء ساعدتهم في ذلك وسائل العصر من كمبيوترات وموبايلات وmp3 و«4» و«5» كمان وسماعات بلووتث وسماعات فوق الرأس. إن ما حدث يجب أن يكون نقطة تحوُّل في توظيف طاقات الشباب لخيرهم ولخير بلدهم أما إذا وقفنا في محطة لماذا أرسل جهاز الأمن طائرة خاصة ولماذا لم تحسم الشرطة الأمر باكرًا سيتكرر الأمر ما دامت طاقات هذا الشباب لم توظف توظيفاً يرضي الله ويجعل منهم رجال غد وليس نجوم غد.
    ليس هذا قدحاً في معد البرنامج ومقدمه الأستاذ بابكر صديق ولا منصة تحكيمه وشيخها ذي الصوت الرجولي الأستاذ محمد سليمان ما هم إلا قوم وجدوا ساحة خالية ومددوا بضاعتهم فيها بلا منافس.
    أتمنى أن يخضع الأمر لدراسة عميقة يكون لها ما بعدها في رعاية هذا الشباب

  15. إن مما يقطع نياط القلوب ، ويثير داعي الأسى ، ويغري المدامع ، ويذيب النفوس الكريمة ، إعراض الأصحاب ، ومفارقة الأحباب ،
    وَيْ كأنها موعظة مودع ! فبماذا يوصي ؟
    يوصيك المودّع بأن تقول لمن أعرض عنك هذين البيتين ، وكفى .
    ( ياكعب ماطلعت شمس ولاغربت @ إلا تقرّب آجالا ً لميعاد ِ )
    ( لا ألْفينك بعد الموت تندبني @وفي حياتي ما زوّدتني زادي )
    ……………………………………….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..